كتبهابلال عبد الهادي ، في 1 أيار 2011 الساعة: 13:48 م
أسواق الذهب
طبع بعد وفاته نظم أحمد شوقي بك
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الذي علم بالقلم، وألهم نوابغ الكلم، وجعل الأمثال والحكم: أحسن أدب الأمم. وصلى الله على محمد ديمة البيان المنسجمة، وعلى موسى الكليم وعيسى الكلمة.وبعد، فهذه فصول من النثر، وما زعمت أنها غرر زياد أو فقر الفصيح من إياد، أو سجع المطوقة على فرع غصنها المياد، ولا توهمت حين أنشأتها أنى صنعت " أطباق الذهب"، للأصفهاني -وإن سميت هذا الكتاب مما يشبه اسميهما، ووسمته بما يقرب في الحسن من وسميهما- وإنما هي كلمات اشتملت على معان شتى الصور وأغراض مختلفة الخبر، جليلة الخطر، منها ما طال عليه القدم، وشاب على تناوله القلم، وألم به الغفل من الكتاب والعلم. ومنها ما كثر على الألسنة في هذه الأيام، وأصبح يعرض في طرق الأقلام وتجري به الألفاظ في أعنة الكلام؛ من مثل: الحرية والوطن، والأمة، والدستور، والإنسانية وكثير غير ذلك من شؤون المجتمع وأحواله، وصفات الإنسان وأفعاله أو ما له علاقة بأشياء الزمن ورجاله؛ يكتنف ذلك أو يمتزج به: حكم عن الأيام تلقيتها، ومن التجاريب استمليتها، وفي قوالب العربية وعيتها وعلى أساليبها حبرتها ووشيتها؛ وبعض هذه الخواطر قد نبع من القلب وهو عند استجمام عفوه، وطلع في الذهن وهو عند تمام صحوه وصفوه؛ وغيره- ولعله الأكثر - قد قيل والأكدار سارية، والأقدار بالمكاره جارية، والدار نائية، وحكومة السيف عابثة عاتية؛ فأنا أستقيل القارئ فيه السقطات، وأستوهبه التجاوز عن الفرطات.
اللهم غير وجهك ما ابتغيت، وسوى النفع لخلقك ما نويت، وعليك رجائي ألقيت، وإليك بذلي وضعفي انتهيت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق