كتبهابلال عبد الهادي ، في 16 نيسان 2011 الساعة: 08:02 ص
وبابٌ آخر ممَّا يدعو إلى الفساد،
وهو طولُ وقوعِ البصرِ على الإنسان الذي في طبعه أدنى قابلٍ، وأدنى حركةٍ عند مثله.
وطولُ التداني، وكثرةُ الرؤيةِ، هما أصلُ البلاء ، كما قيل لابنة الخُسّ : لم زنيت
بعبدك ولم تزني بحرّ، وما اغراك به؟ قالت طول السواد وقرب الوساد.
ولو أنَّ أقبحَ الناسِ وجهاً،
وأنتنَهم ريحاً، وأظهرَهم فقراً، وأسقطَهم نفساً، وأوضعَهم حسَباً، قال لامرأةٍ قد
تمكَّنَ من كلامِها، ومكَّنته من سَمْعِها : واللّهِ يا مولاتي وسيِّدتي، لقد
أسهَرْتِ ليلي، وأرَّقْتِ عَيني، وشغلْتِنِي عن مُهِمِّ أمري، فما أعقِلُ أهلاً،
ولا مالاً، ولا ولداً، لنَقَض طِباعَها ،
ولفسَخ عَقْدَها، ولو كانتْ أبرعَ الخلْقِ جمالاً، وأكملَهم كمالاً، وأملحهم مِلحاً، فإنْ تهيّأَ مع ذلك مِن هذا المتعشِّق أَنْ تدمَع عينهُ، احتاجت هذه المرأة أن يكون معها وَرَعُ أمِّ الدرداء، ومُعاذة العدويّة، ورابعةَ القيسيَّة، والشجَّاء الخارجيَّة .
ولفسَخ عَقْدَها، ولو كانتْ أبرعَ الخلْقِ جمالاً، وأكملَهم كمالاً، وأملحهم مِلحاً، فإنْ تهيّأَ مع ذلك مِن هذا المتعشِّق أَنْ تدمَع عينهُ، احتاجت هذه المرأة أن يكون معها وَرَعُ أمِّ الدرداء، ومُعاذة العدويّة، ورابعةَ القيسيَّة، والشجَّاء الخارجيَّة .
الجاحظ/كتاب الحيوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق