السبت، 26 يناير 2013

صرخة ابراهيم اليازجي

تنبهوا واستفيقوا أيها العربفقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
فيم التعلل بالآمال تخدعكموأنتم بين راحات الفنا سلب
الله أكبر ما هذا المنام فقدشكاكم المهد واشتاقتكم الترب
كم تظلمون ولستم تشتكون وكمتستغضبون فلا يبدو لكم غضب
ألفتم الهون حتى صار عندكمطبعاً وبعض طباع المرء مكتسب
وفارقتكم لطول الذل نخوتكمفليس يؤلمكم خسف ولا عطب
لله صبركم لو أن صبركمفي ملتقى الخيل حين الخيل تضطرب
كم بين صبر غدا للذل مجتلباًوبين صبر غدا للعز يحتلب
فشمروا وانهضوا للأمر وابتدروامن دهركم فرصة ضنت بها الحقب
لا تبتغوا بالمنى فوزاً لأنفسكملا يصدق الفوز ما لم يصدق الطلب
خلوا التعصب عنكم واستووا عصباًعلى الوثام ودفع الظلم تعتصب
لأنتم الفئة الكثرى وكم فئةقليلة تم إذ ضمت لها الغلب
هذا الذي قد رمى بالضعف قوتكموغادر الشمل منكم وهو منشعب
وسلط الجور في أقطاركم فغدتوارضها دون أقطار الملا خرب
وحكم العلج فيكم مع مهانتهيقتادكم لهواه حيث ينقلب
من كل وغد زنيم ما له نسبيدرى وليس له دين ولا أدب
وكل ذي خنث في الفخش منغمسيزداد بالحك في وجعآئه الجرب
سلاحهم في وجوه الخصم مكرهموخير جندكم التدليس والكذب
لا يستقيم لهم عهد إذا عقدواولا يصح لهم وعد إذا ضربوا
إذا طلبت إلى ود لهم سبباًفما إلى ودهم غير الخنى سبب
والحق والبطل في ميزانهم شرعفلا يميل سوى ما ميل الذهب
أعناقكم لهم رق وما لكمبين الدمى والطلا والنرد منتهب
باتت سمان نعاج بين أذرعكموبات غيركم للدر يحتلب
فصاحب الأرض منكم ضمن ضيعتهمستخدم وربيب الدار مغترب
وما دماؤكم أغلى إذا سفكتمن ماء وجه لهم في الفحش ينسكب
وليس أعراضكم أغلى إذا انتهكتمن عرض مملوكهم بالفلس يجتلب
بالله يا قومنا هبوا لشأنكمفكم تناديكم الأشعار والخطب
ألستم من سطوا في الأرض وافتتحواشرقاً وغرباً وعزوا أينما ذهبوا
ومن أذلوا الملوك الصيد فارتعدتوزلزل الأرض مما تحتها الرهب
ومن بنوا لصروح العز أعمدةتهوى الصواعق عنها وهي تنقلب
فما لكم ويحكم أصبحتم هملاًووجه عزكم بالهون منتقب
لا دولة لكم يشتد أزركمبها ولا ناصر للخطب ينتدب
وليس من حرمة أو رحمة لكمتحنوا عليكم إذا عضتكم النوب
أقدراكم في عيون الترك نازلةوحقكم بين أيدي الترك مغتصب
فليس يدرى لكم شأن ولا شرفولا وجود ولا اسم ولا لقب
فيا لقومي وما قومي سوى عربولن يضيع فيهم ذلك النسب
هب أنه ليس فيكم أهل منزلةيقلد الأمر أو تعطى له الرتب
وليس فيكم أخو حزم ومخبرةللعقد والحل في الأحكام ينتخب
وليس فيكم أخو علم يحكم فيفصل القضاء ومنكم جاءت الكتب
أليس فيكم دم يهتاجه أنفيوماً فيدفع هذا العار إذ يثب
فأسمعوني صليل البيض بارقةفي النقع إني إلى رناتها طرب
وأسمعوني صدى البارود منطلقاًيدوي به كل قاع حين يصطخب
لم يبق عندكم شيء يضن بهغير النفوس عليها الذل ينسحب
فبادروا الموت واستغنوا براحتهعن عيش من مات موتاً ملؤه تعب
صبراً هيا أمة الترك التي ظلمتدهراً فعما قليل ترفع الحجب
لنطلبن بحد السيف مأربنافلن يخيب لنا في جنبه أرب
ونتركن علوج الترك تندب ماقد قدمته أياديها وتنتحب
ومن يعش ير والأيام مقبلةيلوح للمرء في أحداثها العجب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق