الأربعاء، 2 يناير 2013

حكاية ليانغ شان بو وتشو يينغ تاي



  تعد قصة ليانغ شان بو وتشو يينغ تاي من أشهر القصص الشعبية الصينية الأربع. ودائما يقارن الناس هذه القصة مع قصة روميو وجوليت لأنهما قصتا غرام محزنة. لكن قصة ليانغ شان بو وتشو يينغ تاي ظهرت قبل ظهور قصة روميو وجوليت بأكثر من 1000 سنة. ومنذ ظهور قصة ليانغ شان بو وتشو يينغ تاي في أسرة جين الملكية قبل 1600 سنة، انتشرت رئيسيا في مقاطعات جيانغسو وتشجيانغ وشاندونغ وخنان وغيرها. وخلال أكثر من ألف سنة، ظلت هذه القصة تؤثر في قلوب الناس بفكرة موضوعها الجلية التي تدعو إلى العلم والحب والحياة. وانتشرت هذه القصة أيضا إلى كوريا الشمالية وفيتنام ومنيانمار واليابان وسنغافورة واندونيسيا وغيرها من الدول. وتتمتع بتأثيرات كبيرة لا تقارن بها القصص الشعبية الصينية الأخرى. وتروي هذه القصة أن الفتاة تشو يينغ تاي التي تتنكر في زي رجل سافرت إلى مدينة هانغتشو للدراسة. وصادفت الشاب ليانغ شان بو في طريقها إلى هانغتشو. فسافرا معا ودرسا في مدرسة واحدة ل3 سنوات. وخلال هذه الفترة، لم يتفرقا كالجسم وظله. وبعد 3 سنوات، عادت تشو يينغ تاي إلى بلدها بعد انتهاء الدراسة. ولم يعرف ليانغ شان بو أن تشو يينغ تاي فتاة إلا بعد أن زارها بعد سنتين. فأراد ليانغ شان بو أن يتزوجها. لكن والدي تشو يينغ تاي قد قررا تزويج تشو يينغ تاي إلى ما ون تساي. ومات ليانغ شان بو من شدة حزنه. وفي السنة التالية بعد وفاته، مرت تشو يينغ تاو بقبره في طريقها إلى الزفاف، وزارت قبره لإقامة مراسم تذكارية له. وانشق القبر فجأة وقفزت تشو يينغ تاي إلى القبر وماتت. وتحولت روح تشو يينغ تاي وليانغ شان بو إلى فراشتين راقصتين. وخلال عملية انتشار قصة ليانغ شان بو وتشو يينغ تاي، حول الفنانون الشعبيون الصينيون هذه القصة إلى الأغنية والأسطور والمسرحية والأوبرتيات المحلية والموسيقى الأمر الذي وسع نطاق انتشارها وجعلها من أوسع الأعمال الفنية الشفوية وغير المادية من حيث نطاق الانتشار في الصين. وتشكل على أساس قصة نظام ثقافي ضخم ومميز. وتتمتع قصة ليانغ شان بو وتشو يينغ تاي بالميزات المحلية لمنطقة جنوب نهر اليانغتسي. لكنها ليست قصة غرام فقط، بل تتضمن عناصر ثقافية صينية في مجالات الثقافة التقليدية والتقاليد الشعبية والفلسفة والتاريخ. حيث يعكس تنكر تشو يينغ تاي في زي الرجل للدراسة الجو العام في منطقة جنوب نهر اليانغتسي المتمثل في الدعوة إلى طلب العلم. ويعكس عدم ليانغ شان بو وتشو يينغ تاي مخالفة القواعد الأخلاقية خلال السنوات الثلاث التي عاشا فيها معا الموقف الجدي للشباب الصينيين في الفترة القديمة تجاه العلاقات الجنسية. أما تحول ليانغ شان بو وتشو يينغ تاي إلى فراشتين في نهاية القصة، فيعكس وجهة نظر الشرقيين تجاه الحياة والمتمثلة في تناسخ الأرواح. وخلال عملية انتشار هذه القصة، وفر الصينيون في مختلف المناطق مضامينها حتى تم بناء العديد من المباني عن هذه القصة في المناطق المختلفة مثل نصب قبر ليانغ شان بو وتشو يينغ تاي والمعبد لهما وغيرها. وفي يوليو عام 1954، ترأس رئيس مجلس الدولة الصيني الراحل تشو أن لاي وفدا صينيا لحضور مؤتمر دولي في جنيف. وخلال فترة المؤتمر، أقيم حفل استقبال عرض فيه فيلم "ليانغ شان بو وتشو يينغ تاي". وبعد ذلك، أصبحت قصة ليانغ شان بو وتشو يينغ تاي زهرة باهرة في المسرح الفني العالمي. ومثل الأعمال الأدبية الشفوية الأخرى، تعرضت قصة ليانغ شان بو وتشو يينغ تاي التي تعتمد على التوارث الشفوي لصدمة شديدة خلال السنوات ال20 الأخيرة بسبب تأثيرات التحديثات والمدننة. ومن الضروري أن نتخذ إجراءات لإنقاذ وحماية هذا التراث الثقافي غير المادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق