لكل شعب جميلاته،
ولكل جميلة حكاية. وكل حكاية تستحق أن تروى وتحكى, وفي الصين هناك أربع جميلات من
عصور مختلفات تحولن إلى أساطير. ليس هنا مجال الحديث عنهن، وقد يأتي وقت اتناول طرف
حكاية من كل واحدة، منهن واحدة تدعى تياو تشان 貂蝉diāo chán تعرفت على مقاطع من
سيرتها بالمصادفة في رواية الممالك الثلاث وهي فتاة طيبة وماكرة، رائعة،
وادعة، ولعوب، فتاكة اللحظ واللفظ، وكأنّها تضع هاروت وماروت بين جفنيها تصل
إلى مبتغاها بسلاسة، وتخرج من المأزق كالشعرة من العجين، تلعب بعين رائيها فتريه
ما لا يراه. طيّبة القلب، مغناج، تلعب على الحبلين بمهارة بهلوان. استخدمها احد
رجالات سلالة هان للقضاء على من يريد الانقضاض على السلالة. استخدم الماندرين ما
اسماه نصّ الرواية "استراتيجية التنّورة الحمراء".
والتنورة الحمراء
تسقط رؤوسا قبل يناعها، وتحيل العروش نعوشاً والملوك مماليك. والممالك مهالك.أغرتني
تياو تشان في كتابة مقال هو قيد التحضير. لتسليط الضوء على استثمار طاقات الشرّ في
تفجير ينابيع الخير.
والثلاث الباقيات
هذه أسماؤهنّ:
王昭君 wáng zhāo
jūn
杨玉环 yáng yù huán
西施
xī shī
ولكلّ واحدة منهنّ حكاية بديعة تفوقها جمالاً،
حكاية فيها من جمال الحكمة ما يفتن العين والروح. الجمال المرهف كالشفرة المسنونة
يقطع الأنفاس. وفي كتاب "فن الحرب" لـ"صون تزه" كلام عن الجمال الباهر الذي يستغني
عن خدمات الجيوش الجرّارة لتحقيق انتصارات خارقة كالنظرة دون سفك نقطة دم. سهام غير
مرئية وليست من حديد المعدن وانما من حديد البصر. نظرة تنفذ من المسامات غير
المرئية بغواياتها إلى غاياتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق