الجمعة، 30 يونيو 2017

الماء ان حكى


هل وقع نظرك على قطرة ماء تطير من الفرح ، أم هل خطر ببالك ذات يوم انه يمكن لقطرة ماء أن تشعر بكآبة أو تنطوي، حزينةً، على نفسها السيّالة، أو أن تعيش كبعض الناس حياة شقية؟ وكيف تتعامل قطرة الماء مع ذاكرتها والذكريات؟ ولا ريب في أنّ ذكر الذاكرة يستدعي النسيان أيضاً، فهل ذاكرة الماء مثقوبة كالغربال أم أنها كذاكرة الآدميين معرّضة للألزهايمر؟ الأسئلة التي يثيرها العالم اليابانيّ "ماسارو إموتو" (Masaru Emoto)  كثيرة تدعو للحيرة، وتثير أحياناً استهجان العلماء كما قد تثير الاستهجان الآن لدى بعض القرّاء ولا سيّما أنّ بين الخرافة والعلم شعرة كشعرة معاوية!

اكتشف العالم الياباني "ماسارو إموتو" أنّ لكلّ ذرّة ماء سيرة ذاتية عامرة لا تملكها أي ذرّة أخرى وشكلاً هندسياً لا يحدد مصيره إلاّ ما يكتنف ذرّة الماء من تجارب غنيّة لا تكفّ عن التغيّر والتحوّل. واكتشف أن للماء قدرة على العلاج من خلال تعديل أشكاله الهندسية عبر تهيئة أجواء نفسية مريحة له. هنا أتذكّر " طاسة الرعبة " التي كانت تتعامل معها الأجيال الماضية في عالمنا العربيّ على أساس قدرة مياهها السحرية ( المقروء عليها) على استئصال الرعب في حين ينظر اليوم إليها على أنها من مخلّفات الخرافات التي أنقذنا الله، بتطور العلوم، من رعبها ولعبها بالعقول والسلوك. ولكن يبدو أنّ لـ"طاسة الرعبة" قدرة على استدعاء الشفاء، والسبب هو طبيعة الماء نفسها التي تتجاوب مع الرسائل وتتأثّر أشكال ذراتها الهندسية بما تستقبله فهي تفرح وتمدّ أجنحتها المائية للكلمة الحلوة ويتغير أو يتعكّر مزاجها وفعلها وينخدش شكلها الهندسيّ أو ينكمش لدى سماعها الكلمة المشينة النابية، وكما أن الماء يأخذ شكل الإناء الذي هو فيه يبدو أيضاً من خلال تجارب العالم الياباني الفاتنة للعين أنّ حبيبات الماء أو الكريستالات تتغير أو تأخذ شكل الإناء غير المرئي الذي تعيش فيه أي البيئة المحيطة بها صوتاً أو صورةً أو نسمةً أو رائحةً.

بدأ العالم الياباني تجاربه من خلال تصوير الأشكال الهندسية البالغة الجمال لبلورات " ثلج الماء " وكانت تترافق عملية تصوير بلورات ثلج الماء مع تعريضه للكتابات والأحاديث والصور المختلفة الأشكال والألوان والدلالات سلباً وإيجاباً، كان العالم يلحظ تبدّل الأشكال الهندسية لذرّات الماء بتبدّل مضامين الرسائل .

منذ عام 1987 أصبح من أهم المعالجين بالطبّ البديل. وراح يتعمق الكاتب في قراءة أسباب تباين ذرات الماء وراح يرسم او يصور لفترات زمنية طويلة حبيبات الماء  ونشر عام 1999  " رسالة من الماء"  ( The Messager from Water ) وهو ألبوم صور بالألوان فاتنة للأشكال الهندسية التي تأخذها كريستالات الماء.

كانت خلاصة أبحاثه أن للماء قدرات عجيبة من الذاكرة والوعي والسمع والرؤية والإدراك وكأنّه كائن مكتمل الحواسّ، فهو يدرك ما حوله ويشعر به ويتفاعل، له قدرة على قراءة المكتوب وسماع المنطوق وتأمّل الصور كما أنه يتغير لدى سماعه الموسيقى ويوافق او يعترض على ما يسمعه من ألحان من خلال تبدّل أشكاله الهندسية التي تحلو أو تتشوّه معالمها. ولقد تمّت الاستعانة بفتوحاته المائية في عملية تطهير مياه المستنقعات والبحيرات من التلوّث بواسطة تمرير موجات فوق صوتية عالية تبلغ ( 200 ألف هيرتز) ذات مضمون عذب ونبيل.

أثبتت دراساته التي يطوّرها يوماً بعد يوم أن الماء عندما يجمد بالتبريد البطيء يتخذ أشكالا هندسية ( بلّورات ثلج الماء)  تختلف باختلاف ما تعرّض له في حياته رغم أن التركيب الكيميائيّ للماء هو واحد.

وكانت تجاربه مذهلة بحقّ فثمة أشكال قبيحة، او أشكال ناقصة غير مكتملة الملامح، او أشكال مشوّهة كالأنقاض الهندسية، كما كان هناك أشكال بديعة التكاوين فائقة الجمال الهندسيّ. والسبب في ذلك يكمن في كون الأشكال المشوهة وليدة ما اعترض حياة قطرة الماء من صدمات غيّرت معالمها كأن تكون تعرضت لكلمة نابية أو قاسية أو لمرأى إنسان أنانيّ أو حسود أو عاشت في ظروف اجتماعية قاهرة في حين أن الأشكال الهندسية الفاتنة والكاملة عاشت تجربة رخيّة هادئة عابقة بالكلام الطيب.

ذهب ذهني وأنا أقرأ فتنة العالم الياباني بدراسة  ذرّات الماء وتجليات كريستالاته  إلى المعتقد الصيني" الفانغْ شْوِيْ " أي " الريح والماء " وأثر ممرّات الريح والماء على مشاعر الإنسان، وقول الله تعالى في ذكره الحكيم: " وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ " (سورة الأنبياء، الآية 30).
ولمن يرغب أن يتأمل كريستالات الماء العجيبة التكوين أحيله إلى موقع العالم الياباني(Masaru Emoto) على الانترنت ليملأ عينيه بمفاتن الكريستال المائي وتحوّلاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق