الخميس، 19 ديسمبر 2013

كلكم كذّابون

الحياة بلا كذب لا تعاش. الكذب ينعش العمر. هناك من يكذب ولكنه ينكر انه يكذب فيكذب مرّتين ، مرّة لأنه كذب ومرّة أخرى لأنّه غطّى كذبه بكذبة دافئة. وصدّق انه لا يكذب، ولكي يخفّف ك يلجأ الى عالم الألوان، ويعلن ان الكذب الابيض ليس كذبا. الكذب الابيض صدق أسود. هنا بميله الى البياض يمرّر اللون الأسود على الصدق، فيغيب عن النظر.
الكذب جزء من " آداب السلوك"، وجزء من أدوات المجاملة.
الأفضل ان يعترف المرء بأنّه يكذب لأنّ الكذب ضرورة في الحياة كالأكل والشرب. وهنا لا اتكلم على نوعية الكذب، وانما عن طينة الكذب، تتصل بسخص مثلا فيقول لزوجته ردّي بعد أن يرى رقم الهاتف على الكاشف وقولي انه ليس موجودا او نائما، بينما هو يكون في المطبح على طاولة الطعام ويلتهم وجبته الدسمة من الصدق المزيّف. هنا الكذبة ليست كذبة وانما ايقاع الاخر في فخّ الكذب، فعلى المرأة ان تكذب مرضاة لزوجها، وكما يقول المثل الكذبة تجرّ كذبة، لا تستطيع الكذبة ان تستمر الا بكذبة أخرى تمنحها الاوكسجين. ومن اقوال العرب ان الكذوب عليه ان يتمتّع بذاكرة قويّة. فالنسيان فضّاح، وحبل الكذب ، عند قصار الذاكرة، قصير، اما عند طوال الذاكرة فطويل.
وحبل الذاكرة لا احد يعرف متى يتحوّل الى حبل مشنقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق