يصدفُ غالباً.. وفي كل أمكنة القهوة.. أن نشعر برغبةٍ شديدة لخرق جلسات (الكيف) ب طلبٍ نستطيع أن ننجزه في مطبخ (البيت) أو مكتب (العمل)لكننا لا نستطيع الانعتاق منه.. (كوب شاي) قد يبدو طلباً مثيراً لسخرية الأصدقاء في مقهى شهير على شارع التحلية.. ولكنك رغم ذلك لا تحفل بالأمر.. لأن (لذتك) الخاصة تستحق كل التضحيات!
أغنية شعبية قديمة تقول: "ودي بشاهي خفيف.. مخدرٍ ب وَرِقه.. واللي يصبه لطيف.. يمشي ويدق رقبة!".. كانت تُنبىء عما يفعله هذا المشروب في الناس لدرجة الرقص!.. تقول (أريج عبدالله): "في الأصل..القهوة هي أساس الضيافة العربية.. لكنها لا تكتمل إلا بوجود الشاي.. وأصبح تأثيره واضحاً على أجسادنا.. عندما نُصاب بالصداع في حال الامتناع عنه!".
ثمة روايات كثيرة تسرد قصة اكتشاف الشاي.. لكن الأكثر شهرة هو حكاية حدثت قبل 5000سنة عندما اكتشفه صدفةً الإمبراطور الصيني (شين نونغ) وذلك بعد أن سقطت ورقة من شجرة الشاي داخل إنائه الملىء بالماء الحار.. غير أن بعض الكتب تقول بأن أحد الكهنة البوذيين في الهند كان هو السباق لاكتشاف هذه النبتة التي كان يستخدمها كمنبه للبقاء مستيقظاً أكثر وقتٍ ممكن لممارسة طقوس العبادة!.. وما يمكن الاتفاق عليه هو أن هذا الاكتشاف كان عظيماً في تاريخ (الذواقة)!
الشاي - لمن لا يعلم - هو ثاني مشروب يتناوله الناس في العالم بعد الماء،و كانت الانطلاقة في الصين.. ففي عام 800ق م ألف (ليويو) كتاباً عن كيفية صنعه وإعداده.. وقام (هوي تسونغ) بتحقيقات ودراسات في علم الشاي..وكتب (لو تونغ) أكثر من مائة قصيدة لكن (سبعة أقداح من الشاي) هي التي بقيت حتى هذا اليوم..وبرتوكول الضيافة لديهم يقتضي أن يطرق الضيف المائدة بإصبعي السبابة والأوسط عندما يُقدم له الشاي تعبيراً عن الشكر.. ويقال بأن هذه المجاملة الاجتماعية لها علاقة بالإمبراطور (تشيان لونغ) عندما كان في جولة سرية مرتدياً ثياباً عادية.. وقد شعر بالظمأ فتوجه إلى مقهى قريب.. لكن العاملين بالمقهى تأخروا فماكان منه إلا أن قام بنفسه بسكب الشاي له ولمن معه.. هذا التصرف أربك بطانته.. فإذا انحنوا له وهذا هو التعبير المعتاد للشكر والامتنان كشفوا عن هويته.. وإن لم يفعلوا خالفوا برتوكول البلاط.. فماكان من أحد الخدم إلا أن مد يده وطرق بأصابعه على المائدة باتجاه الإمبراطور.. ومن ذلك اليوم صار تقليداً للتعبير عن المجاملة في شرب الشاي، جدير بالذكر أن الصين والهند يعتبران الأعلى إنتاجاً للشاي لكنهم يستهلكون 4/3مما ينتجون.. واستهلاكه في الصين تحديداً يزداد سنويا بنسبة 2%!
وفي بريطانيا التي تعد أكبر دولة مستهلكة للشاي في العالم.. تختلف القصص.. القصة الأولى تقول بأن المرأة البريطانية استاءت من إفراط الرجال لتناول القهوة فما كان منها إلا أن قدمت كتيباً مشهوراً عام 1674م تسلط الضوء على أضرارها الصحية على الرجال وتأثيراتها الاجتماعية على أسرهم.. وقدمت (الشاي) البديل المثالي ومن يومها ظهر تقليد شاي الظهيرة.. والقصة الثانية تخبرنا بأن دوقة بيدفورد (آنا) وجدت أنه من غير المناسب عدم تقديم أي وجبة بين الغداء والعشاء.. لذلك طلبت إحضار الشاي مع الخبز والزبدة والبسكويت إلى غرفتها.. وبعد أن افتضح سرها قامت صديقاتها بتقليدها وهكذا أصبح شاي الظهيرة من التقاليد الارستقراطية!
أما المغرب عرف الشاي أو (الأتاي) في القرن الثامن عشر عندما تلقى السلطان المولى إسماعيل أكياساً من الشاي والسكر ضمن الهدايا المقدمة من المبعوثين الأوروبيين للسلطان العلوي تمهيداً لإطلاق سراح الأسرى الأوروبيين!
وعادة شرب الشاي في العراق بدأت مع الاحتلال البريطاني وترددت العديد من الأغاني الشعبية التي تتغزل في بيالة الشاي ومن أشهرها "خدري (الجاي) خدري"..وتأتي مفردة (بيالة) وهي تسمية هندية - آرية بمعنى كوب أو قدح.. واستكان أصلها انكليزي (East Tea can) وتعني قدح الشاي الشرقي حيث عرف الجنود الإنجليز شكل (الاستكان) في العراق فاخترعوا التسمية ونقلوها إلى بلادهم، كما دخل الشاي متأخراً إلى مصر عام 1882م خلال الاحتلال البريطاني.. وكان يقتصر على البيوت الراقية والأسر الخديوية التي كانت تحكم مصر وكان معروفاً ب (الخروب) ثم أصبح مشروباً شعبياً.. وتصل نسبة تناول الرجل العادي إلى 15كوباً في اليوم.. علماً بأن أهل الصعيد يُفضلون الشاي الأسود والثقيل لتحسن أمزجتهم!
(كاميليا سنيساس) هي شجرة الشاي الدائمة الخضرة ويبلغ طولها 3أقدام تقريباً وتعيش لخمسين عاماً وتنتشر في الهند والصين بالإضافة إلى كينيا وسريلانكا واندونيسيا واليابان وإيران وتركيا، وتنحصر أنواع الشاي في أربعة ألوان: الأسود، الأحمر، الأخضر والأبيض..ولم يقتصر على كونه مشروباً حاراً فقد أصبح الشاي المثلج معروفاً في مدينة سانت لويس عام 1904م، ولأن الأمريكيين يحبون السرعة في كل شيء كان (توماس سيلوفان) أول من صنع أكياس الشاي عام 1908م وأصبحت الطريقة الأكثر انتشاراً في إعداده!
هذا المشروب الملون يتماهى كثيراً مع الأديان والاقتصاد وثقافات الشعوب.. ففي الصين تطوّر تحضير الشاي وشربه من كونه في الأساس عبارة عن طقوس دينية إلى حفلات ترويحية تُقام في بيوت النبلاء.. وفي العراق يعد عدم تقديم الشاي للضيوف نقصاً في الحفاوة والترحيب.. وفي المغرب لديهم فلسفة خاصة في الإعداد والشرب يجب احترامها.. وفي الجزائر من لا تُجيد سكب الشاي ستقل فرصها في الزواج.. أما انجلترا من الممكن أن يُشك بأصولك العريقة إذا كنت ممن لا يضعون شاي الظهيرة ضمن البرنامج اليومي.. وجلسات المثقفين والعامة في مقاهي القاهرة لا تكتمل إلا بمرور (كباية) الشاي عشرات المرات.. كما تعتمد أعداد هائلة من السكان في مختلف الدول الآسيوية على قطاع إنتاج الشاي كمصدر رئيسي للدخل.. أما الأدباء فدائماً ينتصرون للشاي ربما لأنه يخفف من وطأة الأشياء و (يُعدّل) الأمزجة.. ف غازي القصيبي في رواية (هما) يقول بأن الصغار كانوا يجمعون ماء المطر في إناء ثم يصنعون الشاي مخلوطاً به وكان يسميه (شاي بنكهةٍ سماوية).. وتركي الحمد في ثلاثيته كانت (بيالة) الشاي تنافس البطل في الحضور..تقول (أمل اسماعيل) صاحبة مدونة (رحيق): "منذ 3سنوات تقريباً بدأت أفكر جدياً بحكاية هذا الشاي وحاولت الإقلاع عنه أكثر من مرة كل ذلك قبل أن يتسرب كمفردة يومية إلى قاموسي يمكن لها أن تعني العديد من المرادفات الأخرى - غير الشاي إطلاقاً - وبشكلٍ عجيب وغريب أشبه بالغزو الثقافي الذي يجتاح بيوتنا.. على سبيل المثال، يمكن أن تكون إجابتي - ببساطة - على سؤال مثل: "بتعملي أيش؟!" ب : "بعمل شاي!" .. وعندما لا أملك إجابة محددة أو أشعر بضيق - وأحياناً مرح - يمكن أن أقطع حوار محدثي بسؤالٍ أبله: "بدك شاي؟".. ولعل الصيغة تختلف قليلاً فتصبح مثلاً: "ماتيجي نشرب شاي؟".. وهي لا تعني شرب الشاي فعلياً.. بل شيئاً آخر تماماً!".. وتضيف: "حاولت حساب عدد المرات التي أعد فيها الشاي في البيت يومياً سواء لي وحدي أو لأي شخص آخر، المصيبة لم تكمن في أن تعد لنفسك (كباية) شاي بل في المشاركة الوجدانية لمن يشرب الشاي.. فإذا رغب غيرك في كباية شاي تجد نفسك تتطوع لتعدها له ولتشاركه فيها ف (برستيج) وشهامة العربي تحتمان عليه المشاركة في كل شيء!.. وإن جاءك ضيف فالواجب يجعل من بين ضيافته براد شاي كبير تضطر فيما بعد إلى شربه مع العائلة لأنه كان (كبيراً) زيادة عن الواجب.. وهكذا.. حتى تجد نفسك في نهاية اليوم قد شربت مالايقل عن لترين من الشاي فقط لوحدك!".
إذاً.. عندما يسرد لك الناس أضرار الشاي.. تأكد بأن معلوماتهم يشوبها الشك.. فكل الدراسات الحديثة تقف إلى صف عشاق الشاي.. عبر جملة صغيرة تقول أنه (مضاد للأكسدة)!
أغنية شعبية قديمة تقول: "ودي بشاهي خفيف.. مخدرٍ ب وَرِقه.. واللي يصبه لطيف.. يمشي ويدق رقبة!".. كانت تُنبىء عما يفعله هذا المشروب في الناس لدرجة الرقص!.. تقول (أريج عبدالله): "في الأصل..القهوة هي أساس الضيافة العربية.. لكنها لا تكتمل إلا بوجود الشاي.. وأصبح تأثيره واضحاً على أجسادنا.. عندما نُصاب بالصداع في حال الامتناع عنه!".
ثمة روايات كثيرة تسرد قصة اكتشاف الشاي.. لكن الأكثر شهرة هو حكاية حدثت قبل 5000سنة عندما اكتشفه صدفةً الإمبراطور الصيني (شين نونغ) وذلك بعد أن سقطت ورقة من شجرة الشاي داخل إنائه الملىء بالماء الحار.. غير أن بعض الكتب تقول بأن أحد الكهنة البوذيين في الهند كان هو السباق لاكتشاف هذه النبتة التي كان يستخدمها كمنبه للبقاء مستيقظاً أكثر وقتٍ ممكن لممارسة طقوس العبادة!.. وما يمكن الاتفاق عليه هو أن هذا الاكتشاف كان عظيماً في تاريخ (الذواقة)!
الشاي - لمن لا يعلم - هو ثاني مشروب يتناوله الناس في العالم بعد الماء،و كانت الانطلاقة في الصين.. ففي عام 800ق م ألف (ليويو) كتاباً عن كيفية صنعه وإعداده.. وقام (هوي تسونغ) بتحقيقات ودراسات في علم الشاي..وكتب (لو تونغ) أكثر من مائة قصيدة لكن (سبعة أقداح من الشاي) هي التي بقيت حتى هذا اليوم..وبرتوكول الضيافة لديهم يقتضي أن يطرق الضيف المائدة بإصبعي السبابة والأوسط عندما يُقدم له الشاي تعبيراً عن الشكر.. ويقال بأن هذه المجاملة الاجتماعية لها علاقة بالإمبراطور (تشيان لونغ) عندما كان في جولة سرية مرتدياً ثياباً عادية.. وقد شعر بالظمأ فتوجه إلى مقهى قريب.. لكن العاملين بالمقهى تأخروا فماكان منه إلا أن قام بنفسه بسكب الشاي له ولمن معه.. هذا التصرف أربك بطانته.. فإذا انحنوا له وهذا هو التعبير المعتاد للشكر والامتنان كشفوا عن هويته.. وإن لم يفعلوا خالفوا برتوكول البلاط.. فماكان من أحد الخدم إلا أن مد يده وطرق بأصابعه على المائدة باتجاه الإمبراطور.. ومن ذلك اليوم صار تقليداً للتعبير عن المجاملة في شرب الشاي، جدير بالذكر أن الصين والهند يعتبران الأعلى إنتاجاً للشاي لكنهم يستهلكون 4/3مما ينتجون.. واستهلاكه في الصين تحديداً يزداد سنويا بنسبة 2%!
وفي بريطانيا التي تعد أكبر دولة مستهلكة للشاي في العالم.. تختلف القصص.. القصة الأولى تقول بأن المرأة البريطانية استاءت من إفراط الرجال لتناول القهوة فما كان منها إلا أن قدمت كتيباً مشهوراً عام 1674م تسلط الضوء على أضرارها الصحية على الرجال وتأثيراتها الاجتماعية على أسرهم.. وقدمت (الشاي) البديل المثالي ومن يومها ظهر تقليد شاي الظهيرة.. والقصة الثانية تخبرنا بأن دوقة بيدفورد (آنا) وجدت أنه من غير المناسب عدم تقديم أي وجبة بين الغداء والعشاء.. لذلك طلبت إحضار الشاي مع الخبز والزبدة والبسكويت إلى غرفتها.. وبعد أن افتضح سرها قامت صديقاتها بتقليدها وهكذا أصبح شاي الظهيرة من التقاليد الارستقراطية!
أما المغرب عرف الشاي أو (الأتاي) في القرن الثامن عشر عندما تلقى السلطان المولى إسماعيل أكياساً من الشاي والسكر ضمن الهدايا المقدمة من المبعوثين الأوروبيين للسلطان العلوي تمهيداً لإطلاق سراح الأسرى الأوروبيين!
وعادة شرب الشاي في العراق بدأت مع الاحتلال البريطاني وترددت العديد من الأغاني الشعبية التي تتغزل في بيالة الشاي ومن أشهرها "خدري (الجاي) خدري"..وتأتي مفردة (بيالة) وهي تسمية هندية - آرية بمعنى كوب أو قدح.. واستكان أصلها انكليزي (East Tea can) وتعني قدح الشاي الشرقي حيث عرف الجنود الإنجليز شكل (الاستكان) في العراق فاخترعوا التسمية ونقلوها إلى بلادهم، كما دخل الشاي متأخراً إلى مصر عام 1882م خلال الاحتلال البريطاني.. وكان يقتصر على البيوت الراقية والأسر الخديوية التي كانت تحكم مصر وكان معروفاً ب (الخروب) ثم أصبح مشروباً شعبياً.. وتصل نسبة تناول الرجل العادي إلى 15كوباً في اليوم.. علماً بأن أهل الصعيد يُفضلون الشاي الأسود والثقيل لتحسن أمزجتهم!
(كاميليا سنيساس) هي شجرة الشاي الدائمة الخضرة ويبلغ طولها 3أقدام تقريباً وتعيش لخمسين عاماً وتنتشر في الهند والصين بالإضافة إلى كينيا وسريلانكا واندونيسيا واليابان وإيران وتركيا، وتنحصر أنواع الشاي في أربعة ألوان: الأسود، الأحمر، الأخضر والأبيض..ولم يقتصر على كونه مشروباً حاراً فقد أصبح الشاي المثلج معروفاً في مدينة سانت لويس عام 1904م، ولأن الأمريكيين يحبون السرعة في كل شيء كان (توماس سيلوفان) أول من صنع أكياس الشاي عام 1908م وأصبحت الطريقة الأكثر انتشاراً في إعداده!
هذا المشروب الملون يتماهى كثيراً مع الأديان والاقتصاد وثقافات الشعوب.. ففي الصين تطوّر تحضير الشاي وشربه من كونه في الأساس عبارة عن طقوس دينية إلى حفلات ترويحية تُقام في بيوت النبلاء.. وفي العراق يعد عدم تقديم الشاي للضيوف نقصاً في الحفاوة والترحيب.. وفي المغرب لديهم فلسفة خاصة في الإعداد والشرب يجب احترامها.. وفي الجزائر من لا تُجيد سكب الشاي ستقل فرصها في الزواج.. أما انجلترا من الممكن أن يُشك بأصولك العريقة إذا كنت ممن لا يضعون شاي الظهيرة ضمن البرنامج اليومي.. وجلسات المثقفين والعامة في مقاهي القاهرة لا تكتمل إلا بمرور (كباية) الشاي عشرات المرات.. كما تعتمد أعداد هائلة من السكان في مختلف الدول الآسيوية على قطاع إنتاج الشاي كمصدر رئيسي للدخل.. أما الأدباء فدائماً ينتصرون للشاي ربما لأنه يخفف من وطأة الأشياء و (يُعدّل) الأمزجة.. ف غازي القصيبي في رواية (هما) يقول بأن الصغار كانوا يجمعون ماء المطر في إناء ثم يصنعون الشاي مخلوطاً به وكان يسميه (شاي بنكهةٍ سماوية).. وتركي الحمد في ثلاثيته كانت (بيالة) الشاي تنافس البطل في الحضور..تقول (أمل اسماعيل) صاحبة مدونة (رحيق): "منذ 3سنوات تقريباً بدأت أفكر جدياً بحكاية هذا الشاي وحاولت الإقلاع عنه أكثر من مرة كل ذلك قبل أن يتسرب كمفردة يومية إلى قاموسي يمكن لها أن تعني العديد من المرادفات الأخرى - غير الشاي إطلاقاً - وبشكلٍ عجيب وغريب أشبه بالغزو الثقافي الذي يجتاح بيوتنا.. على سبيل المثال، يمكن أن تكون إجابتي - ببساطة - على سؤال مثل: "بتعملي أيش؟!" ب : "بعمل شاي!" .. وعندما لا أملك إجابة محددة أو أشعر بضيق - وأحياناً مرح - يمكن أن أقطع حوار محدثي بسؤالٍ أبله: "بدك شاي؟".. ولعل الصيغة تختلف قليلاً فتصبح مثلاً: "ماتيجي نشرب شاي؟".. وهي لا تعني شرب الشاي فعلياً.. بل شيئاً آخر تماماً!".. وتضيف: "حاولت حساب عدد المرات التي أعد فيها الشاي في البيت يومياً سواء لي وحدي أو لأي شخص آخر، المصيبة لم تكمن في أن تعد لنفسك (كباية) شاي بل في المشاركة الوجدانية لمن يشرب الشاي.. فإذا رغب غيرك في كباية شاي تجد نفسك تتطوع لتعدها له ولتشاركه فيها ف (برستيج) وشهامة العربي تحتمان عليه المشاركة في كل شيء!.. وإن جاءك ضيف فالواجب يجعل من بين ضيافته براد شاي كبير تضطر فيما بعد إلى شربه مع العائلة لأنه كان (كبيراً) زيادة عن الواجب.. وهكذا.. حتى تجد نفسك في نهاية اليوم قد شربت مالايقل عن لترين من الشاي فقط لوحدك!".
إذاً.. عندما يسرد لك الناس أضرار الشاي.. تأكد بأن معلوماتهم يشوبها الشك.. فكل الدراسات الحديثة تقف إلى صف عشاق الشاي.. عبر جملة صغيرة تقول أنه (مضاد للأكسدة)!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق