الأربعاء، 30 يناير 2013

رسالة «فايسبوكيّة» إلى المفتي

وجّهت صفحة «الزواج المدني في لبنان» على «فايسبوك» رسالة مفتوحة الى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني جاء فيها: «نحن مجموعة من الشباب، نؤمن بالله الواحد الأحد، خالق السموات والأرض، الرحمن الرحيم الذي لا يضنّ بعطفه ومحبته على خلقه، بصرف النظر عن المشارب والمذاهب والمعتقدات. ونحن، يا سماحة المفتي، نعلم من استقرائنا للتاريخ أن الإنسان لم يعِ وحدة الله إلا حين ارتقى من سويّة الحزبيات الدينية المتناحِرة إلى سويّة الوحدة الاجتماعية البناءة التي لا تقبل التفرقة مهما كانت الأسباب! وعلمنا هذا يستند إلى الأبحاث التاريخية والأنثروبولوجية كما إلى النصوص الدينية. فالقرآن الكريم، لم ينه عن التشرذم فحسب، بل جعله بمنزلة الشرك بالله، في الآية القائلة:
وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32،31 _ الروم).
يا سماحة المفتي، نحن مجموعة من الشبان والشابات ترى في وحدة المجتمع الذي نحيا فيه انعكاساً لوحدة الخالق الحيّ القيوم، فيما نرى الفتنة والتشرذم _ وهما أشد من القتل – جحوداً وكفراً بما أنعم الله علينا من وحدة اجتماعيّة تشرّف الحياة التي خلقها «كنفسٍ واحدة». ألسنا جميعاً من خلقه؟ ألم ينفح فينا الحياة على السواء؟ إذا كنا متّفقين على ذلك، فبأي حق نفرز ونقسّم ما خلقه الله الواحد على صورته البهيّة؟ أبذلك يكون الإيمان؟
يا سماحة المفتي. لقد تابعنا بقلق حديثكم في الثامن والعشرين من كانون الثاني، حين جعلتم من دار الفتوى صرحاً تقومون فيه بالحشر والحساب نيابةً عن الله عز وجل... وقلقنا لا ينبع من خوفنا من الردّة التي أنزلتموها على كل من يدعم الزواج المدني في لبنان، فإيماننا بالله ثابت لا يتزعزع، ويقيننا أن الله لا يفرّق بين عباده (مسلمين وكتابيين)، ولو أجمع العلماء جميعاً على غير ذلك: اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (3 _ سورة الأعراف).
نعم يا سماحة المفتي، نحن لا نخشى حكم الله فينا، إلا أن ما أقلقنا هو مخالفتكم لنص قرآني صريح يُلزم المؤمن (والعالِم بالدين من باب أَوْلى) باتّباع ما يراه واجباً، دون فرضه على الغير: وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ الله وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109 _ يونس).
يا سماحة المفتي، أليس الأسلم أن نتحلى بالحلم والرويّة قبل إصدار الأحكام، سيما أننا متفقون أن الديّان واحد، ولا ينوب عنه في ذلك أيّ من خلقه؟

وعريضة:
كذلك انطلقت حملة لتوقيع عريضة تطالب «أصحاب القرار في لبنان، وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور، الحامي للمعنى الحقيقي للبنان الكيان، بالمضي قدماً والتوقيع على وثيقة زواج خلود ونضال، المتحررين من سجن الطائفية البغيض، إلى رحاب المواطنة تحت سقف الدستور، ومن ثم تشريع الزواج المدني الاختياري، حقاً أصيلاً لكل إنسان ارتضى أن يكون تحت سقف قانون مدني، عابر للطوائف والمِلَلْ، من دون أن يتعدى على حق أي إنسان آخر يرى في المحاكم الشرعية والروحية والكنسية طريقة عيش، وأسلوب حياة. إذا بقينا منتمين إلى طائفة، بقينا أبد الدهر أقلية، وفقط عندما ننتمي إلى الوطن نصبح حقّاً أكثرية، ويصبح لنا وطن حقيقي اسمه لبنان».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق