في السادس والعشرين من شهر إبريل الماضي، أقيمت في الجناح الدنماركي لمعرض إكسبو شانغهاي العالمي مراسم إزاحة الستار عن التمثال البرونزي لحورية البحر الصغيرة الذي نقل من مدينة كوبنهاجن عاصمة الدنمارك إلى مدينة شانغهاي الصينية قبل افتتاح معرض إكسبو شانغهاي العالمي في أول مايو الماضي. وعندما سمعت السيدة يوان ين هذا الخبر، شعرت بسعادة بالغة. إنها زوجة للكاتب والمترجم الصيني المشهور الراحل يي جيون جيان الذي ترجم المجموعة الكاملة ل((حكايات أندرسن الخرافية)) من اللغة الدنماركية إلى اللغة الصينية وعرّف القراء الصينيين بالكاتب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن لأول مرة. وفي عام 1988، رافقت السيدة يوان ين زوجها يي جيون جيان في زيارة الدنمارك تلبية لدعوة رسمية من الدنمارك، ومنحت الملكة الدنماركية لزوجها وسام العلم الوطني الدنماركي. وراجعت السيدة يوان ين ذكرياتها قائلة:
" في عام 1988، صاحبت زوجي إلى الدنمارك. ومنحت له الملكة الدنماركية مارغريت الثانية وساما وهو نفس الوسام الذي منحه الملك الدنماركي للكاتب هانس كريستيان أندرسن في القرن التاسع عشر." وقد مضى إثنان وعشرون عاما بعد ذلك، وتوفي المترجم يي جيون جيان قبل سنوات. وبعد وصول تمثال حورية البحر الصغيرة من الدنمارك إلى الصين وافتتاح معرض إكسبو شانغهاي العالمي، ظلت السيدة يوان ين البالغة من العمر حاليا 91 عاما تشعر بتأثر عميق وتعيش مع ذكرياتها الماضية خلال الشهور الثلاثة الماضية.
قرأت السيدة يوان ين حكاية الحورية الصغيرة لأول مرة في مخطوطات زوجها للترجمة في عام 1949، عندما عاد زوجها يي جيون جيان إلى الصين بعد دراسته في الخارج لمدة ست سنوات. بالإضافة إلى بعض الملابس القديمة، عاد زوجها إلى البيت مع حقيبتين كبيرتين مملوءتين بمخطوطاته المترجمة وغيرها من الأعمال الأدبية. وخلال فترة إقامته في الخارج، درس السيد يي جيون جيان الآداب الأوروبية في جامعة كامبردج البريطانية لمدة خمس سنوات، حيث أنجز العديد من الأعمال الأدبية، ومنها ترجمته ل(( حكايات أندرسن)). ولد الكاتب هانس كريستيان أندرسن في أسرة فقيرة كصانع أحذية بالدنمارك، وعمل كمتدرّب في مصنع ومثّل أدوارا مساعدة على المسرح، وطوال هذه الفترة، عانى الكثير من الحرمان والفقر وواجه العديد من الصعوبات والمسقات. ولكنه عشق الأدب منذ طفولته، ولم يتزوج طوال حياته، وثابر على كتابة الحكايات للأطفال. أما المترجم يي جيون جيان فولد في أسرة ريفية بقرية جبلية نائية بالصين. وبرغم تحمله عبءا ثقيلا لإطعام المواشي وقطع الحشيش لبيته خلال طفولته، غير أنه لم يتخل عن دراسته. فهو موهوب لغويا، ويجيد اللغات الإنجليزية واليابانية والدنماركية والنرويجية والأسبانية والإيطالية والاسبرنتو وغيرها من اللغات الأجنبية، وهو عاشق للأدب أيضا. وبفضل الخلفية العائلية المتشابهة والهوايات المتماثلة، من السهل للمترجم يي جيون جيان فهم العواطف التى كان الكاتب أندرسن يعبّر عنها في حكاياته، وعزم بدون تردد على ترجمة (( حكايات أندرسن)) إلى اللغة الصينية وتعريف القراء الصينيين بها. حيث قالت زوجته يوان ين لمراسلنا: " توجد في الصين العديد من الحكايات الشعبية المتوارثة التى تناقلها ألسنة الناس جيلا بعد جيل، وحكاها والداي لي خلال طفولتي. ولكن، لم توجد في الصين ترجمة للحكايات الشعبية الأوروبية حينذاك. ومعظم حكايات أندرسن واردة من الحكايات المألوفة في شمال أوروبا. ورأى زوجي أنه لا بد من تقديم المزيد من الحكايات للأطفال الصينيين. فبدأ ترجمة (( حكايات أندرسن)) بهدف تشجيع الكتاب الصينيين على كتابة روايات للأطفال وتعريف الأطفال الصينيين بظروف المعيشة في شمال أوروبا." كما ذكرنا سابقا، كان السيد يي جيون جيان يدرس في جامعة كامبردج البريطانية لمدة خمس سنوات. وكلما حلّت عطلة الشتاء وعطلة الصيف خلال تلك الفترة، سافر السيد يي إلى الدنمارك لزيارة البيت القديم للكاتب الراحل أندرسن وإجراء مقابلات مع السكان المحليين وانكبّ على ترجمة (( حكايات أندرسن)). وأثناء تلك السنوات الخمس، اندلعت نيران الحرب الأهلية داخل الصين، فانقطعت العلاقة بين السيد يي وزوجته يوان ين التى كانت ترعي بمفردها ولدهما الصغير ووالدته العجوز وأخته العاطلة عن العمل وتعرضت للعديد من الصعوبات والمشقات حينذاك. ولكن، عندما رأت ترجمة (( حكايات أندرسن)) بقلم زوجها، أحسّت بارتياح. ها هي السيدة يوان ين تقول: " كنت أشكو من زوجي في البداية. ولكن عندما قرأت ترجمته، أرى أنها لا بأس بها، وهذا أمر مفيد جدا."
وبعد عودة السيد يي جيون جيان إلى الصين، أصيبت زوجته بمرض رئوي شديد، ونصحها الطبيب بالراحة الكاملة، واضطر السيد يي لتحمل أعباء إعالة أسرته. فكان يعمل في وظيفته نهارا وينجز الأعمال المنزلية مساء. وبعد ذلك، يضيئ المصباح على مكتبه الخشبي الصغير، ويضع عليه نسختين ل(( حكايات أندرسن)) باللغتين الدنماركية والإنجليزية ومخطوطات ترجمته باللغة الصينية، ثم يقابل ترجمته حرفيا جملة بعد جملة مستخدما القاموس بين حين وآخر. وكثيرا ما كان يقوم من النوم في منتصف الليل لمواصلة تصحيح ترجمته حتى طلوع الفجر. وفي بعض الأحيان، يظل عند مكتبه طيلة ليلة كاملة لتدقيق كلمة واحدة فقط. وتعتبر زوجته يوان ين أول قارئة لترجمة السيد يي جيون جيان. وبرغم أنها أصيبت بمرض رئوي، غير أنها تواصل مطالعة مخطوطات ترجمة زوجها كل يوم، وأخبرته بمشاعرها وآراءها حول ترجمته. وعندما تحسنت صحتها، بدأت تساعد زوجها على تبييض المسودّة. انكبّ السيد يي جيون جيان في كتابته وترجمته، ولم يصاحب أفراد أسرته للتسوق، وقلّما استقبل الضيوف في بيته. وغالبا ما تكون معه كرّاسة في الباص الذي يستقلّه من بيته إلى مقر عمله، ويقرأ بصمت الكلمات المسجلة عليها. ولديه أكثر من عشرين كراسة لتسجيل الكلمات الأجنبية. وحول ذلك، قالت السيدة يوان ين إن زوجها رأى أن الوقت أغلى من الذهب. وبعد شفائها من المرض الرئوي، تحمل كافة الأعمال المنزلية، وقدّم دعما قويا لزوجها. وفي(( حكايات أندرسن))، يحب السيد يي جيون جيان وزوجته يوان ين حكاية ((الحورية الصغيرة)) أكثر. وفي هذه الحكاية، من أجل الحصول على روح البشر والحب مع الأمير، تخلّت الحورية الصغيرة عن صوتها الحلو وعمرها الطويل لخمسمائة سنة لاستبدال قدمي الإمرأة، وضحّت بنفسها من أجل الحب وتحوّلت إلى فقاعة البحر أخيرا. وعند ترجمة هذه الحكاية إلى اللغة الصينية، أطلق السيد يي جيون جيان إسما جميلا على الحورية الصغيرة، وهي ((بنت البحر)). حيث قالت زوجته يوان ين: " يظنّ زوجي أن الحورية الصغيرة ولدت في قاع البحر، وهي بنت جميلة في البحر. وحكايتها تشبه الأسطورة عن الحوريات السبع في الصين." إن الأسطورة عن الحوريات السبع تتناقل على ألسنة الناس جيلا بعد جيل في الصين، وتحكى أن الأخت الصغرى من الحوريات السبع في السماء أتت إلى الدنيا للبحث عن حبّها، وهي طيبة القلب وغير أنانية مثل الحورية الصغيرة في البحر. وفي عام 1978، نشرت أول ترجمة للمجموعة الكاملة ل(( حكايات أندرسن)) باللغة الصينية. فيمكن للأطفال الصينيين التمتع بهذه الحكايات المؤثرة مثل الأطفال في شمال أوروبا البعيدة عن الصين. وقال الشاب الصيني هان وي لمراسلنا: " كان أندرسن يصف وصفا مفصّلا حول الظروف التى تحدث فيها الحكايات. وعندما تقرأها، تحسّ بأنك واحدا من الناس الذين كانوا يعيشون فيها أيضا. وعندما يحكى الكاتب عما يحدث في قاع البحر، أظنّ أنه بيئة مريحة وجميلة وأودّ التجول فيه وأسأل نفسي: لماذا تريد الحورية الصغيرة الذهاب إلى سطح البحر للبحث عن الأشياء الخاصة للبشر طالما تعيش في هذه البيئة الجيدة؟" تركت حكاية ((بنت البحر)) بصمات عميقة في قلوب كل من الأطفال الصينيين والدنماركيين. حيث قال الشاب الدنماركي أنديرس هويقارد: " عندما كنت في الخامسة من عمري، حكى لي أبي هذه الحكاية. ومنذ ذلك الحين، أتطلع إلى ظهور الحورية الصغيرة في حياتي."
ووصلت الحورية الصغيرة من الدنمارك إلى مدينة شانغهاي في نهاية شهر إبريل الماضي، وتقيم الآن في حديقة معرض إكسبو شانغهاي العالمي. وتحدو السيدة يوان ين شوق شديد لزيارة تمثال حورية البحر الصغيرة باعتبارها صديقة قديمة لها ولم ترها منذ فترة طويلة. ولكن بسبب المرض في قدميها، اضطرت لترك هذه الفكرة. وقالت السيدة يوان ين إن الحورية الصغيرة موجودة في بيتها، وهي في اللوحة الزيتية على الجدار وفي عمق ذكرياتها وفي قلبها.
" في عام 1988، صاحبت زوجي إلى الدنمارك. ومنحت له الملكة الدنماركية مارغريت الثانية وساما وهو نفس الوسام الذي منحه الملك الدنماركي للكاتب هانس كريستيان أندرسن في القرن التاسع عشر." وقد مضى إثنان وعشرون عاما بعد ذلك، وتوفي المترجم يي جيون جيان قبل سنوات. وبعد وصول تمثال حورية البحر الصغيرة من الدنمارك إلى الصين وافتتاح معرض إكسبو شانغهاي العالمي، ظلت السيدة يوان ين البالغة من العمر حاليا 91 عاما تشعر بتأثر عميق وتعيش مع ذكرياتها الماضية خلال الشهور الثلاثة الماضية.
قرأت السيدة يوان ين حكاية الحورية الصغيرة لأول مرة في مخطوطات زوجها للترجمة في عام 1949، عندما عاد زوجها يي جيون جيان إلى الصين بعد دراسته في الخارج لمدة ست سنوات. بالإضافة إلى بعض الملابس القديمة، عاد زوجها إلى البيت مع حقيبتين كبيرتين مملوءتين بمخطوطاته المترجمة وغيرها من الأعمال الأدبية. وخلال فترة إقامته في الخارج، درس السيد يي جيون جيان الآداب الأوروبية في جامعة كامبردج البريطانية لمدة خمس سنوات، حيث أنجز العديد من الأعمال الأدبية، ومنها ترجمته ل(( حكايات أندرسن)). ولد الكاتب هانس كريستيان أندرسن في أسرة فقيرة كصانع أحذية بالدنمارك، وعمل كمتدرّب في مصنع ومثّل أدوارا مساعدة على المسرح، وطوال هذه الفترة، عانى الكثير من الحرمان والفقر وواجه العديد من الصعوبات والمسقات. ولكنه عشق الأدب منذ طفولته، ولم يتزوج طوال حياته، وثابر على كتابة الحكايات للأطفال. أما المترجم يي جيون جيان فولد في أسرة ريفية بقرية جبلية نائية بالصين. وبرغم تحمله عبءا ثقيلا لإطعام المواشي وقطع الحشيش لبيته خلال طفولته، غير أنه لم يتخل عن دراسته. فهو موهوب لغويا، ويجيد اللغات الإنجليزية واليابانية والدنماركية والنرويجية والأسبانية والإيطالية والاسبرنتو وغيرها من اللغات الأجنبية، وهو عاشق للأدب أيضا. وبفضل الخلفية العائلية المتشابهة والهوايات المتماثلة، من السهل للمترجم يي جيون جيان فهم العواطف التى كان الكاتب أندرسن يعبّر عنها في حكاياته، وعزم بدون تردد على ترجمة (( حكايات أندرسن)) إلى اللغة الصينية وتعريف القراء الصينيين بها. حيث قالت زوجته يوان ين لمراسلنا: " توجد في الصين العديد من الحكايات الشعبية المتوارثة التى تناقلها ألسنة الناس جيلا بعد جيل، وحكاها والداي لي خلال طفولتي. ولكن، لم توجد في الصين ترجمة للحكايات الشعبية الأوروبية حينذاك. ومعظم حكايات أندرسن واردة من الحكايات المألوفة في شمال أوروبا. ورأى زوجي أنه لا بد من تقديم المزيد من الحكايات للأطفال الصينيين. فبدأ ترجمة (( حكايات أندرسن)) بهدف تشجيع الكتاب الصينيين على كتابة روايات للأطفال وتعريف الأطفال الصينيين بظروف المعيشة في شمال أوروبا." كما ذكرنا سابقا، كان السيد يي جيون جيان يدرس في جامعة كامبردج البريطانية لمدة خمس سنوات. وكلما حلّت عطلة الشتاء وعطلة الصيف خلال تلك الفترة، سافر السيد يي إلى الدنمارك لزيارة البيت القديم للكاتب الراحل أندرسن وإجراء مقابلات مع السكان المحليين وانكبّ على ترجمة (( حكايات أندرسن)). وأثناء تلك السنوات الخمس، اندلعت نيران الحرب الأهلية داخل الصين، فانقطعت العلاقة بين السيد يي وزوجته يوان ين التى كانت ترعي بمفردها ولدهما الصغير ووالدته العجوز وأخته العاطلة عن العمل وتعرضت للعديد من الصعوبات والمشقات حينذاك. ولكن، عندما رأت ترجمة (( حكايات أندرسن)) بقلم زوجها، أحسّت بارتياح. ها هي السيدة يوان ين تقول: " كنت أشكو من زوجي في البداية. ولكن عندما قرأت ترجمته، أرى أنها لا بأس بها، وهذا أمر مفيد جدا."
وبعد عودة السيد يي جيون جيان إلى الصين، أصيبت زوجته بمرض رئوي شديد، ونصحها الطبيب بالراحة الكاملة، واضطر السيد يي لتحمل أعباء إعالة أسرته. فكان يعمل في وظيفته نهارا وينجز الأعمال المنزلية مساء. وبعد ذلك، يضيئ المصباح على مكتبه الخشبي الصغير، ويضع عليه نسختين ل(( حكايات أندرسن)) باللغتين الدنماركية والإنجليزية ومخطوطات ترجمته باللغة الصينية، ثم يقابل ترجمته حرفيا جملة بعد جملة مستخدما القاموس بين حين وآخر. وكثيرا ما كان يقوم من النوم في منتصف الليل لمواصلة تصحيح ترجمته حتى طلوع الفجر. وفي بعض الأحيان، يظل عند مكتبه طيلة ليلة كاملة لتدقيق كلمة واحدة فقط. وتعتبر زوجته يوان ين أول قارئة لترجمة السيد يي جيون جيان. وبرغم أنها أصيبت بمرض رئوي، غير أنها تواصل مطالعة مخطوطات ترجمة زوجها كل يوم، وأخبرته بمشاعرها وآراءها حول ترجمته. وعندما تحسنت صحتها، بدأت تساعد زوجها على تبييض المسودّة. انكبّ السيد يي جيون جيان في كتابته وترجمته، ولم يصاحب أفراد أسرته للتسوق، وقلّما استقبل الضيوف في بيته. وغالبا ما تكون معه كرّاسة في الباص الذي يستقلّه من بيته إلى مقر عمله، ويقرأ بصمت الكلمات المسجلة عليها. ولديه أكثر من عشرين كراسة لتسجيل الكلمات الأجنبية. وحول ذلك، قالت السيدة يوان ين إن زوجها رأى أن الوقت أغلى من الذهب. وبعد شفائها من المرض الرئوي، تحمل كافة الأعمال المنزلية، وقدّم دعما قويا لزوجها. وفي(( حكايات أندرسن))، يحب السيد يي جيون جيان وزوجته يوان ين حكاية ((الحورية الصغيرة)) أكثر. وفي هذه الحكاية، من أجل الحصول على روح البشر والحب مع الأمير، تخلّت الحورية الصغيرة عن صوتها الحلو وعمرها الطويل لخمسمائة سنة لاستبدال قدمي الإمرأة، وضحّت بنفسها من أجل الحب وتحوّلت إلى فقاعة البحر أخيرا. وعند ترجمة هذه الحكاية إلى اللغة الصينية، أطلق السيد يي جيون جيان إسما جميلا على الحورية الصغيرة، وهي ((بنت البحر)). حيث قالت زوجته يوان ين: " يظنّ زوجي أن الحورية الصغيرة ولدت في قاع البحر، وهي بنت جميلة في البحر. وحكايتها تشبه الأسطورة عن الحوريات السبع في الصين." إن الأسطورة عن الحوريات السبع تتناقل على ألسنة الناس جيلا بعد جيل في الصين، وتحكى أن الأخت الصغرى من الحوريات السبع في السماء أتت إلى الدنيا للبحث عن حبّها، وهي طيبة القلب وغير أنانية مثل الحورية الصغيرة في البحر. وفي عام 1978، نشرت أول ترجمة للمجموعة الكاملة ل(( حكايات أندرسن)) باللغة الصينية. فيمكن للأطفال الصينيين التمتع بهذه الحكايات المؤثرة مثل الأطفال في شمال أوروبا البعيدة عن الصين. وقال الشاب الصيني هان وي لمراسلنا: " كان أندرسن يصف وصفا مفصّلا حول الظروف التى تحدث فيها الحكايات. وعندما تقرأها، تحسّ بأنك واحدا من الناس الذين كانوا يعيشون فيها أيضا. وعندما يحكى الكاتب عما يحدث في قاع البحر، أظنّ أنه بيئة مريحة وجميلة وأودّ التجول فيه وأسأل نفسي: لماذا تريد الحورية الصغيرة الذهاب إلى سطح البحر للبحث عن الأشياء الخاصة للبشر طالما تعيش في هذه البيئة الجيدة؟" تركت حكاية ((بنت البحر)) بصمات عميقة في قلوب كل من الأطفال الصينيين والدنماركيين. حيث قال الشاب الدنماركي أنديرس هويقارد: " عندما كنت في الخامسة من عمري، حكى لي أبي هذه الحكاية. ومنذ ذلك الحين، أتطلع إلى ظهور الحورية الصغيرة في حياتي."
ووصلت الحورية الصغيرة من الدنمارك إلى مدينة شانغهاي في نهاية شهر إبريل الماضي، وتقيم الآن في حديقة معرض إكسبو شانغهاي العالمي. وتحدو السيدة يوان ين شوق شديد لزيارة تمثال حورية البحر الصغيرة باعتبارها صديقة قديمة لها ولم ترها منذ فترة طويلة. ولكن بسبب المرض في قدميها، اضطرت لترك هذه الفكرة. وقالت السيدة يوان ين إن الحورية الصغيرة موجودة في بيتها، وهي في اللوحة الزيتية على الجدار وفي عمق ذكرياتها وفي قلبها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق