كتبهابلال عبد الهادي ، في 4 شباط 2012 الساعة: 09:07 ص
لا يزال
الانسان يحلم بالخلود من يوم أن لامست شفتاه الفاكهة المحرمة المتدلاة من "شجرة
الخلد" الفردوسية. ووجد ان البديل عن الخلود الفعلي هو الخلود المجازيّ عن طريق
النسب فزرع شجرة النسب وسقاها ورعاها واهتم بغصونها وأوراقها.
في
التعبير العربي الشائع " اللي خلّف ما مات" تأكيد على ان الرغبة في الانجاب هي
رغبة مكنونة بالخلود المستحيل.
ولكن
الأمر كله، عند التأمّل، خيال في خيال، أو مجاز في مجاز. لقد صار الانسان في زمن
يسمح له باكتشاف هويته الزائفة، واسمه الذي لا يعني انّه حقّ محفوظ له، وأن لا كبير
فرق بين التعريف وىالتنكير، افتح الانترنت ضع اسمك بين يدي غوغل تجد ان اسمك هو اسم
غيرك، اسم من لا ترتبط به لا من قريب ولا من بعيد، اسمك الثنائي واحياناً الثلاثيّ.
تجد من يحمل اسمك ولكنه ليس أنت. تكتشف ان " انت" ليس " انت" بل واحد غيرك. غصن من
شجرة أخرى، لا صلة نسب بينك وبينه.
ثم إنّ
شجرة العائلة شجرة ذكوريّة بامتياز، شجرة تقع في فخّ الأسماء، الصبي يحمل اسمك
بخلاف البنت، ومن تضاعيف هذا المفهوم ولد القول الشائع والجاحد: "ابن ابنك إلك، ابن
بنتك لأ" رغم وجود تعبير آخر يحسم المعركة لصالح الرحم لا لصالح
الاسم، وهو " صلة الرحم"، والرحم تعود إلى الأنثى لا الى الذكر!
وعليه
فشجرة العائلة البشرية أو شجرة الأسماء أو شجرة الخلد الأرضيّة شجرة ناقصة مقصوصة
أغصانها النسائية،شجرة تقطع
الارحام. ولكنّها شجرة الحنين الى مذاق تلك
الشجرة الفردوسية التي حرم جدّنا آدم من تذوّق ثمراتها، والتي اعطاها الله في قرآنه
الكريم اسم" شجرة الخلد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق