كتبهابلال عبد الهادي ، في 15 نيسان 2011 الساعة: 17:34 م
يقول الجاحظ في كتاب" الحيوان " ما يلي حول اسباب اختيار العرب لأسماء حيوانات
وجمادا ت لأبنائها:
(…) العرب إنَّما كانت تسمِّي بكلب،
وحمار، وحجر، وجُعَل، وحنظلة، وقرد، على التفاؤل بذلك، وكان الرجل إذا وُلد له ذكر
خرج يتعرّض لزجر الطير والفأل، فإِن سمع إنساناً يقول حجراً، أو رأى حجراً، سمَّى
ابنَه به، وتفاءل فيه الشدَّة والصلابة، والبقاء والصبر، وأنَّه يحطم ما لقى. وكذلك
إن سمع إنساناً يقول ذئباً أو رأى ذئباً، تأوَّل فيه الفطنة والخِبَّ والمكرَ
والكسب، وإن كان حماراً تأوَّل فيه طولَ العُمر والوقاحة والقوَّة والجَلَد، وإن
كان كلباً تأوَّل فيه الحِراسة واليَقَظة وبُعْدَ الصوت والكسبَ وغير ذلك
.
ولذلك صوَّر عبيد اللّه بن زياد في
دِهليزه كلباً وكبشاً وأسداً وقال : كلب نابح، وكبش ناطح، وأسد كالح، فتطيَّر إلى
ذلك فطارت عليه .
وقال آخر : لو كان الرجل منهم إنَّما
كان يسمِّي ابنَه بحجر، وجبل، وكلب، وحمار، وثور، وخنزير، وجُعَل، على هذا المعنى
فهلاَّ سمَّى بِبِرْذون، وبغل، وعُقاب، وأشباه ذلك وهذه الأسماء من لغتهم .
قال الأوّل : إنَّما لم يكن ذلك
لأنّه لا يكاد يرى بغلاً وبِرذوناً، ولعلَّه لا يكون رآهما قط، وإن كانت الأسماء
عندهم عتيدة لأمورٍ لعلّهم يحتاجون إليها يوماً ما .
قالوا : فقد كان يسمع بفرس وبعير،
كما كان يسمع بحمار وثور، وقد كان يستقيم أن يشتقَّ منهما اشتقاقات محمودة، بل كيف
صار ذلك كذلك، ونحن نجده يسمِّي بنجم، ولا يسمِّي بكوكب ، إلاَّ أنَّ بعضَهم قد
سمَّى بذلك عبداً له وفيه يقول :
كَوْكَبُ إنْ
مُتُّ فَهْيَ مِيتَتي لا مُتّ إلاَّ هَرِماً يا كَوْكَبُ
ووجدناهم يسمون بجبل، وسَنَد،
وطَود، ولا يسمُّونَ بأُحُد، ولا بثَبيرن وأجأ، وسلمى، ورَضوى، وصِنْدِد، وحميم،
وهو تلقاء عيونهم متى أطلَعوا رؤوسهم من خيامهم، ويسمونَ ببُرْج، ولا يسمون بفَلَك،
ويسمون بقَمر وشمس عَلَى جهة اللقب، أو على جهة المديح ، ولم يسمُّوا بأرض وسماء
وهواءٍ وماء إلاَّ على ما وصفنا. وهذه الأصول في الزجر أبلغ كما أنَّ جبلاً
أبلغُ
من حجر، وطوداً أجمع من صخر، وتركوا أسماءَ جبالهم المعروفة .
من حجر، وطوداً أجمع من صخر، وتركوا أسماءَ جبالهم المعروفة .
وقد سمّوا بأسد وليث وأُسامةَ
وضِرغامة وتركوا أن يسمُّوا بسبع وسبعة. وسبع هو الاسم الجامع لكلِّ ذي ناب ومخلب .
قال الأوّل : قد تسمَّوا أيضاً
بأسماء الجبال، فتسمَّوْا بأبَان، وسَلْمَى .
قال آخرون : إنَّما هذه أسماء ناسٍ
سمَّوا بها هذه الجبال، وقد كانت لها أسماءٌ ترِكت لثقلها، أو لعلَّة من العلل،
وإلاَّ فكيف سمَّوا بسلمى، وتركوا أجأ، ورَضوى؟
وقال بعضهم : قد كانوا ربَّما فعلوا
ذلك على أن يتَّفق لواحدٍ وَلودٍ ولمعظَّمٍ جليل، أن يسمع أو يرى حماراً، فيسمِّي
ابنه بذلك، وكذلك الكلب والذئب، ولن يتفق في ذلك الوقت أن يسمع بذِكر فرس ولا
حِجْر، أو هواء أو ماء، فإذا صار حمار، أو ثور، أو كلب، اسمَ رجل معظَّم تتابعت
عليه العرب تَطِيرُ إليه، ثم يكثر ذلك في ولده خَاصَّةً بعده، وعلى ذلك سمَّت
الرعية بنيها وبناتِها
بأسماء رجال الملوك ونسائهم، وعلى ذلك صار كلُّ عليٍّ يكنى بأبي الحسن، وكل عُمَر يكنى بأبي حفص، وأشباه ذلك. فالأسماء ضروب منها: شيء أصليٌّ كالسَّمَاء والأرض والهواء والماء والنار، وأسماءٌ أخَرُ مشتقَّاتٌ منها على جهة الفأل، وعلى شكل اسم الأب، كالرجل
يكون اسمه عمر فيسمى ابنَه عميراً، ويسمِّي عميرٌ ابنَه عِمران، ويسمِّي عمرانَ ابنَه مَعْمَراً، وربَّما كانت الأسماء بأسماء اللّه عزَّ وجلّ مثل ما سمى اللّه عز وجل أبا إبراهيم آزر، وسمَّى إبليس بفاسق، وربّما كانت الأسماء مأخوذةً من أمورٍ تحدثُ في الأسماء مثل يوم العَرُوبة سمِّيت في الإسلام يوم الجمعة، واشتقَّ له ذلك من صلاة يوم الجمعة .
بأسماء رجال الملوك ونسائهم، وعلى ذلك صار كلُّ عليٍّ يكنى بأبي الحسن، وكل عُمَر يكنى بأبي حفص، وأشباه ذلك. فالأسماء ضروب منها: شيء أصليٌّ كالسَّمَاء والأرض والهواء والماء والنار، وأسماءٌ أخَرُ مشتقَّاتٌ منها على جهة الفأل، وعلى شكل اسم الأب، كالرجل
يكون اسمه عمر فيسمى ابنَه عميراً، ويسمِّي عميرٌ ابنَه عِمران، ويسمِّي عمرانَ ابنَه مَعْمَراً، وربَّما كانت الأسماء بأسماء اللّه عزَّ وجلّ مثل ما سمى اللّه عز وجل أبا إبراهيم آزر، وسمَّى إبليس بفاسق، وربّما كانت الأسماء مأخوذةً من أمورٍ تحدثُ في الأسماء مثل يوم العَرُوبة سمِّيت في الإسلام يوم الجمعة، واشتقَّ له ذلك من صلاة يوم الجمعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق