الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

الظاهر ومسودات الكتاب

" إلنا الظاهر" عبارة يكّرها كثيرون، وهي من العبارات التي لا أحبّها، ولا أؤمن بها. الظاهر عاهر، مراوغ، مخادع. اشعر ان من يقولها يعترف ، مسبقا، بأنّه يحبّ أن يكون مخدوعا، ملعوبا بعينيه.
أحب مشاهدة الكواليس اكثر مما احب خشبة المسرح.
ويجذبني الفيلم قبل المونتاج.
احبّ قراءة " خرطوش " الفكرة أكثر مما احب " الفكرة المبيضة".
تفتنني مسوّدات الكتاب، وهذا يمكن رؤيته في الدول الغربية التي تحافظ على مسودات الافكار وخربشات الكتاب قبل الوصول الى الفكرة، وكنت اقضي ساعات وساعات في المقارنة بين الصفحات الاولى المسودات لكتاب كبار " فلوبير" و" وبروست" و " رولان بارت" كيف تشطب كلمة لحساب كلمة أخرى، وتعدّل عبارة لصالح عبارة أخرى. وهذا امر للأسف لا يشغل بالنا كثيرا، ولا اتكلم هنا عن المخطوطات التي هي عمليا مبيضات لا مسودات، وهي مسوّدات شديدة القيمة على صعد مختلفة، منها : معرفة الطريق الى الفكرة، واسلوب الكاتب، والخيارات الكثيرة، هي اشبه ما تكون برحلة في دماغ الكاتب.
كان الشعراء العرب القدامى يتغزلون بطيب رائحة فم المرأة غبّ اليقظة، قبل عملية تجميل الرائحة بحبّة علكة أو معجون اسنان.
والمسودات هي رائحة فم الكاتب قبل دخول عمليات التجميل !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق