دخول مفردة من لغة ما إلى لغة أخرى يفرض عليها شروطا صوتية معينة سببه أنّ لكل لغة نظاما صوتيا خاصا بها مختلفا عن نظام أي لغة أخرى. وهكذا تجد المفردة نفسها مضطرة للخضوع إلى النظام الصوتي الجديد إذا أرادت الإقامة المديدة في ضيافة هذه اللغة أو تلك. لا بدّ من تضحية صوتية ما، فالسين قد تصير #صادا، والكاف قافا، والتاء طاء مثلا، والميم #نونا، والراء #لاما، لأنّ الصوت المفرد يخضع أيضا لنظام صوتي آخر هو " نظام المقطع" ، فالنظام المقطعي أيضا نظام متغيّر بحسب اللغات، فلكلّ #لغة نظام خاصّ بها على غرار ما هو عليه الحال في النظام الصوتي الذي يتجسّد مكتوبا في #الألفبائيات.ولا يغرّ المرء بالشكل، فشكل ألفباء #اللغة_الانكليزية يشبه في أصواته الصامتة أو ما نسميه بالحروف متشابه ولكن ينكشف الخلاف وبشكل لا لبس فيه في الصوائت أو ما يسمّى في العربية بالحركات. #اللغة_الصينية ذات قدرة هي بنت طبيعتها الصوتية في نقل المفردات الغريبة. وهنا سأقف عند كلمة " #شامبو" #shampooing الذي اختارت الصينية أن تأخذ شكله الصوتي من الفعل #shampoo. اللفظ الصيني هو "شْيانغ پو"، ولكن الشكل الصوتي كما هو في العربية شكل معتم لا يفصح عن الطريقة التي اختارتها الصينية. اللغة الصينية لصيقة الصلة بطريقة كتابتها. لا يمكن للكتابة الصوتية أن تكون بديلاً فعّالا للرموز، أو للكتابة الصينية، وذلك بسبب طبيعة اللغة الصينية المقطعية. #الحرف_اللاتيني عكّاز لا أكثر يستخدم لتعليم الرموز. الرمز صورة أو معنى، الألفباء صوت عاجز عن تلبية حوائج الرمز، #الجناس_الصوتي الكثيف يجعل الكتابة بالحرف اللاتيني أو غيره كالرماد في العيون يشوّش عليه رؤية #المعنى! الصوت الواحد أي المقطع الواحد له دلالات كثيرة يكشفها شكله المكتوب، الجناس على مستوى الصوت لا على مستوى الكتابة الصينية، ولكن الجناس الصوتي يتحوّل إلى جناس مكتوب في حال استخدمنا الحرف اللاتيني أو أي حرف آخر. وهنا يتاح للغة الصينية أن تقوم في نقل الصوت بطرق شتّى، وبدلالات شتّى ، فهي تستطيع أن تختار صوتا يحمل معنى القدح أو المدح. وبالنسبة لكلمة #شامبو فقد اختارت له تسمية هي صوتية في الأساس ولكنها تختضن أيضا معنى عطرا. اختارت للشامبو ما يمكن ترجمته إلى العربية بالموج العاطرxiāng bō 。 香波 وهي ترجمة موفقة، فالشامبو ذو علاقة حميمة مع الماء ومع العطر الذي يفوح من خصل الشعر " المتموّجة"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق