كتبهابلال عبد الهادي ، في 4 أيار 2011 الساعة: 20:26 م
ولو وقفْتَ على جَناحِ بَعوضةٍ وُقوفَ معتبِر وتأمَّلتَه
تأمُّلَ متفكِّر بعد أن تكونَ ثاقبَ النَّظرِ سليمَ الآلة غوَّاصاً
على المعاني لا يعتريك من الخواطر إلاّ على حسب صحَّةِ عقلك ولا من الشواغل إلاّ ما
زادَ في نشاطِك لملأت ممَّا تُوجِدك العِبرةُ من غرائب الطوامير الطِّوال والجلود
الواسعةِ الكِبار ولرَأَيتَ أنَّ له من كثرة التصرُّف في الأعاجيب ومن تقلُّبه في
طبقات الحكمة ولرأَيتَ له من الغزْر والرَّيع ومن الحَلب والدَّرِّ ولتَبجَّسَ عليك
من كوامِنِ المعاني ودفائِنها ومن خَفِيَّاتِ الحكم وينابيعِ العلم ما لا يشتدُّ
معه تعجّبُك ممَّن وقَفَ على ما في الدِّيك من الخصالِ العجِيبة وفي الكلبِ من
الأمور الغريبة ومن أصنافِ المنافع وفنون المرافق وما فيهما من المِحَن الشِّداد
ومع ما أودِعا من المعرفة التي مَتى تجلَّت لك تصاغَرَ عندك كَبِيرُ ما تستعظم
وقلَّ في عينك كثير ما تستكثر كأنَّك تظنُّ أنَّ شيئاً وإنْ حسُن عندك في ثمنِه
ومنظره أنَّ الحكمةَ التي هي في خلْقه إنَّما هي على مقدارِ ثمنه ومنظَره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق