السبت، 1 ديسمبر 2018

كلمات تتخلّى، مع الوقت، عن لباسها المحلّي



 هناك كلمات تتخلّى، مع الوقت، عن لباسها المحلّي، وتصير تدلّ على غير ما تدلّ عليه في الأصل، أي على غرار كلمة " ساد" مثلا، التي أخذنا منها " ساديّ" وقد لا يكون من يحمل هذه التسمية فرنسيّاً ولا من سلالة الماركيز ده ساد. وقد تطلق كلمة " نازيّ" على مواطن لا يعرف كلمة ألمانيّة، ويكره هتلر.
وهكذا أظنّ اليوم كلمة داعشيّ، انها تخرج من محيطها المحلّي والدينيّ، ويمكنك أن تطلقها على أيّ انسان لا يتقبّل الفكر الآخر، ويريد قولبة الناس بحسب ما يحمله هو من تفكير، أي من الممكن أن يكون هذا الداعشيّ " علمانيّا" أو" مسيحيا" او "يهوديا" او "صينيا" او "فرنسيا" أو "بوذيّا" أو ّ" شيوعياً.
الفكر الإقصائيّ يجلب الويلات على نفسه وعلى من حواليه.
فكر يعيش في قوقعة.
ان الله خلق الدنيا ملوّنة، حتّى ظلام الليل لا يخلو من أضواء النجوم!
من يتأمّل الطبيعة يجد ان اللون الواحد ألوان يصعب حصرها.
فلون أخضر ورق الليمون غير لون أخضر الزيتون وغير لون ورق شجرة الرمّان ...
إنّ من يريد إعطاء لون واحد للأشياء إنّما هو يعتدي على فطرة الله.
فلا الإسلام واحد، ولا اليهودية، ولا المسيحية، ولا البوذية، ولا الهندوسية.
وهذا طبيعيّ، الأفكار جذع تنبثق منه عشرات الأغصان.
لم أر شجرة تتقاتل أغصانها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق