السبت، 8 ديسمبر 2018

لكتب كالناس، تولد، تعيش، تموت.


الكتب كالناس، تولد، تعيش، تموت. 
كلّ طرسٍ ذائقٌ الموت، ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام.
ولكن ما بين الحياة والموت تختلف الأعمار والأقدار، وتمارس المصائر حياتها ونزواتها أو لعبتها المقدّرة لها. 
وكاتب الكلمات هو أوّل من يرتكب قتل كلماته، قتل الكلمات ضروريّ لإتاحة فرصة الحياة للكلمات.
كلامي ظاهره متناقض، ربّما!
كلامي ينسف بعضه بعضا، ربّما!
ولكنّه حقيقة صراح!
كيف؟
أعطني كاتباً لم يقصف عمر بعض ما كتب؟
وإن لم تصدّقني فاسأل الممحاة، أو انظر ما تفعله الأقلام حين تتحوّل إلى ما يشبه السكين التي تقوم بتشطيب وجوه الكلمات.
أي كاتب لم يقم بحذف كلمة أو قصف عمرها بعد أن كتبها ثمّ تبرّأ منها لأنها لم تنل استحسانه الدلالي او التركيبي، ورماها في سلّة المهملات؟
انظر الى النص من لحظة ولادته كمشروع نصّ على الورق ثمّ انظر الى تحولاته على الورق ، وانظر الى الكلمات المرمية على قارعة النصّ الأخير. تعرف ان الكاتب جلاد للكلمات لا يرحم، وحين أقول جلاد للكلمات فهو ايضا جلاد للأفكار.
ولعله يفعل ما يفعل بهدف إطالة عمر ما يكتب.
هل وصلنا مثلا كل ما كتبه الجاحظ؟
بالتأكيد لا، لأن كتب الكاتب الواحد كالأخوة وحظّ الأخوة ليس واحدا لا في الحياة ولا في الممات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق