الأحد، 8 ديسمبر 2013

المرئيّ والرائي والمرائي

البديهيّات تعمي الأبصار أحيانا. نظنّ انها من الامور التي لا تقبل المساءلة او الزعزعة، وبمحض الصدفة احيانا بطريقة سرنديبيّة نكتشف كم هي مضلّة، ولعوب.
وكلمات كثيرة نستعملها ونعتمد على بداهة معناها ثمّ نكتشف ان معناها أجوف ، خواء، أو كلمات بسيطة يدحض واقعها معناه، انظر الى عبارات من قبيل:" معليش"، " ما بيأثّر".
هل كلمة " ما بيأثّر" لا تؤثّر فعلا؟
أو يأتيك شخص يعقّب بعد قول من الأقوال بعبارة " بلا معنى"، هل الـ"بلا معنى" هنا خالية من المعنى كما يدّعي القول ام انها مكتظّة بالمعنى بخلاف الظاهر؟
"بلا معنى" هي حذف وإضافة في آن، حذف وبناء على المحذوف.
البديهيات ستار حربوق، ستار حاجب وشفّاف في آن.
خذوا حذركم من البديهيّات ومن الأشرار الذين يتوارون خلف اسوارها، لأنّ أسوارها سلالم من الجهة التي لا تراها العين.
والعين الناظرة كما تعرفون شديدة المكر، والكر والفرّ تلعب بالمرئيّ والرائيّ، والعربيّة لغة تحب من حين لآخر أن تكشف الاعيب من يلعب بها، انظر الى هذا المثلث اللفظيّ:
الرائي والمرئيّ والمرائي.
وهل المرائيّ غير فضيحة عينيّة؟

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق