السبت، 26 يناير 2019

عن الرموز الصينية

#استراحة_صينية
في الصورة كلب، ولكن لا يقصد بالكلب الكلب، وإنّما يقصد العدو. للأسف الكلب سيىء السمعة، رغم تدليله في الغرب، تقول لك الأمثال الغربية كما الشرقية رأيها في الكلب .
التعابير المأثورة هي أرشيف فكري، تعليقات على أشياء هذا العالم، ولم أر في حياتي كتابا يدافع عن الكلب مثلما فعل تراثنا العربي، وقصدت كتاب #ابن_المرزبان " فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب" ، فعندنا- ما شاء الله- قبائل نبّاحة من قبيل بني كلب وكليب وكلاب ، بكيث لو حذفت كلمة كلب من تاريخنا العربي لا تحذف الكلاب فقط ولكن تحذف عائلات عن بكرة أبيها الكلبيّ.
رغم كل ما قلت فإن هدفي من هذه الفسبوكة هو شيء آخر، هو الوقوف عند رمز صينيّ هو 关 بمعنى أغلق.
الوقوف عند هذا الرمز لتفسير أشياء متعددة طرأت على الكتابة الصينية عبر امتدادها الزمني.
الرموز الصينية الحديثة كثرت عدد الرموز الصينية، بل يمكن القول إن تبسيط كتابة الرموز عقّد علاقة الصيني أو متعلم الصينية مع الرموز الصينية، إذا كنت لا تعرف إلاّ الرموز الصينية الحديثة فستجد نفسك حائرا أمام كتاب طبع قبل منتصف القرن العشرين.
إذا نظرنا إلى رمز قْوان #关 وهو تحديث أو تبسيط لرمز قديم( الطرافة تكمن في أن القديم لا يزال حيا يرزق على الأصابع والأوراق) كان يكتب هكذا #關 . مقارنة بين الرمز الواحد في حالتيه ينتهي بعينيك إلى الحيرة، والاستغراب، وقد تقول شفتاك: شو جاب لجاب. والفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض!
ولكن الحقيقة الدامغة دلاليا هو أن 
#‏關= 关 هما رمز واحد. الرمز الأكثر خطوطا هو رمز أكثر دلالة . الرمز الحديث خلّع الأبواب #門، رفعها، وقصّ كبكو الشعر 丱 ، ونسل خيطان الحرير 丝 ، وغير شكل ما تبقى. والمقارنة بين الاثنين من حيث السهولة هو لصالح الجديد الذي قطع كل علاقته مع القديم، وبدا كما لو أنّه لا علاقة بينهما على أي صعيد.
تايوان لا تزال تتعامل مع 關، فهي متشبثة بالأصالة الرمزية، بينما البر الصيني اعتمد 关 ولكن من دون قطع صلته مع الأصالة التايوانيّة. والانتقال بين القديم والحديث في الزمن التكنولوجي لا يحتاج أكثر من كبسة زر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق