السبت، 16 فبراير 2013

سلطان العاشقين

فلفظٌ، وكُلّي بي لِسانٌ مُحَدِّثٌ،ولحظٌ وكلِّي فيَّ عينٌ لعبرتي
وسمعٌ وكلِّي بالنَّدى أسمعُ النِّداوكُلّيَ في رَدّ الرّدى يَدُ قُوّة ِ
معاني صفاتٍ ماورا اللَّبسِ أثبتتْوأسماءُ ذاتٍ ماروى الحسُّ بثَّتِ
فتَصْرِفُها مِنْ حافِظِ العَهْدِ أوّلاً،بنفسٍ عليها بالولاءِ حفيظة ِ
شوادي مُباهاة ٍ، هوادي تَنَبّهٍ،بوادي فُكاهاتٍ، غوادي رَجِيّة ِ
وتوقيفُها من مَوثِقِ العَهدِ آخراً،بنفسٍ على عزِّ الإباءِ أبيَّة ِ
جواهرُ أنباء، زواهرُ وُصْلة ٍ،طواهِرُ أبناء، قواهرُ صَولَة ِ
وتَعرِفُها من قاصدِ الحَزْمِ، ظاهِراً،سجيَّة ُ نفسٍ بالوجودِ سخيَّة ِ
مثاني مناجاة ٍ معاني نباهة ًمَغاني مُحاجاة ٍ، مَباني قضيّة ِ
وتشريفها منْ صادقِ العزمِ باطناًإنابَة ُ نَفْسٍ، بالشُّهودِ، رضيَّة ِ
نجائبُ آياتٍ غرائبُ نزهة ٍرغائبُ غاياتٍ كتائبُ نجدة ِ
فلّلبس منها بالتَّعلُّقِ في مقامِ الإسلامِ عنْ أحكامهِ الحكميَّة ِ
عقائقُ إحكامٍ دقائقُ حكمة ٍحقائقُ إحكامٍ، رقائقُ بَسْطَة ِ
وللحسِّ منها بالتّحقُّقِ في مقامِ الإيمانِ عنْ أعلامهِ العمليّة ِ
صوامعُ أذكارٍ لوامعُ فكرة ٍجَوامِعُ آثارٍ، قَوامِعُ عِزّة ِ
وللنَّفسِ منها بالتَّخلُّقِ في مقامِ الاحسانِ عنْ أنبائهِ النبويَّة ِ
لطائفُ أخْبارٍ، وظائفُ مِنْحَة ٍ،صحائِفُ أحْبارٍ، خلائفُ حِسْبَة ِ
ولِلْجَمْعِ مِن مَبدَا، كأنّكَ وانتَهى ،فإن لَمْ تَكُنْ عن آيَة ِ النّظرية ِ
غيوثُ انفعالاتٍ بعوثُ تنزُّهٍحدوثُ اتِّصالاتٍ ليوثُ كتيبة ِ
فَمَرْجِعُها للحِسّ، في عالِمِ الشَّهادة ِ المجتدى ماالنَّفسُ منِّي أحسَّتِ
فُصُولُ عِباراتٍ، وُصولُ تحيَّة ٍ،حصولُ إشاراتٍ أصولُ عطيَّة ِ
ومَطْلِعُها في عالَمِ الغيبِ ما وجَدْتُ منْ نعمٍ منِّي عليّ استجدَّتِ
بشائرُ إقرارٍ بصائرُ عبرة ٍسرَائرُ آثارٍ، ذخائِرُ دعوتي
وموضعها في عالمِ الملكوتِ ماخُصِصْتُ منَ الإسْرا بهِ، دونَ أُسْرَتي
مدارِسُ تنزيلٍ، مَحارِسُ غِبْطَة ٍ،مَغارِسُ تأويلٍ، فوارِسُ مِنْعَة ِ
وموقعها في عالمِ الجبروتِ منْمشارقِ فتحٍ للبصائر مبهتِ
أرائِكُ تَوحيدٍ، مَدارِكُ زُلْفَة ٍ،مسالكُ تمجيدٍ ملائكُ نصرة ٍ
ومنبعها بالفيضِ في كلِّ عالمٍلفافة ِ نفسٍ بالإفاقة ِ أثرتِ
فوائِدُ إلْهامٍ، روائِدُ نِعمَة ٍ،عوائدُ إنعامٍ موائدُ نعمة ِ
ويجْري بما تُعْطي الطّريقة ُ سائِري،على نَهْجِ ما مِنّي، الحَقيقَة ُ أعطَتِ
ولما شعبتُ الصَّدعَ والتأمتْ فطورُ شَمْلٍ بِفرْقِ الوَصْفِ، غيرِ مُشَتّتِ
ولم يَبقَ ما بيني وبينَ توَثقيبإيناسِ وُدّي، ما يُؤدّي لِوَحْشة ِ
تحقّقتُ أنّا، في الحقيقة ِ، واحِدٌوأثبَتَ صَحْوُ الجمعِ محوَالتّشتّتِ
وكُلّي لِسانٌ ناظِرٌ، مِسمَعٌ، يدٌلنُطقٍ، وإدراكٍ، وَسَمعٍ، وبَطشَة ِ
فعَينيَ ناجَتْ، واللّسانُ مُشاهِدٌ،وينطقُ منِّي السَّمعُ واليدُ أصغتِ
وسمعيَ عينُ تجتلي كلَّ ما بداوعَينيَ سَمعٌ، إن شدا القومُ تُنصِتِ
ومنيَ، عن أيدٍ، لِساني يَدٌ، كمايدي لي لسانٌ في خطابي وخطبتي
كذاكَ يدي عينٌ ترى كلَّ ما بداوعيني يَدٌ مَبسوطَة ٌ عِندَ بَسطَتي
وسمعي لسانٌ في مخاطبتي كذالسانيَ في إصغائهِ سمعُ منصتِ
وللشَّمِ أحكامُ اطّرادِ القياس في اتِّـحادِ صفاتي أوْ بعكسِ القضيَّة ِ
وما فيّ عَضْوٌ خُصّ، من دونِ غَيرِهِ،بتَعيينِ وَصْفٍ مِثلَ عَينِ البَصيرَة ِ
ومِني، على أفرادِها، كُلُّ ذَرّة ٍ،جوامِعُ أفعالِ الجوارحِ أحصَتِ
يُناجي ويُصغي عن شُهودِ مُصرِّفٍ،بمجموعهِ في الحالِ عنْ يد قدرة ِ
فأتلُو عُلومَ العالِمينَ بِلَفْظَة ٍ؛وأجلو على َّ العالمينَ بلحظة ِ
وأسْمَعُ أصواتَ الدّعاة ِ وسائِرَ الـلُّغاتِ بوقتٍ دونَ مقدارِ لمحة ِ
وأحضرُ ما قدْ عزَّ للبعدِ حملهُولمْ يرتددْ طرفي إليَّ بغمضة ِ
وأنشَقُ أرواحَ الجِنانِ، وعَرْفَ مايُصافحُ أذيالَ الرّياحِ بنَسمَة ِ
وأستَعرِضُ الآفاقَ نحوي بخَطْرَة ٍ،وأختَرِقُ السّبعَ الطّباقَ بخَطوَة ِ
وأشباحُ منْ لمْ تبقَ فيهمْ بقيَّة ٌلجمعيَ كالأرواحِ حفَّتْ فخفَّتِ
فَمن قالَ، أو مَن طال، أو صالَ، إنمايمُتّ بإمدادي لهُ برَقيقَة ِ
وماسارَ فوقَ الماءِ أوْ طارَ في الهواأو اقتحمَ النِّيرانَ إلاَّ بهمّتي
وعنِّي منْ أمددتهُ برقيقة ٍتصرَّفَ عنْ مجموعهِ في دقيقة ِ
وفي ساعة ٍ أوْ دونَ ذلكَ عنْ تلابمجموعهِ جمعي تلا ألفَ ختمة ِ
ومنِّي لوْ قامتْ بميتٍ لطيفة ٌلَرُدّتْ إليهِ نفسُهُ، وأعيدَتِ
هيَ النَّفسُ إنْ ألقتْ هواها تضاعفتْقُواها، وأعطَتْ فِعلَها كُلَّ ذرّة ِ
وناهيكَ جَمعاً، لابفَرْقِ مساحَتيمكانٍ مقيسٍ أوْزمانٍ موقتِ
بذاكَ علا الطوفانُ نوحٌ وقدْ نجابه مَن نجا من قَومِهِ في السّفينَة ِ
وغاضَ لهُ ما فاضَ عنهُ، استِجادَة ً،وجدّ إلى الجُودي بها واستَقَرّتِ
وسارتْ ومتنُ الرِّيحِ تحتَ بساطهِسُلَيمانُ بالجَيْشَينِ، فَوْقَ البسيطة َ
وقَبلَ ارتِدادِ الطّرْفِ أُحضِرَ من سبالهُ عرشُ بلقيسٍ بغيرِ مشقَّة ِ
وأخمَد إبراهيمُ نارَ عدُوّهِ،وعنْ ورهِ عادتْ لهُ روضَ جنّة ِ
ولمَّا دعا الأطيارَ منْ كلِّ شاهقٍوقد ذُبِحَتْ، جاءَتْهُ غيرَعَصِيّة ِ
ومنْ يدهِ موسى عصاهُ تلقَّفتْمنَ السِّحرِ أهوالاً على النَّفسِ شقَّتِ
ومِن حَجَرٍ أجرى عيوناً بضَرْبَة ٍبهادِ يماً سقَّتْ وللبحرِ شقَّتِ
ويُوسُفُ، إذ ألقى البَشيرُ قَميصَهُعلى وجهِ يعقوبٍ إليهِ بأوبة ِ
رآهُ بعينٍ قبلَ مقدمهِ بكىعليهِ بها شوقاً إليهِ فكفَّتِ
وفي آلِ إسْرائيلَ مائِدَة ٌ مِنَ الـسّماءِ لعيسَى ، أُنْزِلَتْ ثمّ مُدّتِ
ومنْ أكمهٍ أبرا ومنْ وضحٍ عداشفى وأعادَ الطِّينَ طيراً بنفخة ِ
وسرُّ انفعالاتِ الظّواهرِ باطناًعنِ الإذْنِ، ماألْقَتْ بِأُذْنِكَ صيغَتي
وجاءَ بِأسْرارِ الجميعِ مُفيضُهاعلينا لهمْ ختماً على حينِ فترة ِ
وما مِنْهُم، إلاَّ وقدْ كانَ داعِياًبهِ قومهُ للحقِّ عنْ تبعيَّة ِ
فعالمنا منهمْ نبيٌّ ومنْ دعاإلى الحَقِّ مِنّا قامَ بالرُّسُليَّة ِ
وعارفنا في وقتنا الأجدى َّ منْأُولي العَزمِ مِنْهُم، آخِذٌ بالعَزيمَة ِ
وما كانَ مِنْهمْ مُعجِزاً، صارَ بعدَهُ،كرامة َ صدِّيقٍ لهُ أوْ خليفة ِ
بعترتهِ استغنتْ عنِ الرُّسلِ الورىوأصحابِهِ والتَّابِعينَ الأَئِمَّة ِ
كراماتهمْ منْ بعضِ ما خصَّهمْ بهِبما خصَّهُمْ مِن إرْثِ كُلِّ فَضيلَة ِ
فمنْ نصرة ِ الدِّينِ الحنيفيِّ بعدهُقتالُ أبي بكرٍ لآلِ حنيفة
وسارِيَة ٌ، ألْجاهُ لِلْجَبَلِ النّداءُ منْ عمرٍ والدَّارُ غيرُ قريبة ِ
ولمْ يشتغلْ عثمانُ عنْ وردهِ وقدْأدارَ عليهِ القَوْمُ كأسَ المَنيَّة ِ
وأوضَحَ بالتّأويلِ ما كانَ مُشْكِلاًعليَّ، بِعِلمٍ نالَهُ بالوَصِيّة ِ
وسائرُهُمْ مِثلُ النُّجومِ، مَن اقتَدىبأيِّهمِ منهُ اهتدى بالنَّصيحة ِ
وللأولياءِ المُؤمِنينَ بهِ، ولَميَرَوهُ اجتَنا قُرْبٍ لقُربِ الأخُوّة ِ
وَقُرْبُهُمُ معنى ً لهُ كاشتِياقِهِلهمْ صورة ً فاعجبْ لحضرة ِ غيبة ِ
وأهلٌ تلقّى الرُّوحَ باسْمي، دعَوا إلىسَبيلي، وحَجُّوا المُلْحِدينَ بِحُجّتي
وكلهمُ عنْ سبقِ معنايَ دائرٌبِدائِرَتي، أو وارِدٌ مِن شرِيعَتي
إنّي، وإن كُنْتُ ابنَ آدَمَ، صُورَة ً،فَلي فيهِ مَعنى ً شاهِدٌ باُبوّتي
ونَفسي على حَجْرِالتّجَلّي، بِرُشْدِها،تجلَّتْ وفي حجرِ التَّجلِّي تربَّتِ
وفي المَهْدِ حِزْبي الأنبياءُ، وفي عناصرلوحيَ المحفوظُ والفتحُ سورتي
وقبلَ فصالي دونَ تكليفِ ظاهريخَتَمْتُ بِشرْعي المُوَضحي كلّ شِرْعَة ِ
فهمْ والألى قالوا بقولهمِ علىصراطيَ لمْ يعدُّوا مواطئَ مشيتي
ولا تحسبنَّ الأمرَ عنِّي خارجاًفما سَادَ إلاّ داخِلٌ في عُبُودَتي
ولولايَ لم يُوجدْ وُجودٌ، ولم يَكُنْشُهُودٌ، ولم تُعهَدْ عُهُودٌ بذِمّة ِ
وَطَوْعُ مُرادي كُلّ نَفسٍ مُريدَة ِ
ولا قائِلٌ، إلاّ بلَفظي مُحدِّثٌ؛ولا ناظِرٌ إلاّ بناظِرِ مُقلَتي
ولا منصتٌ إلابسمعيَ سامعٌولا باطشٌ إلاَّ بأزلي وشدَّتي
ولا ناطِقٌ غَيري، ولا ناظِرٌ، ولاسميعٌ سِوائي مِن جميعِ الخليقَة ِ
وفي عالم التَّركيبِ في كلِّ صورة ٍظهرتُ بمعنى ً عنهُ بالحسنِ زينتي
وفي كلِّ معنى ً لمْ تبنهُ مظاهريتصوَّرتُ لا في صورة ِ هيكليَّة ِ
وفيما تراهُ الرُّوحُ كَشْفَ فَراسة ِ،خفيتُ عنِ المعنى المعنَّى بدقَّة ِ
وفي رحموتِ القبضِ كليَ رغبة ٌبها انبَسطتْ آمالُ أهلِ بَسيطتي
وفي رهبوتِ القبضِ كليَ هيبة ُففيما أجلتُ العينَ منِّي أجلتِ
وفي الجَمعِ بالوَصفَينِ، كُلّيَ قُرْبة ٌ،فحيَّ على قربي خلالي الجميلة ِ
وفي منتهى في لمْ أزلْ بي واجداًجلال شهودي عنْ كمالِ سجيَّتي
وفي حيثُ لا في، لم أزَلْ فيّ شاهِداًجَمالَ وُجودي، لا بناظِرِ مُقلتي
فإنْ كنتِ منِّي فانحُ جمعي وامحُ فرقَ صدعي ولا تجنحْ لجنحِ الطبيعة ِ
فدونَكَها آياتِ إلهامِ حِكمَة ٍ،لأوهامِ حَدسِ الحسّ، عنكَ، مزيلة ِ
ومِنْ قائِلٍ بالنّسخِ، والمَسخُ واقِع ٌبهِ أبرأْ وكنْ عمَّا يراهُ بعزلة ِ
ودعهُ ودعوى الفسخِ والرَّسخِ لائقٌبهِ أبداً لوصحَّ في كلِّ دورة ِ
وضَرْبي لكَ الأمثالَ، مِنّيَ مِنّة ٌعليكَ بشأني مرة ً بعدَ مرة ِ
تأمّلْ مقاماتِ السَّرُوجِّي، واعتَبِرْبتَلوينِهِ تَحْمَدْ قَبولَ مَشورَتي
وتَدرِ التباسَ النّفسِ بالحسّ، باطناً،بمظهرها في كلِّ شكلِ وصورة ِ
وفي قولِهِ إنْ مانَ فالحَقّ ضارِبٌبهِ مثلاً والنفسُ غيرَ مجدَّة ِ
فكُنْ فَطِناً، وانظُرْ بحِسّكَ، مُنصِفاًلنفسكَ في أفعالكَ الأثرية ِ
وشاهدْ إذا استجليتَ نفسكَ ما ترىبغيرِ ِمراءِ في المرائي الصقيلة ِ
أغَيرُكَ فيها لاحَ، أمْ أنتَ ناظِرٌإليكَ بها عندَ انعكاسِ الأشعة ِ
وأصغِ لرجعِ الصوتِ عندَ انقطاعهِإليكَ بأكنافِ القصور المشيدة ِ
أَهَلْ كانَ منْ ناجاكَ ثمَّ سواكَ أمْسَمِعتَ خِطاباً عن صَداكَ المُصَوّتِ
وقُل ليَ :مَن ألقى إليكَ عُلُومَهُ،وقد رَكدتْ منكَ الحواسُ بغَفوَة ِ
وما كنتَ تَدري، قبل يومكَ، ما جرَىبأمسِكَ، أوما سوْفَ يجري بغُدوَة ِ
فأصبحتَ ذا علمٍ بأخبارِ منْ مضىوأسرارِ منْ يأتي مدلاً بِخبرَة ِ
أَتحسبُ ما جاراكَ في سنة ِ الكرىسِواكَ بأنواعِ العُلُومِ الجليلَة ِ
وما هيَ إلاّ النّفسُ، عندَاشتِغالها،بِعَاَلِمهَا عن مظهرِ البشرية ِ
تجلَّت لها بالغيبِ في شكلِ عالمٍهَدَاها إلى فَهْم المعاني الغريبة ِ
وقد طُبِعَتْ فيها العُلُومُ، وأُعلِنَتْبأسمائِها، قدِماً، بوَحْيِ الأُبوّة ِ
وبالعلمِ مِنْ فوقِ السِّوى ما تنعَّمَتْولكنْ بما أملَتْ عَلَيها تَمَلّتِ
ولو أنّها، قبلَ المنامِ، تَجرّدَتْلشاهدتَها مثلي بعينٍ صحيحة ِ
وتجريدُها العاديُّ، أثبَتَ، أوّلاً،تجرُّدَها الثَّاني الَمعَادِي فأثبتِ
ولا تكُ ِممَّن طيَّشَتْهُ دُرُوسُهُبحَيثُ اسْتَقَلّتْ عَقْلَهُ، واستقرّتِ
فثمَّ وراءَ النقلِ علمٌ يدقُّ عنْمَداركِ غاياتِ العُقُولِ السّليمَة ِ
تلقَّيتهُ منّي وعَني أخْذتهُونفسيَ كانتْ، من عطَائي، مُمِدّتي
ولاتكُ بالّلاهي عنْ اللهوِ جُملة ًفَهَزْلُ المَلاهي جِدُّ نَفْسٍ مُجدّة ِ
وإيّاكَ الإعراضَ عنْ كلِّ صورة ٍمُموَّهة ٍ أو حالة ٍ مستحيلة ِ
فطيفُ خيالِ الظّلِّ يُهدي إليكَ فيكَرَى اللّهوِ، ما عنهُ السَّتائِرُ شُقّتِ
ترى َ صورة َ الأشياءِ تُجلي عليكَ ِمنوراءِ حجابِ الَّلبسِ في كلِّ خِلعة ِ
تجمَّعتِ الأضدادُ فيها لِحكمة ٍفأشكالهَا تبدُو على كلِّ هيئة ِ
صوامتُ ُتبدي النطقَ وهيَ سواكنٌتحرّكُ، تُهدي النّورَ، غيرَ ضَوِيَّة ِ
وتَضْحَكُ إعجاباً، كَأجْذلِ فارِحٍ؛وتبكي انتِحاباً، مثلَ ثَكلى حزينَة ِ
وتندبُ إن أنّت على سلبِ ِنعمة ِوتطرَبُ إنْ غنَّتْ على طيب نغمة ِ
يرى الطّيرَ في الأغصانِ يُطْرِبُ سَجعُها،بِتَغريدِ ألحانٍ، لديكَ، شَجِيَّة ِ
وتعجَبُ من أصواتِها بِلغَاتِهاوقَدْ أعرَبَتْ عن ألْسُنٍ أعجَمِيَّة ِ
وفي البرِّ تسرِي العيسُ، تخْتَرِقُ الفلا،وفي البحرِ تَجري الفُلكُ في وسطِ لُجّة ِ
وتَنْظُرُ لِلجَيْشَينِ في البرِّ، مَرّة ً،وفي البحرِ أُخرى في جُموعٍ كثيرة ِ
لِباسُهُمُ نَسْجُ الحَديدِ لِبأسِهِمْ،وهُم في حمَى حدَّي ظُبى ً وأسنِة ِ
فأجنادُ جيشِ البرِّ ما بينَ فارسٍعلى فَرَسٍ، أو راجِلٍ ربِّ رِجْلَة ِ
وأكنادُ جيشِ البحرِ ما بينَ راكبٍمَطَا مركبٍ أو صاعِدٍ مِثلَ صَعْدة ِ
فمِن ضارِبٍ بالبيضِ، فتكاً، وطاعِنٍبسُمرِ القَنا العَسَّالة ِ السَّمهريِّة ِ
ومنْ مغرقٍ في النَّارِ رشقاً بأسهمٍومنْ محرقٍ بالماءِ زرقاً بشعلة ِ
تَرَى ذا مُغيْراً، باذِلاً نَفْسَهُ، وذايولّي كسيراً تحتَ ذلِّ الهزيمة ِ
وتَشْهَدُ رَميَ المَنجَنيقِ، ونَصْبَهُلهدمِ الصَّياصي والحصونِ المنيعة ِ
وتلحظُ أشباحاً تراءي بأنفسٍمُجَرَّدَة ٍ، في أرضِها، مُستَجِنَّة ِ
تُباينُ أنْسَ الإنسِ صُورَة ُ لَبسِها،لِوحشِتِها، والجِنُّ غيرُ أنيسَة ِ
وتطرحُ في النّهرِ الشِّباكَ فتخرجُ الــسّماكَ يَدُ الصّيّادِ منها، بِسُرْعة ِ
ويحتالُ بالأشراكِ ناصبها علىوُقوعِ خِماصِ الطّيرِ فيها بِحبّة ِ
ويكسرُ سفنَ اليمِّ ضاري دوابهِوتظفرُ آسادُ الشَّرى بالفريسة ِ
ويصطادُ بعضُ الطَّيرِ بعضاًمنَ الفضاويقنصُ بعضُ الوحشِ بعضاً بقفرة ِ
وتَلْمَحُ مِنها ما تَخطَّيتُ ذِكْرَهُ،ولم أعتَمِد إلاّ على خيرِ مُلْحَة ِ
بدا لَكَ، لا في مُدّة ٍ مُستَطيلَة ِ
وكلَّ الَّذي شاهدتهُ فعلُ واحدٍبِمُفْرَدِهِ، لكِن بِحُجْبِ الأكِنّة ِ
إذا ما أزال السِّترَ لمْ ترَ غيرهُولم يبقَ، بالأشْكالِ، أشكالُ رِيبَة ِ
وحقَّقتُ عندَ الكشفِ أنَّ بنورهِ اهْــتَديْتَ، إلى أفْعالَهِ، بالدُّجُنة ِ
كذا كنتُ ما بيني وبيني مسبلاًحجابَ التباسِ النّفسِ في نورِ ظلمة ِ
لأظهَرَ بالتّدريجِ، للحِسّ مؤنِساًلها، في ابتداعِ، دُفعَة ً بَعدَ دُفعَة ِ
قرنتُ بجدِّي لهوَ ذاكَ مقرّباًلفهمكَ غاياتِ المرامي البعيدة ِ
وتجمعنا في المظهرينِ تشابهٌوليستْ لحالي حالهُ بشبيهة ِ
فأشكالهُ كانتْ مظاهرَ فعلهِبسترٍ تلاشَتْ، إذ تجَلّى ، ووَلّتِ
وكانتْ لهُ بالفعلِ نفسي شبيهة ًوحِسّيَ كالإشكالِ، واللَّبْسُ سُترَتي
فلمَّا رفعتُ السِّترَ عنِّي كرفعهِبحيثُ بدتْ لي النَّفسُ منْ غيرِ حجة ِ
وقد طَلَعَتْ شَمسُ الشُّهودِ، فأشرَقَ الـوجودُ وحلَّتْ بي عقودُ أخيَّة ِ
قَتَلتُ غُلامَ النَّفسِ بينَ إقامتي الـجَدارَ لأحكامي، وخَرْقِ سفينتي
وعدتُ بامدادي على كلِّ عالمٍحسبِ الأفعالِ في كلِّ مدَّة ِ
ولوْ لااحتجابي بالصِّفاتِ لأحرقتْمظاهَرُ ذاتي، مِنْ سناءِ سجيّتي
وألسنة ُ الأكوانِ إنْ كنتُ واعياًشُهودٌ بتَوحيدي، بحالٍ فصيحَة ِ
وجاءَ حديثٌ في اتِّحاديَ ثابتٌروايتُهُ في النّقلِ غيرُ ضعيفَة ِ
يشيرُ بحبِّ الحقِّ بعدَ تقرَّبٍإليهٍ بنفلٍ أوْ أداءِ فريضة ِ
وموضِعُ تنبيهِ الإشارَة ِ ظاهِرٌ:بِكُنْتُ لهُ سَمعاً، كنورِالظّهيرَة ِ
تسبَّبتُ في التَّوحيدِ حتَّى وجدتهُوواسِطَة ُ الأسبابِ إحدى أدِلّتي
ووحّدْتُ في الأسبابِ، حتى فَقدتُها،ورابطَة ُ التّوحِيدِ أجدى وسيلة ِ
وجرّدتُ نفسي عنهما، فتجَرّدتُ،ولم تَكُ يوماً قَطّ غيرَ وحيدة ِ
وغصتُ بحارَ الجمعِ بلْ خضتها علىانفرادي فاستخرجتُ كلَّ يتيمة ِ
لأسمعَ أفعالي بسمعِ بصيرة ٍوأشهَدَ أقوالي بعينٍ سَميعة ِ
فإنْ ناحَ في الأيكِ الهزارُوغرَّدتْجواباً لهُ، الأطيارُ في كلّ دَوحَة ِ
وأطربَ بالمزمارِ مصلحهُ علىمناسَبَة ِ الأوتارِ من يَدِ قَيْنَة ِ
وغنَّتْ منَ الأشعارِ مارقَّ فارتقتْلسدرتها الأسرارُ في كلِّ شدوة ِ
تنزّهتُ في آثارِ صنعي منزَّهاًعنِ الشّركِ، بالأغيارِ جَمعيوأُلفتي
في مجلسُ الأذكارِ سمعُ مطالعٍولي حانَة ُ الخمّارِ عَينُ طليعَة ِ
وما عقدَ الزِّنَّارَ حكماً سوى يدىوإنْ حُلّ بالإقرارِ بي، فهْيَ حَلّتِ
وإنْ نارَ بالتَّنزيلِ محرابُ مسجدٍفما بارَ بالإنجيلِ هيكلُ بيعة ِ
ووأسفارُ تَوراة ِ الكَليمِ لِقَومِهِ،يُناجي بها الأحْبارِ في كُلّ ليلَة ِ
وإن خَرَّ للأحجارِ، في البُدّ، عاكِفٌ،فلا وجهُ للإنكارِ بالعصبيَّة ِ
فقدْ عبدَ الدِّينارَ معنى ً منزّهٌعَنْ العارِ بالإشراكِ بالوَثنية ِ
وقدْ بلغَ الإنذارَ عنِّيَ منْ بغىوقامَتْ بيَ الأعذارُفي كلّ فِرقَة ِ
وما زاغتِ الأبصارُ منْ كلِّ ملَّة ٍوما راغتِ الأفكارَ في كلِّ نحلة ِ
وما اختارَ مَن للشمسِ عن غِرّة ٍ صَبا،وإشرافها منْ نورِ إسفارِ غرَّتي
وإنْ عبدَ النَّارَ المجوسُ وما انطفتْكما جاءَ في الأخبارِ في ألفِ حجة ِ
فما قصدوا غيري وإنْ كانَ قصدهمْسِوايَ، وإن لم يُظهروا عَقدَ نِيّة ِ
رأوا ضوءَ نوري مرًّة ً فتوهَّموهُ ناراً، فصَلّوا في الهُدى بالأشعة ِ
ولولا حجابُ الكونِ قلتُ وإنَّماقِيامي بأحكامِ المظاهِرِ مُسْكِتي
فلا عَبثٌ والخَلقُ لم يُخلقوا سُدًى ،وإن لم تكُن أفعالُهُمْ بالسّديدة ِ
على سمة ِ الأسماءِ تجري أمورهمْوحِكمة ُ وصفِ الذاتِ، للحكمِ، أجرَتِ
يُصَرّفُهُمْ في القَبضَتَينِ، ولا ولا،فقَبضَة ُ تَنعيمٍ، وقَبْضَة ُ شِقْوَة ٍ
ألا هكذا فلتعرفِ النَّفسُ أوفلاويُتلَ بها الفُرقانُ كُلَّ صَبيحَة ِ
وعرفانها منْ نفسها وهيَ الَّتيعلى الحسِّ ما أمَّلتْ منِّي أملتِ
ولوْ أنَّني وحَّدتُ ألحدتُ وانسلخْـتُ منْ آي جمعي مشركاً بيَ صنعتي
ولستُ ملوماً أنْ أبثَّ مواهبيوأمنَحَ أتْبَاعي جَزيلَ عَطِيّتي
ولي مِن مُفيض الجَمعِ، عندَسلامِهعليَّ بأوْ أدنى إشارة ُ نسبة ِ
ومنْ نورهِ مشكاة ُ ذاتي أشرقتْعليّ فنارَتْ بي عِشائي، كَضَحَوتي
فأشهدتني كوني هناكَ فكنتهُوشاهدتهُ إيَّايَ والنُّورُ بهجتي
فَبي قُدّسَ الوادي، وفيه خلعتُ خَلْـع نعلي على النّادي وجدتُ بخلعتي
وآنَستُ أنواري، فكُنتُ لها هُدًى ،وناهيكَ من نَفسٍ علَيها مُضيئَة
وأسّستُ أطواري، فناجَيتُني بها،وقضّيْتُ أوْطاري، وذاتي كَليمَتي
وبدريَ لمْ يأملْ وشمسيَ لمْ تغبْوبي تَهتَدي كُلّ الدّراري المُنيرَة ِ
وأنجُمُ أفلاكي جرَتْ عن تَصَرّفيبمِلكي، وأملاكي، لمُلكيَ، خَرّتِ
وفي عالمِ التَّذكارِ للنّفسِ علمها الْــمُقَدَّمُ، تَستَهديه منيَ فِتيَتي
فحيَّ على جمعي القديمِ الَّذي بهِوجَدْتُ كُهُولَ الحَيّ أطفالَ صِبيَة ِ
ومن فضْلِ ما أسأرْتُ شُربُ مُعاصري،ومَن كانَ قَبْلي، فالفَضائلُ فَضْلَتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق