وصلته أنباء وهو راقد في ضريحه الرطب أنهم يسرقون هويّته
وصوته وينتخبون من يخالفه الرأي. راودته نفسه أن يتمرّد على ألاعيبهم الصوتيّة التي
تقلق بين وقت ووقت بقايا جثمانه فقرّر أن يخوض لعبة الانتخابات، قائلاً لنفسه
المرفرفة فوق ضريحه بنبرة لا تخلو من المنطق: ما دمت قادراً على التصويت في هذا
البلد فهذا يعني أن الترشّح حقّ من حقوقي الشرعيّة، وهكذا قرّر بعد استخارة ليلية
أن يترشّح منفرداً في الانتخابات ( لم يخطر بباله الرماديّ، فيما يبدو، تشكيل
لائحة) وينسى لفترة من الوقت وحشة القبر. استغرب بعد فرز الأصوات فوزه الساحق في
المعركة. زال عجبه حين علم أنّ كلّ الموتى – مثله- وقفوا إلى جانبه وتبنوا ترشّحه
ووضعوا اسمه في صناديق الاقتراع باعتبار انه كان أكثر المرشحين انسجاماً مع
رفاتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق