كتبهابلال عبد الهادي ، في 9 تشرين الثاني 2011 الساعة: 07:32 ص
قيل: دخل رجل على كسرى أبرويز فشكا عاملاً له
غصبه على ضيعة له.
قال كسرى: منذ كم هي في يدك? قال: منذ أربعين سنة. فقال: أنت تأكلها منذ أربعين سنة ما عليك أن يأكل منها عاملي سنة! فقال: ما كان على الملك أن يأكل بهرام جوبين الملك سنة واحدة! فقال: ادفعوا في قفاه واخرجوه. فأُخرج، فأمكنته التفاتة فقال: دخلت بمظلمة وخرجت بثنتين. فقال كسرى: ردوه، وأمر برد ضيعته وجعله في خاصته.
ويقال: إن سعيد بن مرة الكندي حين أتى معاوية قال له: أنت سعيد? فقال: أمير المؤمنين سعيد وأنا ابن مرة.
قيل: ودخل السيد بن أنس الأزدي على المأمون فقال: أنت السيد? فقال: أنت السيد يا أمير المؤمنين وأنا ابن أنس.
وقيل للعباس بن عبد المطلب: أنت أكبر أم رسول الله، صلى الله عليه وسلم? فقال: هو، عليه السلام، أكبر مني وولدت قبله. وقيل: إنه قال وأنا أسنّ منه.
قيل: وقال الحجاج للمهلب: أنا أطول أم أنت? فقال: الأمير أطول وأنا أبسط قامة.
قال: ووقف المهدي على امرأة من بني ثعل فقال لها: ممن العجوز? قالت: من طيء. قال: ما منع طيئاً أن يكون فيها آخر مثل حاتم? فقالت: الذي منع العرب أن يكون فيها آخر مثلك. فأُعجب بقولها ووصلها.
قال: وقدم وفدٌ من العراق على عمر بن عبد العزيز، فنظر عمر إلى شابٍّ فيهم يريد الكلام، فقال عمر: أولو الأسنان أولى. فقال الفتى: يا أمير المؤمنين إن الأمر ليس بالسن ولو كان كذلك لكان في المسلمين من هو أسن منك، فقال: صدقت، تكلم. قال: يا أمير المؤمنين إنا لم نأتك رغبة ولا رهبة، أما الرغبة فقدمت علينا في بلادنا، وأما الرهبة فقد آمننا الله بعدلك من جورك. قال: فما أنتم? قال: وفد الشكر. قال: لله أنت ما أحسن منطقك! وقيل: إنه لما استوسق أمر العراق لعبد الله بن الزبير وجّه مصعب إليه وفداً، فلما قدم عليه الوفد قال: وددت أن لي بكل خمسة منكم رجلاً منهم. فقال رجل من أهل الشام: بل وددت أن لي بكل عشرة منكم رجلاً منهم. فقال رجل من أهل العراق: يا أمير المؤمنين علقناك وعلقت بأهل الشام وعلق أهل الشام آل مروان، فما أعرف لنا ولك مثلاً إلا قول الأعشى:
فما وجدنا جواباً أحسن من هذا.
وقيل: إنه عزم الفضل بن الربيع على تطهير بعض ولده فأتى الرشيد فقال: يا سيدي قد عزم عبدك على تطهير ولده خدمك فإن رأى أمير المؤمنين أن يزين عبده بنفسه ويصل نعمته هذه بنعمته المتقدمة ويتم سروره فعل متفضلاً على عبده متمنناً بذلك. فقال: نعم. فغدا إليه وقد أصلح جميع ما يحتاج إليه ووضعت الموائد وقعد الناس يأكلون وأقبل الرشيد يدور في داره، فرأى صبياً صغيراً أول ما نطق فقال: يا صبي أيما أحسن داركم هذه أم دار أمير المؤمنين? فقال: دارنا هذه أحسن ما دام أمير المؤمنين فيها فإذا صار أمير المؤمنين إلى داره فداره أحسن. فضحك منه الرشيد وتعجب من نجابته ووهب له عشر قريات ومائة ألف درهم.
وقال مسلمة بن عبد الملك: ما شيء يؤتاه العبد بعد الإيمان بالله أحب إليّ من جواب حاضر، فإن الجواب إذا تعقب لم يك شيئاً. وأنشد في مثله في مالك بن أنس صاحب الفقه:
من المحاسن والمساوىء للبيهقيّ
قال كسرى: منذ كم هي في يدك? قال: منذ أربعين سنة. فقال: أنت تأكلها منذ أربعين سنة ما عليك أن يأكل منها عاملي سنة! فقال: ما كان على الملك أن يأكل بهرام جوبين الملك سنة واحدة! فقال: ادفعوا في قفاه واخرجوه. فأُخرج، فأمكنته التفاتة فقال: دخلت بمظلمة وخرجت بثنتين. فقال كسرى: ردوه، وأمر برد ضيعته وجعله في خاصته.
ويقال: إن سعيد بن مرة الكندي حين أتى معاوية قال له: أنت سعيد? فقال: أمير المؤمنين سعيد وأنا ابن مرة.
قيل: ودخل السيد بن أنس الأزدي على المأمون فقال: أنت السيد? فقال: أنت السيد يا أمير المؤمنين وأنا ابن أنس.
وقيل للعباس بن عبد المطلب: أنت أكبر أم رسول الله، صلى الله عليه وسلم? فقال: هو، عليه السلام، أكبر مني وولدت قبله. وقيل: إنه قال وأنا أسنّ منه.
قيل: وقال الحجاج للمهلب: أنا أطول أم أنت? فقال: الأمير أطول وأنا أبسط قامة.
قال: ووقف المهدي على امرأة من بني ثعل فقال لها: ممن العجوز? قالت: من طيء. قال: ما منع طيئاً أن يكون فيها آخر مثل حاتم? فقالت: الذي منع العرب أن يكون فيها آخر مثلك. فأُعجب بقولها ووصلها.
قال: وقدم وفدٌ من العراق على عمر بن عبد العزيز، فنظر عمر إلى شابٍّ فيهم يريد الكلام، فقال عمر: أولو الأسنان أولى. فقال الفتى: يا أمير المؤمنين إن الأمر ليس بالسن ولو كان كذلك لكان في المسلمين من هو أسن منك، فقال: صدقت، تكلم. قال: يا أمير المؤمنين إنا لم نأتك رغبة ولا رهبة، أما الرغبة فقدمت علينا في بلادنا، وأما الرهبة فقد آمننا الله بعدلك من جورك. قال: فما أنتم? قال: وفد الشكر. قال: لله أنت ما أحسن منطقك! وقيل: إنه لما استوسق أمر العراق لعبد الله بن الزبير وجّه مصعب إليه وفداً، فلما قدم عليه الوفد قال: وددت أن لي بكل خمسة منكم رجلاً منهم. فقال رجل من أهل الشام: بل وددت أن لي بكل عشرة منكم رجلاً منهم. فقال رجل من أهل العراق: يا أمير المؤمنين علقناك وعلقت بأهل الشام وعلق أهل الشام آل مروان، فما أعرف لنا ولك مثلاً إلا قول الأعشى:
عُلّقتها عرضاً وعلـقـت رجـلاً | غيري وعُلّق أخرى غيرها الرجل |
وقيل: إنه عزم الفضل بن الربيع على تطهير بعض ولده فأتى الرشيد فقال: يا سيدي قد عزم عبدك على تطهير ولده خدمك فإن رأى أمير المؤمنين أن يزين عبده بنفسه ويصل نعمته هذه بنعمته المتقدمة ويتم سروره فعل متفضلاً على عبده متمنناً بذلك. فقال: نعم. فغدا إليه وقد أصلح جميع ما يحتاج إليه ووضعت الموائد وقعد الناس يأكلون وأقبل الرشيد يدور في داره، فرأى صبياً صغيراً أول ما نطق فقال: يا صبي أيما أحسن داركم هذه أم دار أمير المؤمنين? فقال: دارنا هذه أحسن ما دام أمير المؤمنين فيها فإذا صار أمير المؤمنين إلى داره فداره أحسن. فضحك منه الرشيد وتعجب من نجابته ووهب له عشر قريات ومائة ألف درهم.
وقال مسلمة بن عبد الملك: ما شيء يؤتاه العبد بعد الإيمان بالله أحب إليّ من جواب حاضر، فإن الجواب إذا تعقب لم يك شيئاً. وأنشد في مثله في مالك بن أنس صاحب الفقه:
يأبى الجواب فما يراجع هيبةً | والسائلون نواكس الأذقـان | |
هذا التقي وعز سلطان التقى | فهو المطاع وليس ذا سلطان |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق