كتبهابلال عبد الهادي ، في 2 أيار 2011 الساعة: 19:50 م
قال بعضهم: خَالِفْ تَذْكُرْ. فقيل لَهُ: إنَّما
هو تْذْكَر فقال،: هَذَا أول الخِلاف.
وقرأ بعضهم فِي كتاب: أنَّ النبي عَلَيْهِ السلام بَلعَ قَدِيداً، وإنَّما بلَغ قُدَيداً.
وقرأ آخَر: أنَّه كَانَ يُحِبُّ العسل يومَ الجمعة، وإنمَّا هو الغُسْلَ وقرأ آخر: أنه كَانَ يكره النَّوم فِي القِدْر، وإنَّما هو الثَّوم.
وقرأ آخر: ولا يرِث جميلٌ إلا بُثينةَ، وإنما هو لا يُورَّثُ حميلٌ إلا ببيِّنة وقال آخر: إذا أردْتَ أن ننعظ فادخل المقابرَ، وإنما هو تتَّعِظُ وقرأ رجل عَلَى ابن مجاهد: بل عَجَنْتَ، ويَسْجرون. فقال: أحْسَنْتَ، مع العَجْن يُسْجَرُ التَّنُّور.
كتب صاحبُ الخبر بأصْبهانَ إلى محمد بن عبد الله بن طاهر: إنَّ فلاناً القائدَ يلبس خُرلخيةً، ويقعد مع النساء: فكتب إلى العامِل: ابعث إلى بفُلان وخرلخيته. فَصّحفَ القارئُ. وقرأ: وجزَّ لِحْيَتهُ، ففعل ذَلِكَ بِهِ، وأشْخصَهُ.
علِّق سترٌ عَلَى بعض أبواب أمِّ جعفر، وَكَانَ أمر أنْ يُكَتب عَلَيْهِ المسيدة الميمونة المباركةِ فأغفلَ الناسخُ الراءَ. ودخل الرشيد فقرأهُ الميمونةِ المناكة فأمَرَ بتمْزيقه.
وكان كافي الكُفاة يكرهُ أن يكونَ فِي مخاطباتِ النِّساء حراستُها ونظرها وعقلها، ويقول: لا يُؤمَنُ أنْ يُصَحَّفَ فيقرأ: حِراسْتُها، وعَقْلُها، ويظْرها.
وكان حمَّادٌ الراويةُ لا يقرأُ القرآنَ فاستقرى فقرأ، ولمَ يَزِلَّ إلا فِي أربعة مَواَضِعَ: عذابي أصيبُ بِهِ منْ أسَاءَ. وَمَا كَانَ اسِتغفارُ إبراهيم لأبيه إلا عن مَوْعدة وعدها أباه. ومِن الشَّجر ومما يغْرسون. بل الذين كفَروا فِي غِرَّةٍ وشِقاق.
وقد رُوي أنه صحَّفَ فِي نيِّف وعشرين موْضعاً كلها متشابهة وأنا أذكُرها جميعاً مِنْ بعدُ بإذن الله.
غضب كاتِبُ المأْمون عَلَى غُلامه فرماه بالدَّواة، وشجَّه، فلما رأى الدَّمَ يسيل قال: صدق الله تعالى: والذين "إِذَا مَا غَضِبوا هم يَغْفِرون" فبلغ ذَلِكَ المأمونَ. فأنَّبه.
وقال: ويلَكَ! أما تُحسنُ أن تقْرأ آيةً من القُرآنِ? فقال بلى والله إني لأقرأُ من سُورة واحدة ألفَ آية.
قال بعضُهُم: قرأ عبدُ الله بنُ أحمدَ بن حَنبل فِي الصَّلاة: اقرأ باسم ربِّك الَّذِي خُلِق.
فقيل لَهُ: أنت وأبوك فِي طرفي نقيض. زعَم أبُوك أن القرآنَ لَيْسَ بمخْلوق، وأنت قَدْ جعلْت ربَّ القرآنِ مخلوقاً.
وحكى أنَّ المحامِلي المحدِّث قرأ: وفاكهةً وإبا. فقيل لَهُ: الألفُ مفتوحةٌ. فقال: هو فِي كتابي محفوظٌ مضْبوطٌ.
وحكِي أنَّ ابنَ أبي حاتم قرأ: فصيامُ ثلاثة أيام فِي الحج وتِسْعة إذا رجعتم، تلك عشرةٌ كاملةٌ.
كان اسمَ أبي العتاهية: زيدٌ فنقش عَلَى خَاتِمه أيا زيد ثق فكَانَ الناس يتنادَلُوَنَه: أنَا زِنْدِيق.
قال بعضُهم: سمعتُ ابْنَ شاهين المحدِّثَ فِي جامع المنْصور يقول فِي الحديث: نهى النبيُّ عَلَيْهِ السلام عن شقيق الحطب. فقال بعض الملاحين: يَا قومُ، فكيف نعملُ والحاجةَ ماسةٌ، وهو شقيق الخطب.
قال: وسمعتُه مرة أخرى وهو يفسِّر قولَه تعالى: "وثيابَك فَطَهِّر" فقال: قيل لا تَلْبسها عَلَى غدرة. وهو لا تلبسها عَلَى عَذِرة.
وكان كيسانُ مستمِلي ابن الأنباري، وكانَ أعْمى القلبِ فَسُمع ابنُ الأنباري وهو يقول: كيسانُ يسمعُ غيرَ مَا أقولُ، ويكتبُ غير ما يسمعُ ويقرأ غيرَ مَا يكتُبُ، ويحفظُ غيرَ مَا يقرؤه.
وحكى عنه أنه كَانَ يكتبُ مَا يسمعُ فِي الخزف، ويجمعهُ فِي حُبِّ، فاشترى راويةَ ماءٍ فغلطَ السَّقَّاءُ بيْنَ حُبِّ الماء وحُبِّ الخَزف، فصبَّ الماءَ فِي حبِّ العِلْم فرأيْنا كيسانَ وَقَدْ وضع يدَه على رأسه، وذهب علمه كلُّه.
وقالوا تقدَّمتِ امرأةٌ إلى عمرَ فقالت: أبا غَفَر حَفْصٍ اللهُ لكَ. فقال: مالك: أغْفَرتِ? قالت: صلَعَتْ فرقتُك.
قرأ الباغنْدي: وكلُّ شيءٍ فَعلُوه فِي الدُّبُر فصِيح بِهِ مِنْ جَوانِب المجِلس. فقال: يَا قومُ لا تضجُّوا فالباءُ منْقوط.
وروى أبُو ربيعة المحدِّثُ أن النبي عَلَيْهِ السلامُ كَانَ يغْسِلُ خُصى الحمار. قيل: وَلَمَ ذاكَ يَا أبا ربيعةَ? قال كَانَ يُظْهر تواضُه بذلك. والخبر أنه كانَ يغْسِلُ حَصَى الجمار.
قال بعضُ المحدِّثين: حدثني فُلانٌ عن فُلان عن سَبْعةَ وسبعينَ، يريد عن شُعبَة وسفيان.
كَانَ يزْدَانفَ ذار فِيهِ لُكْنةٌ، وَكَانَ يجْعلُ الحاءَ هاءً، أمْلى عَلَى كاتبٍ لَهُ: والهَاصلُ ألفُ كُرٍّ. فكتبها الكاتِب بالهاء. كما لفَظَها، فأعادَ عَلَيْهِ الكلام، فأعاد عَلَيْهِ الكاتب الكتاب، فلما فطن لاجتماعهما عَلَى الجهل، قال: أنتَ لا تُهْسِن تكتبُ، وأنا لا أهسِنُ أمْلي. فكتُبْ: الجاصل ألف كُر فكتبها بالجيم معجمةً.
قالتْ أمُّ ولد لجرير لبعَض ولدِها: وقَع الجرْدانُ فِي عجَان أمِّكم. أبْدلتْ الذال دالاً وضمت الجيمَ، وجعلت العجين عِجَاناً. وإنما أرادتْ وقَع الجرذانُ فِي عَجين أمِّكم.
ودخل رجلٌ عَلَى آخَرَ وهو يأْكل أتْرجّاً، وعَسَلاً. فأراد أنْ يقول السَّلامُ عليْكُم. فلفَظ عَسَليكم.
ودخلت جاريةٌ روميةٌ عَلَى بعضهم لتسأَل عن مَولاتها، فبصُرتْ بحمار قَدْ أدْلى، فقالتْ: قالتْ مولاني كيفَ أيْر حِمَاركم? قال بعضُ الجَّهال إلى عالِم، وسأله عَنْ قول الشَّاعر.
يوم تُبدي لَنَا قتيلةُ عن جيد فقال: مَا العَنْجيدُ? وسأل عن قولهِ تعالى: "والهدْى مَعْكوفاً" فقال: مَنْ كَانَ كُوفاً من أصحاب البني عَلَيْهِ السلام.
وسأل آخرُ عن قولِهمْ: "زاحم بِعَوْد أوْ دَعْ" فقال: مَا الأوْدَع?.
كان أحْمد بنُ موسى بن إسحاقَ من قُضاة السُّلطان بأصْبهانَ، فأملى يوماً عَلَى أصحاب الحديث: حدثني فلانٌ عَنْ فُلان عن هِند أنَّ المعتُوهَ يُريد عن هنْد أنَّ المغيرةَ.
وكانَ أهل البصرة يرْوون عن علي عَلَيْهِ السلامُ أنه قال: إِلاَّ إنَّ خراب بصْرتِكمُ هَذِهِ يكونُ بالريح، فما أقْلعُوا عن هَذَا التَّصحيفِ إلا بعدْ مائَتي سنة عند خرابها بالزنْج.
وقيل فيما روي عن النبي عَلَيْهِ السلام أنَّهُ قال: تختَّموا بالعقيق. إنما هو "تَخيمَّوا بالعقيق"، لواد بالمدينةِ.
وروى بعضُ جلَّةِ المحدِّثين: أنَّ مرحباً اليهودي قتلهُ عَلَى يوم حُنَيْن وإنما قتَله يوم خيْبرَ.
وروى آخرُ: الجارُ أحقُّ بصُفَّتِه، يريد بصقَبهِ.
وروى آخر: لا بأْسَ أنْ يصلي الرجلُ وَفِي كُمِّه سِنَّورةٌ، وإنَّما هي سبُّورة وهي الألواحُ من الآبنوسِ يكتبُ فِيهَا التَذكرة.
وروى آخر: عمُّ الرجل ضيقُ أبيه. إنما هو صِنْو.
وروى آخرُ: لُعِن اليهود، حرمتْ عليهم الشحومُ فحملُوها. وإنما هو فجمَّلُوها، أذَابُوها.
وروى بعضُهم: أنَّ الحارثَ بن كَلَدة كَانَ يقولُ الشمسُ تثقل الريح، وإنّما هو تَتْفُلُ الريح.
وقالوا: كَانَ يجْلسُ فِي مًقثاة. وإنما هو فِي مَقْناة.
وروَوْا: أنه نهى عن لُبْس القَسي وإنما هو القُسِي لضَربٍ من الثياب ورووا أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم وَعَلَى يده سخلة تبْعَر. وإنَّما هو تَيْعُر من اليَعَار. وهو صوتُها.
قال بعضُهم: قال الرياشي لي يوماً - وَقَدْ جئتُ مِنْ مجلس ابن أبي الشَّوارب: أرني مَا أملي عليكُمْ، فأريْتُه، فمرَّ بِهِ هَذَا الحديثُ: آخِر مَا يجازفُ بِهِ المؤمن عَرقُ جَبينه.
فقال الرياشي: مَا أحوجَ هؤلاء إلى بعض عِلْمنا إنما هو يُحارفُ، والحريفُ الشَّريك، يقالُ: فُلان حَريف فلان، أي شريكُه ومُحاسِبُه.
وقال بعضُهم: حضرتُ رجلاً من الكُبراء - وَقَدْ قرأ فِي المصحفَ: يَا عيسى ابنَ مريم اذكُرْ نِعْمتي عَليك وَعَلَى والديك.
وقرأ بعضهم: والعاديات صُبْحاً.
وقال آخر: فكذَّبُوهما فَغدرْنَا بثالث وقيل: إنّ سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامِله عَلَى المدينةِ: أحْص المخنثين: يريدُ: عُدَّهم.
فقرأ الكاتب: أخْص، فَخَصَاهُمْ.
ومِمَّنْ أخَجلَهُ التصحيفُ فِي مجالس الخُلفاء أحمدُ بنُ أبي خالد وزير المأْمون، فإنَّه حضر مجْلسَه للمظالم يقرأ عليْه القصصَ، وَكَانَ فَهماً، فمرت بِهِ قصةٌ مكتوبٌ عَلَيْهَا: فُلان البَريدي، فقرأها: الثريدي فقال المأمون أبو العباس جائعٌ. هاتُوا لَهُ ثَريدةً. فقُدمتْ إليه، وأكْرهَهُ عَلَى أكلها، وغسَلَ يدَه، وعاد إلى تصَفّح القصَص، فمرتْ بِهِ قصةٌ مكتوبٌ عَلَيْهَا فلان الحمصي فقرأها الخبيصي. فقال المأْمون: كان غداءُ أبي العباس غيرْ كاف، لا بُدَّ للثريدة من أن تُتَبع بخَبيصة. فقُدمت إليه، وأكلها.
ومنهم شجاعُ بنُ القاسم. قرأ عَلَى المتوكّل: حَاضِرُ طيئ0 فقرأه جاء ضريطي.
كان للمتوكل صاحب خَبر يقال لَهُ ابنُ الكلْبي، وَكَانَ يرْفَعُ كلٌ مَا يسمعهُ من غثٍّ وسمين، وجِدٍّ وهَزْل ليَمين كَانَ حلّفَه بِهَا، فرفَع يوماً وعربْدت علَيهْا وجرحَتها فِي صَدْغَها، ولمْ ينقُط. الغيْنَ، فقرأها المتوكِّلُ فِي صَدْعِا. ثُمَّ قال: إنَّا لله تعطل علي ابن الكبي مَناكُه.
وقرأ علىَ عُبيدِ الله بن زياد كاتبُهُ كتابَ عبيدِ الله بن أبي بكرة: أنَّه وجَد ابنَ أديَّةَ مع جماعة من الخارج فِي شُرْب. فقال ابنُ زياد: كيفَ لي بأن يكُون الخوارجُ يرون الشُّرْب. وإنما هو سَرَب.
الحروفُ التي ذكر أن حَمَّادا صحَّفَها من القرآن وأوحى ربُّك إلى النحل أن اتخذي من الجبالِ بيوتاً ومن الشجر ومما يغرسون وَمَا كَانَ استِغفَارُ إبراهيمَ لأبيه إلا عن مَوعدةٍ وعَدَها أبَاه.
ليكون لهم عَدْواً وحَربَا وما يجْحد بآياتنا إلا كلُّ جبَّار كَفُور.
وعزَّزُوه ونصروه وتُعززُوهُ ونُوقّرُوه.
لكل امرىءٍ يومئذ شأنٌ يعْفيه. بالفاء هم أحْسنُ أثاثاً وزشياً عذابي أصيب بِهِ مَن أسَاءَ.
يوم يُحْمى غَليُها فِي نار جهنم.
فبادوا ولاتَ حينَ مناصٍ ونَبْلُو أخياركم صِيغَة الله، ومَن أحسنُ مِنَ الله صيغة فاستعانهُ الَّذِي مِن شِيعتهِ سلامٌ عليكُم لا نتَّبعُ الجاهلين قل إن كَانَ للرحمن وَلدٌ فأنا أول العائذِين.
حكى أبو حاتم أنه كَانَ يقرأ شعرَ المتلمس علي الأصمعي، وأرادَ أن يقولَ: إغنيتُ شأني فأغنُوا اليومَ شأنكُم واستحمقُوا فِي مِرَاس الحربُ أو كِيُسوا.
قال: فَغلطتُ، وقُلْتُ: أغنيتُ شأني. قال: فقالَ الأصمعي بالعجلة: فأغنوا اليومَ تَيْسكُم، وأشارَ إلي، فَضحِكَ جَميعُ الحاضرين.
وقَدِم محمدُ بنُ الحسن الفقيهُ العِرَاقَ، واجتمع الناسُ عَلَيْهِ يسألونَهُ، ويَسْمعُون كلامَهُ، فَرْفَع خَبُره إلى الرِشيدِ، وقيلَ لهُ: إنِّ معهُ كتَابَ الزيديةِ فَبعثَ بمنْ كَبَسهُ وحملَهُ وحَملَ معه كُتبَهُ، فأمَر بتفْتيشِها، فقال مُحمدٌ: فَخشيتُ عَلَى نَفْسي من كتاب الحيل من الرشيد. فقال لي الكاتبُ مَا ترجمةُ هَذَا الكتاب? فقالت كتاب الخيل فرمى بِهِ.
ونذكر الآن بعض مَا أُخذ من العلماء مِنَ التصَّحيف قال كيسانُ: سمعتُ أبا عبيدة ينشد:
قال: فقلتُ خزيت خَزيتَ?? وضحكتُ، فغضبَ وقال:
فكيف هو? قلتُ: إنما هو خَذِيتُ. قال: فانْخَزَلَ وَمَا أحارَ جَواباً.
وروى أيضاً أبُو عُبَيْدة أبياتَ لقيط فِي يوم جَبَلةَ
وقال يعني فِي ظل نخل المُقْل: فقال الأصْمعيُّ:
قَدْ أحالَ ابنُ الحائِك لأنه ليسَ بنجد دَوْمٌ. وجبلةُ بنجْد، وإنما الرَّاوية فِي
الظل الدّوم، أي الدَّائِم.
وروى الأصمعي بيت أوس بن حَجَر
فقال ابْنُ الأعرابي: صَحف الدعي، وإنّما هو
تدَارَكْ نَاقَتي بقُرَابها، أي مَا دُمتُ أطْمعُ فِيهَا. وفي مَثلٍ للعرَب:
"الفِرارُ بقراب أكيسُ".
وروى بيتَ الحارث بن حلزة
وقال: العَنزة: الحَربةُ يُنحر بِهَا. فرد
عَلَيْهِ أبُو عَمْر وقال: إنما هو تُعتر، ومن العَتيرة وهي ذَبيحةُ الصَّنم روى
بيتُ الحُطيئة:
وقال أبو عمرو: إذا صحفتُم فصحفوا مِثلَ تصحيفه
وإنَّما هو لابنٌ بالصيفِ تَامِرٌ.
وروى بيت عنترة:
فقال كيسانُ: لَهُ: إنما هُو فِي البجْلي -
بإسكان الجيم - منسوبٌ إلى بجْلةَ بطْن مِنْ بَني سُلَيم وروى لذي الرُّمِة:
فقيل: هو يَصْطحبُ، لأن الحيتانَ لا تصْطخبُ،
ولا صوتَ لَهَا. وروى لرؤبةَ: شمطاءُ تَنْوي الغيظ حين تَرأمُ فقيل: إنما هو
تَبْوى، أي تجعلُه بمنزلةِ البو روى أبو عمْرو بن العَلاء بيتَ امرئ القيس
فقال أبو زَيد: هَذَا تصحيفٌ لأن المتأوبَ لا
يكونُ مغَلساً فِي حالِ واحدة لأن غلس: أتى فِي آخِر الليل، وتأوبَ جاء فِي أوله،
وإنما هُو معلساً، أي اشتد وبرح.
وروى المفضَّل للمخَّبل:
فقال لَهُ خلفٌ: إنَّما هو طُرِفَتْ عَيْني.
فرجَع عنْهُ.
وروى لامرئ القيس:
فقال له خلفٌ: إنَّما هُو نمشُّ، وهو مسحُ
اليَد. ومِنْه - قِيلَ للمنديل: مَشُوشٌ. وأنشد - والأصمعيُّ حاضرٌ.
فجعل الذَّال معجمة، وفتحها، وذهب إلى
الأجْذَاع. فقال الأصمعيُّ: إنما هو: توْلَباً جَدِعا بالدَّال غير معجمة مكسورة،
أي: سيئ الغِذاءِ. فضجَّ المفضَّلُ، ورفع صوتَه، فقال له الأصمعيُّ: لو نفخْتَ في
شَبُّور اليهودِ لمْ ينفَعْك. تكلَّمْ كَلامَ النَّمل وأصِبْ.
وروى
فقال الأصْمعِيُّ: يا أبا العباس: لعل الرماحَ
استحالَتْ كأَفْر كُوبات، فهي تشدخُ.
فقال: كيفَ رويتَهُ يا أبا سَعيد? فقال: تَسْدحُهُمْ. والسَّدْح: الصَّدْع.
وقد أخِذَ على الخليل في كتابه العين حروفٌ كثيرةٌ منها: يومُ بغُاث بالغَيْن المنقوطة، وهو يومٌ مشهورٌ بين الأوس والخزرج، وهو بعاثٌ بالعين غير المنقوطة.
وقال في حرف الخاءِ: فَخَجَجْنَا. وهو بالحاء غير منقوطَة. وقال: الخضبُ: الحيَّة وإنما هو: الحِضْب. وقيل: إنَّ ذلك من غَلط اللَّيث على الخَليل.
وكان الأصمعيُّ ينكر على الخليل روايتَه لهذا البيتِ.
وقال: إنَّما تَئِيمُ مِنْ آمَتِ المرأةُ تَئِيم
إذا ماتَ زَوْجُها.
وأنشد أبو الخطاب الأخْفشُ
فقال أبو عمرو: صَحَّفتَ، وإنَّما هُو سرَاتُهْ.
فسكَتَ أبُو الخطَّاب ثم أقْبل على القوُم، وقال: بلْ هُو صحَّفَ، وإنما هي
شَواتُه. والشَّواةُ: جلدةُ الرأسِ.
وذكر أنّ ابنَ الأعْرابي أنْشد بيْتَ جَرير - وعندهُ عبد الله بن يعقوب -
فقال له عبد الله: إنما هو نُكْزَةُ، مِن
قوْلهم: نَكَزتْهُ الحيَّةُ وذكر عبد الله بن يعقوب أنَّه سمعَ ابنَ الأعرابي يقول:
تَلَع الشيبُ في رأسه فذهب به إلى أعلى الرأس، من التلعةِ. فقال: إنما هُو بلَّعَ:
أي طلَع. ويُقال منه: بَلَّع النَّجم. ومنه اشتقاقُ سَعْد بُلَع.
وذكر عسل بن ذكوان أن ابنَ الأعرابي صحَّفَ بيت الهُذَلي
وإنَّما هُو فَرضاً، أي تُرْساً وكان يخالف ابن
الأعرابي الأصمعي في بيت للحطيئَةِ، ويدعى كُلُّ واحد منهما على الآخر التصحيف.
والبيتُ.
هذه رواية ابن الأعرابي. والنّقْعُ عنده:
النّحر. والنَّقى: الحُوارى. فيقول كَفَى الأضْيافَ، جمع ضْيف سَنَتَيْن وروايةُ
الأصْمعي:
وسَنِتينَ عندَه: من أسْنَتَ القومُ: من أسْنَتَ
القومُ: إذا أجْدبُوا، والأصْيافُ: جمع الصَّيف، والبُقْع: يعني أنَّهم بُقْعُ
الظُّهُور. من النفي: نَفِي الأرْشِيةِ، إذَا اسْتَقَوْا للناسِ. والجفارُ: جمع
الجَفْر. وهي البئرُ البعيدةُ الماء وروى الكسائي
فبلغتْ روايتُه أبَا عبيدة. فقال: أبْلغُوهُ
أنَّ الرِّوايةَ: أعْيَس مُنْهالاً مِنَ الكثِيب فهو منهالٌ. فقال الكِسَائي: أصاب
الشَّيخُ، وأخطأْتُ أنا.
وروى الفراءُ.
فقيل له: إنَّما هُو أمُّ الهُنَيْبِر وهي
الضَّبَعُ. ويقال لها أم عامر.
فقال: هكذا أنْشَدَنيه الكِسَائي، فأحال على الكسائي.
حكى أبو الحسن الطوسي، قال: كُنَّا في مَجْلِس اللحياني وهو عَلى أن يُملي نَوادِره ضِعْفَ مَا أمْلى. فقال: "مُثَقَّلٌ اسْتَعَان بذَقنِهِ" فقامَ ابنُ السكِّيتِ إليه - وهو حَدثٌ - فقال: يا أبَا الحسن: إنَّما تقول العربُ: "مُثقَّلٌ اسْتَعان بدَفيْهِ"، لأن البعيرَ إذا رَامَ النُّهوضَ استعانَ بجنْبيْه. فقطَع الإمْلاءَ. فلمَّا كانَ في المجلس الثاني أمْلَى: تقولُ العربُ: "هو جاري مُكَاشِري" فقام إليه ابنُ السكِّيت.
وقال: أعَزك اللَّهُ، إنما "هو جَاري مُكاسِري". أي كسْرُ بيْتي إلى كسْر بيته. فقطع الإملاءَ، وما أمْلَى بَعْدَ ذَلك.
وقال: مَن احتجَّ عَن اللحْياني: البعيرُ إذا رَام النُّهوضَ اسْتَعانَ بعُنُقه وذَقنِه. والمثلث علَى ما رَواه اللحياني صحيحٌ.
وروى ابنُ السِّكيت.
فقال ثَعْلب: إنما تَنقَع: أي تُرْوِي.
قال ابنُ دُرَيد: وجدتُ للجاحظ في كتاب البيان تصحيفاً شَنيعاً، فإنَّه حدَّثني محمدُ بنُ سَلام، قال: سَمِعتُ يونُسَ يقولُ: ما جاءنا مِن أحدٍ مِنْ روائع الكَلام ما جاءَنَا عن النبي صلى الله عليْهِ وسلَّمَ.
إنَما هُو عن البتِّي: عن أبي عثمان البَتِّي. فَأَمَّا النبيُّ عليه السلامُ فلاَ شَكَّ عِنْد المِلِّي والذمي أنَّه كَانَ أفْصَحَ الخَلْق.
أنشدَ أبُو البيدْاءِ الرَّماحي أبَا عَمْرو
فقال له أبو عَمْرو: صحَّفتَ، إنّما هُو:
قِتالاً يقُولُ.
روى الكلابي بيتَ عمرَ بن أبي ريبعةَ.
فقال ابنُ الأعرابي له: صحفْتَ. إنَما هُو سِنةُ
العْينيْنِ.
روى عن قَتَادة قال: حضرتُ الحسن - وقد سُئِل - عن قوله جلّ وعز "جَعَل ربُّكِ تَحْنَكِ سَريّاً" فقال: إن كان لسَرياً، وإن كانَ لكريمأ. وقالوا: مَنْ هو? قال: المسيح. فقال له حميدُ بن عبد الرحمن: أعِدْ نَظَراً، إنما السَّريُّ: الجدولُ فتمعَّرَ له، وقالَ: يا حميدُ، غَلَبتْنَا عليك الإماءُ.
قال إبراهيم بن حمزةَ: سمعتُ عن أبي دأب ينشد لأبي ذؤيب الهُذلي.
ويم بذاتِ الدَّير..
فقلت له: وما لُهذَيل والدّيَارات? إنَّما هو بذات الدَّبرْ، وهي أكَمةٌ في بلادِهم. فقال: لا أدْري، كذا سَمِعتُه.
قال: ثم سمعتُه من قائلٍ ذلك العامَ في المسجد الحرامِ يُنْشده بذاتِ الدَّبْر.
فأخذه محمد ونقطة خبيث.
ورفع آخر رقعةٌ إلى محمد بن عبد الله بن طاهر، وعليها حريث بنُ الفارس وكان اسمَ الرجل، فجعلَه محمد خريتَ في الفراش وكتب تحته: بئسما فعلْتَ.
ونهض الحسنُ بن وهب ذاتَ ليلة من مجلسِ ابنِ الزَّيات بنيه أي بت به.
وَقف رجلٌ على الحسن البصري فقال: اعتمِرُ، أخْرجُ، أبادِرُ. فقال الحسن: كذبوا عليه، ما كان ذلك. يريد السائلُ: أعثمانُ أخرج أبا ذرٍّ? ومن تصحيف محمد بن طاهر: متملْمِل. يريد: مَنْ ملَّ مُلَّ.
وقال المعتصم يوما لطَّباخ له فَارسي: حَاسبت رشيد. فقال: زِنْ نبيذ أراد المعتصمُ: جاء شَتيت رسيد، أي أدَركَ غَدَاؤك وقال لأخر: رسيد، أي أدْرَك.
وقال المتوكِّلُ يوما ليحيى بنِ ماسَوَيْه: بعتُ بيْتي بِقَصْرَين. فقال له يحيى: أخِّر الغِذاء. أراد المتوكل: تعشَّيتُ فضرني. فأجابه ابنُ ماسويه بالعلاج.
نرجس طري: برح بي نظري. بمطرف تَستُري: نَمَّ طَرفي بسِرى. طَسْتٌ حَسنٌ: طبيبي: حبيبي. القَبَعْثَريَ وحَلُبس: ألفْتِ غَيْري وخلَّيتني فنعت بتكْفيلي: في عيْنيكَ قتْلى. وحموه حدَّثك بشأني: حمر خَدَّيك سباني خشخاشٌ: حبيبٌ خانَني. مِشمشةٌ ثقيلةٌ: مَنْ يَنَمْ يُنبَّه بقُبلة - صِينية حَسنةٌ: صَبٌّ نبَّه حَبيبه. محبرَةُ آبنوس: مُحِب زَها ببوس.
كلنى بيمينك فبعْني بحبتَّين: كلُّ شيء مِنْك في عَيْني حَسنٌ. لببُ سرج مُضِري: ليس ترحم ضُرى. مَسعودٌ: متى تعود? الثوبُ يماني بثوب: ألْتوتْ ثم اسْتوتْ سَعيد بنُ جبير: نَبْتٌ عند نرْجس. فرُّوج مُسَمَّن بحبِّة: تودُّ جَمْش مَنْ تُحبه. تحت الفيل مِرْوحةُ خَيش: تحبُّ القُبل مِن وجُهٍ حَسَن. حَبَشٌ بن حنين: حبيبي بتَّ بخير. سكْباج: ثنيك باخ. كشكيَّةَ: كنت نكتة. قلْنُسوة خَضْرا: قلبي يتوهجُ ضُراً. لمازحٍ مقَالٌ يضم: لمَّا رَحمَ قال: نعَمْ.
سوقي جرَّ بعيري: فتش تجرِّبُ غيْري. ضرَب عَيْني بنواتين: صريعٌ بين نِسْرين. وآسٍ مسلم بن قيس: متى يُلِمُّ بي بنُو أمية. أليتُ بربي قد خضعتُ راهباً: الشُّربُ بقدح صغير أهْنأ. أسرتْني بيدي: اشربْ سيِّدي.
ومن المقلوب: ظلمتنا: أنت ملط. كرهَتَنا: أنت هِرك. دعُوتنا: أنْتَ وغْد. أرحتنا: أنت خرا. جَفَوتنا: أنْتَ وقح: ووقع بعضُ الوزراء: غَرَّك: عرك فصَار: قصار. ذلك: دلّك. فاخْش: فَاحش. فعْلك: فعلَّك. بهذا: تهدأ.
وقع محمدُ بن عبد الملك بن طاهر إلى ابنه: يا بُني: يا بْني: مصيبة: مضْنية. أمرضى: أمْرُ صبي. مجذورٌ: محذورٌ. عليْه: عِلَّته. بقرع: يفرع قلْبي: لمُبِّي. وأله: وإلهٌ. أحمرُ: أحمدُ. وقدْ: وفَد وصَيفٌ: وصنَّف رجَاله: رجّالَة يحتلُّ: بخيل وقَّع بعضهم على رُقْعة رَجل: هذا: هذّا.
كان محمد بن نفيس غيوراً، فأخُبر أنَّ جاريةً له كتبتْ إلى خَاتمها: مَنْ ثَبَتَ نبتَ حُبهُّ. فدعاها فَوقَفها علَى ذلك، فقالت: لا - والله - أصلحكَ الله، ما هُو ما قِيلَ لك، ولكني كتبتُ على خاتَمي: من يَتُبْ يُثَبْ جَنةً.
ومِنَ الغلطِ. قول نحيت وكان الحجاجُ وجَّه إلى مطهر بن عمَّار بن ياسر عبدَ الرحمن بن سلي الكلْبي. فلما كان بحُلوان أتبعه مدَداً، وقدم إليه بذلك كتاباً مع نحيت الغلط - وكان يقال له ذلك لكثرة غَلَطِه -، فمرَّ بالمدَدِ وهُمْ يُعرضُون بخَانقين. فلما قَدِم علَى عبد الرحمن قال: أينَ تركت مدَدنا? قال: تركتُهم يُخنقُون بعَارضين. قال: أو يُعَرضُون بخانقين. قال: نعم: اللهم لا تُخانِقْ في باركين.
ولما ذهب ليجْلسَ ضَرط، وأراد عبد الرحمن أن يقولَ له: ألا تفدي? فقال: ألا تضْرطُ? قال: قد فعلتُ، أصْلحَك الله - قال: ما هذا أردتُ قال صدقتَ، ولكن الأميرَ غلط كما غلطنا.
قال بعضُهم: سمعتُ بعضَ الكتاب الأكَابر يقولُ: أنا أسْتَاكُ بالعراق يريدُ بالأراك.
وقال آخر: سمعتُ بعضَهم يقولُ: جَعْدة الطريق فأنكَر صاحِبُه، وقال: الجعْدةُ هو ما يوضع فيه السِّهام.
وقرأ الخطيبُ في المسْجدِ الجامع: والسَّماءِ والطَّارق. فقال: يخرج مِنْ بين التُّرب والصّلائب.
وقال الوَليد بنُ عبد الملك لسُليمانَ بن خالِد بن الزُّبير يوماً - وعروةُ جالسٌ عنده - ما سِنُّك? فقال: قُتِلتُ أيام وُلد مُصْعبٌ.
وقرأ بعضهم فِي كتاب: أنَّ النبي عَلَيْهِ السلام بَلعَ قَدِيداً، وإنَّما بلَغ قُدَيداً.
وقرأ آخَر: أنَّه كَانَ يُحِبُّ العسل يومَ الجمعة، وإنمَّا هو الغُسْلَ وقرأ آخر: أنه كَانَ يكره النَّوم فِي القِدْر، وإنَّما هو الثَّوم.
وقرأ آخر: ولا يرِث جميلٌ إلا بُثينةَ، وإنما هو لا يُورَّثُ حميلٌ إلا ببيِّنة وقال آخر: إذا أردْتَ أن ننعظ فادخل المقابرَ، وإنما هو تتَّعِظُ وقرأ رجل عَلَى ابن مجاهد: بل عَجَنْتَ، ويَسْجرون. فقال: أحْسَنْتَ، مع العَجْن يُسْجَرُ التَّنُّور.
كتب صاحبُ الخبر بأصْبهانَ إلى محمد بن عبد الله بن طاهر: إنَّ فلاناً القائدَ يلبس خُرلخيةً، ويقعد مع النساء: فكتب إلى العامِل: ابعث إلى بفُلان وخرلخيته. فَصّحفَ القارئُ. وقرأ: وجزَّ لِحْيَتهُ، ففعل ذَلِكَ بِهِ، وأشْخصَهُ.
علِّق سترٌ عَلَى بعض أبواب أمِّ جعفر، وَكَانَ أمر أنْ يُكَتب عَلَيْهِ المسيدة الميمونة المباركةِ فأغفلَ الناسخُ الراءَ. ودخل الرشيد فقرأهُ الميمونةِ المناكة فأمَرَ بتمْزيقه.
وكان كافي الكُفاة يكرهُ أن يكونَ فِي مخاطباتِ النِّساء حراستُها ونظرها وعقلها، ويقول: لا يُؤمَنُ أنْ يُصَحَّفَ فيقرأ: حِراسْتُها، وعَقْلُها، ويظْرها.
وكان حمَّادٌ الراويةُ لا يقرأُ القرآنَ فاستقرى فقرأ، ولمَ يَزِلَّ إلا فِي أربعة مَواَضِعَ: عذابي أصيبُ بِهِ منْ أسَاءَ. وَمَا كَانَ اسِتغفارُ إبراهيم لأبيه إلا عن مَوْعدة وعدها أباه. ومِن الشَّجر ومما يغْرسون. بل الذين كفَروا فِي غِرَّةٍ وشِقاق.
وقد رُوي أنه صحَّفَ فِي نيِّف وعشرين موْضعاً كلها متشابهة وأنا أذكُرها جميعاً مِنْ بعدُ بإذن الله.
غضب كاتِبُ المأْمون عَلَى غُلامه فرماه بالدَّواة، وشجَّه، فلما رأى الدَّمَ يسيل قال: صدق الله تعالى: والذين "إِذَا مَا غَضِبوا هم يَغْفِرون" فبلغ ذَلِكَ المأمونَ. فأنَّبه.
وقال: ويلَكَ! أما تُحسنُ أن تقْرأ آيةً من القُرآنِ? فقال بلى والله إني لأقرأُ من سُورة واحدة ألفَ آية.
قال بعضُهُم: قرأ عبدُ الله بنُ أحمدَ بن حَنبل فِي الصَّلاة: اقرأ باسم ربِّك الَّذِي خُلِق.
فقيل لَهُ: أنت وأبوك فِي طرفي نقيض. زعَم أبُوك أن القرآنَ لَيْسَ بمخْلوق، وأنت قَدْ جعلْت ربَّ القرآنِ مخلوقاً.
وحكى أنَّ المحامِلي المحدِّث قرأ: وفاكهةً وإبا. فقيل لَهُ: الألفُ مفتوحةٌ. فقال: هو فِي كتابي محفوظٌ مضْبوطٌ.
وحكِي أنَّ ابنَ أبي حاتم قرأ: فصيامُ ثلاثة أيام فِي الحج وتِسْعة إذا رجعتم، تلك عشرةٌ كاملةٌ.
كان اسمَ أبي العتاهية: زيدٌ فنقش عَلَى خَاتِمه أيا زيد ثق فكَانَ الناس يتنادَلُوَنَه: أنَا زِنْدِيق.
قال بعضُهم: سمعتُ ابْنَ شاهين المحدِّثَ فِي جامع المنْصور يقول فِي الحديث: نهى النبيُّ عَلَيْهِ السلام عن شقيق الحطب. فقال بعض الملاحين: يَا قومُ، فكيف نعملُ والحاجةَ ماسةٌ، وهو شقيق الخطب.
قال: وسمعتُه مرة أخرى وهو يفسِّر قولَه تعالى: "وثيابَك فَطَهِّر" فقال: قيل لا تَلْبسها عَلَى غدرة. وهو لا تلبسها عَلَى عَذِرة.
وكان كيسانُ مستمِلي ابن الأنباري، وكانَ أعْمى القلبِ فَسُمع ابنُ الأنباري وهو يقول: كيسانُ يسمعُ غيرَ مَا أقولُ، ويكتبُ غير ما يسمعُ ويقرأ غيرَ مَا يكتُبُ، ويحفظُ غيرَ مَا يقرؤه.
وحكى عنه أنه كَانَ يكتبُ مَا يسمعُ فِي الخزف، ويجمعهُ فِي حُبِّ، فاشترى راويةَ ماءٍ فغلطَ السَّقَّاءُ بيْنَ حُبِّ الماء وحُبِّ الخَزف، فصبَّ الماءَ فِي حبِّ العِلْم فرأيْنا كيسانَ وَقَدْ وضع يدَه على رأسه، وذهب علمه كلُّه.
وقالوا تقدَّمتِ امرأةٌ إلى عمرَ فقالت: أبا غَفَر حَفْصٍ اللهُ لكَ. فقال: مالك: أغْفَرتِ? قالت: صلَعَتْ فرقتُك.
قرأ الباغنْدي: وكلُّ شيءٍ فَعلُوه فِي الدُّبُر فصِيح بِهِ مِنْ جَوانِب المجِلس. فقال: يَا قومُ لا تضجُّوا فالباءُ منْقوط.
وروى أبُو ربيعة المحدِّثُ أن النبي عَلَيْهِ السلامُ كَانَ يغْسِلُ خُصى الحمار. قيل: وَلَمَ ذاكَ يَا أبا ربيعةَ? قال كَانَ يُظْهر تواضُه بذلك. والخبر أنه كانَ يغْسِلُ حَصَى الجمار.
قال بعضُ المحدِّثين: حدثني فُلانٌ عن فُلان عن سَبْعةَ وسبعينَ، يريد عن شُعبَة وسفيان.
كَانَ يزْدَانفَ ذار فِيهِ لُكْنةٌ، وَكَانَ يجْعلُ الحاءَ هاءً، أمْلى عَلَى كاتبٍ لَهُ: والهَاصلُ ألفُ كُرٍّ. فكتبها الكاتِب بالهاء. كما لفَظَها، فأعادَ عَلَيْهِ الكلام، فأعاد عَلَيْهِ الكاتب الكتاب، فلما فطن لاجتماعهما عَلَى الجهل، قال: أنتَ لا تُهْسِن تكتبُ، وأنا لا أهسِنُ أمْلي. فكتُبْ: الجاصل ألف كُر فكتبها بالجيم معجمةً.
قالتْ أمُّ ولد لجرير لبعَض ولدِها: وقَع الجرْدانُ فِي عجَان أمِّكم. أبْدلتْ الذال دالاً وضمت الجيمَ، وجعلت العجين عِجَاناً. وإنما أرادتْ وقَع الجرذانُ فِي عَجين أمِّكم.
ودخل رجلٌ عَلَى آخَرَ وهو يأْكل أتْرجّاً، وعَسَلاً. فأراد أنْ يقول السَّلامُ عليْكُم. فلفَظ عَسَليكم.
ودخلت جاريةٌ روميةٌ عَلَى بعضهم لتسأَل عن مَولاتها، فبصُرتْ بحمار قَدْ أدْلى، فقالتْ: قالتْ مولاني كيفَ أيْر حِمَاركم? قال بعضُ الجَّهال إلى عالِم، وسأله عَنْ قول الشَّاعر.
يوم تُبدي لَنَا قتيلةُ عن جيد فقال: مَا العَنْجيدُ? وسأل عن قولهِ تعالى: "والهدْى مَعْكوفاً" فقال: مَنْ كَانَ كُوفاً من أصحاب البني عَلَيْهِ السلام.
وسأل آخرُ عن قولِهمْ: "زاحم بِعَوْد أوْ دَعْ" فقال: مَا الأوْدَع?.
كان أحْمد بنُ موسى بن إسحاقَ من قُضاة السُّلطان بأصْبهانَ، فأملى يوماً عَلَى أصحاب الحديث: حدثني فلانٌ عَنْ فُلان عن هِند أنَّ المعتُوهَ يُريد عن هنْد أنَّ المغيرةَ.
وكانَ أهل البصرة يرْوون عن علي عَلَيْهِ السلامُ أنه قال: إِلاَّ إنَّ خراب بصْرتِكمُ هَذِهِ يكونُ بالريح، فما أقْلعُوا عن هَذَا التَّصحيفِ إلا بعدْ مائَتي سنة عند خرابها بالزنْج.
وقيل فيما روي عن النبي عَلَيْهِ السلام أنَّهُ قال: تختَّموا بالعقيق. إنما هو "تَخيمَّوا بالعقيق"، لواد بالمدينةِ.
وروى بعضُ جلَّةِ المحدِّثين: أنَّ مرحباً اليهودي قتلهُ عَلَى يوم حُنَيْن وإنما قتَله يوم خيْبرَ.
وروى آخرُ: الجارُ أحقُّ بصُفَّتِه، يريد بصقَبهِ.
وروى آخر: لا بأْسَ أنْ يصلي الرجلُ وَفِي كُمِّه سِنَّورةٌ، وإنَّما هي سبُّورة وهي الألواحُ من الآبنوسِ يكتبُ فِيهَا التَذكرة.
وروى آخر: عمُّ الرجل ضيقُ أبيه. إنما هو صِنْو.
وروى آخرُ: لُعِن اليهود، حرمتْ عليهم الشحومُ فحملُوها. وإنما هو فجمَّلُوها، أذَابُوها.
وروى بعضُهم: أنَّ الحارثَ بن كَلَدة كَانَ يقولُ الشمسُ تثقل الريح، وإنّما هو تَتْفُلُ الريح.
وقالوا: كَانَ يجْلسُ فِي مًقثاة. وإنما هو فِي مَقْناة.
وروَوْا: أنه نهى عن لُبْس القَسي وإنما هو القُسِي لضَربٍ من الثياب ورووا أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم وَعَلَى يده سخلة تبْعَر. وإنَّما هو تَيْعُر من اليَعَار. وهو صوتُها.
قال بعضُهم: قال الرياشي لي يوماً - وَقَدْ جئتُ مِنْ مجلس ابن أبي الشَّوارب: أرني مَا أملي عليكُمْ، فأريْتُه، فمرَّ بِهِ هَذَا الحديثُ: آخِر مَا يجازفُ بِهِ المؤمن عَرقُ جَبينه.
فقال الرياشي: مَا أحوجَ هؤلاء إلى بعض عِلْمنا إنما هو يُحارفُ، والحريفُ الشَّريك، يقالُ: فُلان حَريف فلان، أي شريكُه ومُحاسِبُه.
وقال بعضُهم: حضرتُ رجلاً من الكُبراء - وَقَدْ قرأ فِي المصحفَ: يَا عيسى ابنَ مريم اذكُرْ نِعْمتي عَليك وَعَلَى والديك.
وقرأ بعضهم: والعاديات صُبْحاً.
وقال آخر: فكذَّبُوهما فَغدرْنَا بثالث وقيل: إنّ سليمان بن عبد الملك كتب إلى عامِله عَلَى المدينةِ: أحْص المخنثين: يريدُ: عُدَّهم.
فقرأ الكاتب: أخْص، فَخَصَاهُمْ.
ومِمَّنْ أخَجلَهُ التصحيفُ فِي مجالس الخُلفاء أحمدُ بنُ أبي خالد وزير المأْمون، فإنَّه حضر مجْلسَه للمظالم يقرأ عليْه القصصَ، وَكَانَ فَهماً، فمرت بِهِ قصةٌ مكتوبٌ عَلَيْهَا: فُلان البَريدي، فقرأها: الثريدي فقال المأمون أبو العباس جائعٌ. هاتُوا لَهُ ثَريدةً. فقُدمتْ إليه، وأكْرهَهُ عَلَى أكلها، وغسَلَ يدَه، وعاد إلى تصَفّح القصَص، فمرتْ بِهِ قصةٌ مكتوبٌ عَلَيْهَا فلان الحمصي فقرأها الخبيصي. فقال المأْمون: كان غداءُ أبي العباس غيرْ كاف، لا بُدَّ للثريدة من أن تُتَبع بخَبيصة. فقُدمت إليه، وأكلها.
ومنهم شجاعُ بنُ القاسم. قرأ عَلَى المتوكّل: حَاضِرُ طيئ0 فقرأه جاء ضريطي.
كان للمتوكل صاحب خَبر يقال لَهُ ابنُ الكلْبي، وَكَانَ يرْفَعُ كلٌ مَا يسمعهُ من غثٍّ وسمين، وجِدٍّ وهَزْل ليَمين كَانَ حلّفَه بِهَا، فرفَع يوماً وعربْدت علَيهْا وجرحَتها فِي صَدْغَها، ولمْ ينقُط. الغيْنَ، فقرأها المتوكِّلُ فِي صَدْعِا. ثُمَّ قال: إنَّا لله تعطل علي ابن الكبي مَناكُه.
وقرأ علىَ عُبيدِ الله بن زياد كاتبُهُ كتابَ عبيدِ الله بن أبي بكرة: أنَّه وجَد ابنَ أديَّةَ مع جماعة من الخارج فِي شُرْب. فقال ابنُ زياد: كيفَ لي بأن يكُون الخوارجُ يرون الشُّرْب. وإنما هو سَرَب.
الحروفُ التي ذكر أن حَمَّادا صحَّفَها من القرآن وأوحى ربُّك إلى النحل أن اتخذي من الجبالِ بيوتاً ومن الشجر ومما يغرسون وَمَا كَانَ استِغفَارُ إبراهيمَ لأبيه إلا عن مَوعدةٍ وعَدَها أبَاه.
ليكون لهم عَدْواً وحَربَا وما يجْحد بآياتنا إلا كلُّ جبَّار كَفُور.
وعزَّزُوه ونصروه وتُعززُوهُ ونُوقّرُوه.
لكل امرىءٍ يومئذ شأنٌ يعْفيه. بالفاء هم أحْسنُ أثاثاً وزشياً عذابي أصيب بِهِ مَن أسَاءَ.
يوم يُحْمى غَليُها فِي نار جهنم.
فبادوا ولاتَ حينَ مناصٍ ونَبْلُو أخياركم صِيغَة الله، ومَن أحسنُ مِنَ الله صيغة فاستعانهُ الَّذِي مِن شِيعتهِ سلامٌ عليكُم لا نتَّبعُ الجاهلين قل إن كَانَ للرحمن وَلدٌ فأنا أول العائذِين.
حكى أبو حاتم أنه كَانَ يقرأ شعرَ المتلمس علي الأصمعي، وأرادَ أن يقولَ: إغنيتُ شأني فأغنُوا اليومَ شأنكُم واستحمقُوا فِي مِرَاس الحربُ أو كِيُسوا.
قال: فَغلطتُ، وقُلْتُ: أغنيتُ شأني. قال: فقالَ الأصمعي بالعجلة: فأغنوا اليومَ تَيْسكُم، وأشارَ إلي، فَضحِكَ جَميعُ الحاضرين.
وقَدِم محمدُ بنُ الحسن الفقيهُ العِرَاقَ، واجتمع الناسُ عَلَيْهِ يسألونَهُ، ويَسْمعُون كلامَهُ، فَرْفَع خَبُره إلى الرِشيدِ، وقيلَ لهُ: إنِّ معهُ كتَابَ الزيديةِ فَبعثَ بمنْ كَبَسهُ وحملَهُ وحَملَ معه كُتبَهُ، فأمَر بتفْتيشِها، فقال مُحمدٌ: فَخشيتُ عَلَى نَفْسي من كتاب الحيل من الرشيد. فقال لي الكاتبُ مَا ترجمةُ هَذَا الكتاب? فقالت كتاب الخيل فرمى بِهِ.
ونذكر الآن بعض مَا أُخذ من العلماء مِنَ التصَّحيف قال كيسانُ: سمعتُ أبا عبيدة ينشد:
ما زالَ يَضْربُني حَتَّى خَزِيتُ لَـهُ | وحالَ من دُونِ بَعْضِ البغْيةِ الشَّفَقُ |
وروى أيضاً أبُو عُبَيْدة أبياتَ لقيط فِي يوم جَبَلةَ
يَا قَومُ قَدْ حرَّقْتموني بالـلَّـوْم | وَلَمْ أقاتِلْ عامرا قبـلَ الـيوْم | |
سيان هذَا والعِنَـاقُ والـنّـوم | والمَشْرَبُ الباردُ فِي ظلِّ الدَّوْم |
وروى الأصمعي بيت أوس بن حَجَر
أجَوْنُ تدَارَكْ ناقتي بِقرى لَهَا | وأكبرُ ظني أنَّ جَونْاً سَيفْعلُ |
وروى بيتَ الحارث بن حلزة
عَنَتاً باطلاً وظلْماً كما تُعْـتَ | زُ عن حَجْرة الربيضِ الظباءُ |
وغَررتني وزعمْـتَ أنْ | نَكَ لا تَنِي بالضَّيفِ تأْمر |
وروى بيت عنترة:
وآخَر منهمُ أجْررْتُ رُمْحي | وَفِي البَجَليِّ مِعْبلةٌ وَقـيِعُ |
عين مطحْلبةُ الأرجـاء طَـامـيةٌ | فِيهَا الضّفادعُ والحِيتانُ تصّطخِبُ. |
تأوبني دائي القديمُ فَغلِّسـا | أحاذرُ أن يشتد داني فأنكَسَا |
وروى المفضَّل للمخَّبل:
وإذا ألمَّ خيالُها طَرفـتْ | عيْني فماءُ شُئونها سَجم |
وروى لامرئ القيس:
نَمُسُّ بأعْراف الجيادِ أكُـفـنّـا | إذا نَحنُ قمنا عَنْ شِواءٍ مَضهَّب |
وذاتِ هدمٍ عَارٍ نَواشِرُها | تُصْمِتُ بالماء تَوْلباً جَذَعا |
وروى
بيْنَ الأراكِ وبني النَّخل تشْدخُهم | رزقُ الأسِنَّة في أطرافِها شَامُ |
فقال: كيفَ رويتَهُ يا أبا سَعيد? فقال: تَسْدحُهُمْ. والسَّدْح: الصَّدْع.
وقد أخِذَ على الخليل في كتابه العين حروفٌ كثيرةٌ منها: يومُ بغُاث بالغَيْن المنقوطة، وهو يومٌ مشهورٌ بين الأوس والخزرج، وهو بعاثٌ بالعين غير المنقوطة.
وقال في حرف الخاءِ: فَخَجَجْنَا. وهو بالحاء غير منقوطَة. وقال: الخضبُ: الحيَّة وإنما هو: الحِضْب. وقيل: إنَّ ذلك من غَلط اللَّيث على الخَليل.
وكان الأصمعيُّ ينكر على الخليل روايتَه لهذا البيتِ.
أفَاطِمُ إني هالِكٌ فَتَبـيَّنـي | ولا تَجْزعِي كلُّ النِّسَاء يَتيُم |
وأنشد أبو الخطاب الأخْفشُ
قالتْ قتيلةُ مَـالـهُ | قد جُلِّلَتْ شيباً شَوَاتُهْ |
وذكر أنّ ابنَ الأعْرابي أنْشد بيْتَ جَرير - وعندهُ عبد الله بن يعقوب -
وبُكرةَ شَابك الأنياب عاتٍ | مِنْ الحيِّاتِ مَسْموم اللُّعاب |
وذكر عسل بن ذكوان أن ابنَ الأعرابي صحَّفَ بيت الهُذَلي
أرقتُ له مثل لمْع البشِير | يقلِّبُ بالكفِّ قُرْصاً خَفيفاً |
كَفَوْا سَنَتَيْن بالأضْيافِ نَقْعاً | علَى تلك الجفان مِن النقى |
كُفُوا سَنِتِينَ بالأصْيَافِ بُقْعاً | على تلكَ الجفار من النفى |
كأنَّ تحتَ رَيْطهَا القَشِـيب | أعْيسَ مِنْها، لاَ مِنَ الكَئيب |
وروى الفراءُ.
يا قَاتلَ اللهُ صِبياناً تجيءُ بهم | أم الهُنَيِّينَ مِنْ زَنْدٍ لها وارى |
فقال: هكذا أنْشَدَنيه الكِسَائي، فأحال على الكسائي.
حكى أبو الحسن الطوسي، قال: كُنَّا في مَجْلِس اللحياني وهو عَلى أن يُملي نَوادِره ضِعْفَ مَا أمْلى. فقال: "مُثَقَّلٌ اسْتَعَان بذَقنِهِ" فقامَ ابنُ السكِّيتِ إليه - وهو حَدثٌ - فقال: يا أبَا الحسن: إنَّما تقول العربُ: "مُثقَّلٌ اسْتَعان بدَفيْهِ"، لأن البعيرَ إذا رَامَ النُّهوضَ استعانَ بجنْبيْه. فقطَع الإمْلاءَ. فلمَّا كانَ في المجلس الثاني أمْلَى: تقولُ العربُ: "هو جاري مُكَاشِري" فقام إليه ابنُ السكِّيت.
وقال: أعَزك اللَّهُ، إنما "هو جَاري مُكاسِري". أي كسْرُ بيْتي إلى كسْر بيته. فقطع الإملاءَ، وما أمْلَى بَعْدَ ذَلك.
وقال: مَن احتجَّ عَن اللحْياني: البعيرُ إذا رَام النُّهوضَ اسْتَعانَ بعُنُقه وذَقنِه. والمثلث علَى ما رَواه اللحياني صحيحٌ.
وروى ابنُ السِّكيت.
هَرِقْ لها مِنْ قَرْقَرىَ ذَنْوبا | إن الذَّنوب تَنْفَعُ المغْلُوبَـا |
قال ابنُ دُرَيد: وجدتُ للجاحظ في كتاب البيان تصحيفاً شَنيعاً، فإنَّه حدَّثني محمدُ بنُ سَلام، قال: سَمِعتُ يونُسَ يقولُ: ما جاءنا مِن أحدٍ مِنْ روائع الكَلام ما جاءَنَا عن النبي صلى الله عليْهِ وسلَّمَ.
إنَما هُو عن البتِّي: عن أبي عثمان البَتِّي. فَأَمَّا النبيُّ عليه السلامُ فلاَ شَكَّ عِنْد المِلِّي والذمي أنَّه كَانَ أفْصَحَ الخَلْق.
أنشدَ أبُو البيدْاءِ الرَّماحي أبَا عَمْرو
ولو أنَّ حياَّ للمـنَـايا مـقـاتِـلاً | يكونُ لقاتَلْتٌ المَنِيَّةَ عَـنْ مَـعْـن | |
فتي لا يقولُ الموتُ مِنْ حرّ وَقُعِهِ | لك ابنُكَ خُذْه ليس مِنْ سمتي دعْني |
روى الكلابي بيتَ عمرَ بن أبي ريبعةَ.
كأن أحورَ مِنْ غزلان ذي بقر | أهدى له شَبَهُ العينين والجِيدَا |
روى عن قَتَادة قال: حضرتُ الحسن - وقد سُئِل - عن قوله جلّ وعز "جَعَل ربُّكِ تَحْنَكِ سَريّاً" فقال: إن كان لسَرياً، وإن كانَ لكريمأ. وقالوا: مَنْ هو? قال: المسيح. فقال له حميدُ بن عبد الرحمن: أعِدْ نَظَراً، إنما السَّريُّ: الجدولُ فتمعَّرَ له، وقالَ: يا حميدُ، غَلَبتْنَا عليك الإماءُ.
قال إبراهيم بن حمزةَ: سمعتُ عن أبي دأب ينشد لأبي ذؤيب الهُذلي.
ويم بذاتِ الدَّير..
فقلت له: وما لُهذَيل والدّيَارات? إنَّما هو بذات الدَّبرْ، وهي أكَمةٌ في بلادِهم. فقال: لا أدْري، كذا سَمِعتُه.
قال: ثم سمعتُه من قائلٍ ذلك العامَ في المسجد الحرامِ يُنْشده بذاتِ الدَّبْر.
هذه حروف وكلمات من المصحف
الذي يستعمله الناس عمداً لا سهواً كتب أبو تمام الطائي رُقعة إلى محمد بن عبد الملك بن صاحل يسأله فيها مُحالاً، وكتب على عُنْوانها حبيب.فأخذه محمد ونقطة خبيث.
ورفع آخر رقعةٌ إلى محمد بن عبد الله بن طاهر، وعليها حريث بنُ الفارس وكان اسمَ الرجل، فجعلَه محمد خريتَ في الفراش وكتب تحته: بئسما فعلْتَ.
ونهض الحسنُ بن وهب ذاتَ ليلة من مجلسِ ابنِ الزَّيات بنيه أي بت به.
وَقف رجلٌ على الحسن البصري فقال: اعتمِرُ، أخْرجُ، أبادِرُ. فقال الحسن: كذبوا عليه، ما كان ذلك. يريد السائلُ: أعثمانُ أخرج أبا ذرٍّ? ومن تصحيف محمد بن طاهر: متملْمِل. يريد: مَنْ ملَّ مُلَّ.
وقال المعتصم يوما لطَّباخ له فَارسي: حَاسبت رشيد. فقال: زِنْ نبيذ أراد المعتصمُ: جاء شَتيت رسيد، أي أدَركَ غَدَاؤك وقال لأخر: رسيد، أي أدْرَك.
وقال المتوكِّلُ يوما ليحيى بنِ ماسَوَيْه: بعتُ بيْتي بِقَصْرَين. فقال له يحيى: أخِّر الغِذاء. أراد المتوكل: تعشَّيتُ فضرني. فأجابه ابنُ ماسويه بالعلاج.
ومن هذا الجنس
حروف وكلمات من المصحف عمداً لا سهواً الخِنْصر: الحبُ ضَر. مَتَى ألج ببيتِ هند?: ميِّت الحب شهيدَ.نرجس طري: برح بي نظري. بمطرف تَستُري: نَمَّ طَرفي بسِرى. طَسْتٌ حَسنٌ: طبيبي: حبيبي. القَبَعْثَريَ وحَلُبس: ألفْتِ غَيْري وخلَّيتني فنعت بتكْفيلي: في عيْنيكَ قتْلى. وحموه حدَّثك بشأني: حمر خَدَّيك سباني خشخاشٌ: حبيبٌ خانَني. مِشمشةٌ ثقيلةٌ: مَنْ يَنَمْ يُنبَّه بقُبلة - صِينية حَسنةٌ: صَبٌّ نبَّه حَبيبه. محبرَةُ آبنوس: مُحِب زَها ببوس.
كلنى بيمينك فبعْني بحبتَّين: كلُّ شيء مِنْك في عَيْني حَسنٌ. لببُ سرج مُضِري: ليس ترحم ضُرى. مَسعودٌ: متى تعود? الثوبُ يماني بثوب: ألْتوتْ ثم اسْتوتْ سَعيد بنُ جبير: نَبْتٌ عند نرْجس. فرُّوج مُسَمَّن بحبِّة: تودُّ جَمْش مَنْ تُحبه. تحت الفيل مِرْوحةُ خَيش: تحبُّ القُبل مِن وجُهٍ حَسَن. حَبَشٌ بن حنين: حبيبي بتَّ بخير. سكْباج: ثنيك باخ. كشكيَّةَ: كنت نكتة. قلْنُسوة خَضْرا: قلبي يتوهجُ ضُراً. لمازحٍ مقَالٌ يضم: لمَّا رَحمَ قال: نعَمْ.
سوقي جرَّ بعيري: فتش تجرِّبُ غيْري. ضرَب عَيْني بنواتين: صريعٌ بين نِسْرين. وآسٍ مسلم بن قيس: متى يُلِمُّ بي بنُو أمية. أليتُ بربي قد خضعتُ راهباً: الشُّربُ بقدح صغير أهْنأ. أسرتْني بيدي: اشربْ سيِّدي.
ومن المقلوب: ظلمتنا: أنت ملط. كرهَتَنا: أنت هِرك. دعُوتنا: أنْتَ وغْد. أرحتنا: أنت خرا. جَفَوتنا: أنْتَ وقح: ووقع بعضُ الوزراء: غَرَّك: عرك فصَار: قصار. ذلك: دلّك. فاخْش: فَاحش. فعْلك: فعلَّك. بهذا: تهدأ.
وقع محمدُ بن عبد الملك بن طاهر إلى ابنه: يا بُني: يا بْني: مصيبة: مضْنية. أمرضى: أمْرُ صبي. مجذورٌ: محذورٌ. عليْه: عِلَّته. بقرع: يفرع قلْبي: لمُبِّي. وأله: وإلهٌ. أحمرُ: أحمدُ. وقدْ: وفَد وصَيفٌ: وصنَّف رجَاله: رجّالَة يحتلُّ: بخيل وقَّع بعضهم على رُقْعة رَجل: هذا: هذّا.
كان محمد بن نفيس غيوراً، فأخُبر أنَّ جاريةً له كتبتْ إلى خَاتمها: مَنْ ثَبَتَ نبتَ حُبهُّ. فدعاها فَوقَفها علَى ذلك، فقالت: لا - والله - أصلحكَ الله، ما هُو ما قِيلَ لك، ولكني كتبتُ على خاتَمي: من يَتُبْ يُثَبْ جَنةً.
ومِنَ الغلطِ. قول نحيت وكان الحجاجُ وجَّه إلى مطهر بن عمَّار بن ياسر عبدَ الرحمن بن سلي الكلْبي. فلما كان بحُلوان أتبعه مدَداً، وقدم إليه بذلك كتاباً مع نحيت الغلط - وكان يقال له ذلك لكثرة غَلَطِه -، فمرَّ بالمدَدِ وهُمْ يُعرضُون بخَانقين. فلما قَدِم علَى عبد الرحمن قال: أينَ تركت مدَدنا? قال: تركتُهم يُخنقُون بعَارضين. قال: أو يُعَرضُون بخانقين. قال: نعم: اللهم لا تُخانِقْ في باركين.
ولما ذهب ليجْلسَ ضَرط، وأراد عبد الرحمن أن يقولَ له: ألا تفدي? فقال: ألا تضْرطُ? قال: قد فعلتُ، أصْلحَك الله - قال: ما هذا أردتُ قال صدقتَ، ولكن الأميرَ غلط كما غلطنا.
قال بعضُهم: سمعتُ بعضَ الكتاب الأكَابر يقولُ: أنا أسْتَاكُ بالعراق يريدُ بالأراك.
وقال آخر: سمعتُ بعضَهم يقولُ: جَعْدة الطريق فأنكَر صاحِبُه، وقال: الجعْدةُ هو ما يوضع فيه السِّهام.
وقرأ الخطيبُ في المسْجدِ الجامع: والسَّماءِ والطَّارق. فقال: يخرج مِنْ بين التُّرب والصّلائب.
وقال الوَليد بنُ عبد الملك لسُليمانَ بن خالِد بن الزُّبير يوماً - وعروةُ جالسٌ عنده - ما سِنُّك? فقال: قُتِلتُ أيام وُلد مُصْعبٌ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق