كتبهابلال عبد الهادي ، في 1 أيار 2011 الساعة: 14:56 م
وقيل لأعرابي: أتحسن القرآن? قال: نعم، قيل:
فاقرأ شيئاً، فقرأ: (تبت يدا أبي لهب وتب) فلما بلغ: (وامرأته حمالة الحطب) سكت،
فقيل: لم تتم، قال: لا يليق بمثلي ذكر نساء الأشراف.
وقيل لأعرابي: أتحسن سورة القرآن? قال: والله لا أحسن قراءة بنته، فكيف أمه.
وقال الأصمعي: قلت لأعرابي: أتحفظ من القرآن شيئاً? قال: نعم، خمس سور، قلت: اقرأها علي، فقرأ ثلاثاً ثم سكت، فقلت: اقرأ السورتين الباقيتين، قال: إني علمتهما ابن عم لي، فوهبتهما له، والله، لا أعود فيما وهبت له.
وقال الأصمعي: صلى أعرابي بالبادية، فقرأ: "الحمد لله" بفصاحة وبيان، ثم قال:
ثم ركع، فلما فرغ قلت: يا أعرابي، ليس هذا في
القرآن، قال: بلى، والله، قد سمعت كلاماً هذا معناه.
وصلى أعرابي خلف إمام صلاة الغداة، فقرأ في صلاته سورة البقرة، وكان الأعرابي مستعجلاً، فلما فرغ حتى انقطع الأعرابي عن شغله، فلما كان في الغد، بكر الأعرابي ليصلي وينصرف في حاجته، فقرأ الإمام سورة الفيل، فقطع الأعرابي صلاته، وولى هارباً، وهو يقول: ما أنت إلا رسول إبليس، قرأت البقرة، فلم تفرغ منها إلى نصف النهار، وتريد أن تقرأ الفيل، فما أظن تفرغ منه إلا مع الليل.
وقيل لأعرابي: من أين معاشكم? قال: لو نعيش إلا مما نعلم، لم نعش.
وسأل رجل من بني تميم عن رجل، فقيل له: دعاه ربه فأجاب، قل: ولم أجاب: أو ما علم أن الموت أحد المهالك? ودخل أعرابي إلى الحاضرة يوم جمعة، فمر بالجامع والناس قعود، والإمام يخطب، فقال لبعضهم: ما يقول هذا? وكان المستول ماجناً، فقال: هو يدعو إلى الطعام، ويقول: ما يرضي الأعراب أن يأكلوا حتى يحملوا معهم، فتخطى الأعرابي رقاب الناس، حتى دنا من الإمام، فقال: يا هذا، إنما يفعل هذا سفهاؤنا.
وقيل لأعرابي: هل لك في النكاح يا أعرابي? قال: لو قدرت أن أطلق نفسي لطلقتها.
ونزل عطار يهودي ببعض أحياء العرب، فمات، فأتوا إلى شيخ لهم، لا يقطع أهل الحي في أمر دونه، فأعلموه خبر اليهودي، فجاءه وغسله وكفنه وتقدم وأقام الصلاة خلفه وقال: اللهم إن هذا اليهودي جار لنا، وله ذمام، فأمهلنا نقضي ذمامه في لحده، وشأنه لقه.
واشترى أعرابي غلاماً، ثم قال للبائع: أفيه عيب? قال: لا، إلا أنه يبول في الفراش، قال: ما هذا عيب، إن وجد الفراش فليسلح.
وقدم أعرابي على آخر، فقدم إليه قرصاً يابساً، وملحاً جريشاً، فأكله الضيف، فقال له: أشبعت? قال: لا، قال: لأنك لم تذكر اسم الله عليه، قال: وكيف أذكر اسم الله الطيب، على قرصك اليابس الخبيث? ومر أعرابي وبيده رغيف بغلام بيده سيف، فقال له: يا غلام، بعني ذلك السيف بهذا الرغيف، قال: ويلك، مجنون أنت? كيف أبيعك سيفاً برغيف? قال الأعرابي: لعن الله شرهما في البطن.
ولقي أعرابي أعرابياً، فقال له: من أين أقبلت? قال: من خلقي، قال: وأين تريد? قال: أمامي، قال: كيف العشب? قال: رطب ويابس، قال: كيف الماشية? قال: ضأن ومعز، وقال: ممن أنت? قال: من أم وأب.
وولي أعرابي موضعاً، فلم يحدث في ذلك الموضع حادثة يرتفق بها، فلما طال عليه ذلك، جمع اليهود، وقال لهم: ما الذي فعلتم بالمسيح? قالوا: قتلناه وصلبناه، قال: والله، لا تبرحوا حتى تؤدوا ديته، فلما برحوا حتى أدوا ما طلب منهم.
وكان أعرابي والياً على اليمامة، فإذا اختصم إليه خصمان في شيء، يشكل الحكم فيه، يحبسهما حتى يصطلحا، ويقول جزاء ذي اللبس الحبس.
واستعمل أعرابي على بعض كور خراسان، فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر، وقال: الحمد لله، فارتج عليه، فقال: أيها الناس، إياكم والدنيا؛ فإنكم لن تجدوها إلا كما قال الله تعالى:
فقال له كاتبه: أصلح الله الأمير، هذا شعر، وليس
من كلام الله، قال: فالدنيا باقية على أحد? قال: لا، قال: أفيبقى عليها أحد? قال:
لا، قال: فيكفيك إذن.
وشهد أعرابي على رجل بشيء لم يره منه، فقال: ويحك، تشهد بشيء لم تره مني? قال: نعم، كما أشهد أنك ابن أبيك، ولم أر أباك حين عملك في أمك.
وسئل أعرابي عن مسألة في الفرائض، ففكر ساعة، ثم قال: انظروا هل مات مع هذا الميت أحد من قرابته? فقالوا: ولم? فقال: لأن هذه الفريضة لا تصح إلا بموت آخر.
وقال أبو العيناء لأعرابي: إن الله محاسبك، فقال الأعرابي: سررتني؛ إن الكريم إذا حاسب تفضل.
وقال الأصمعي: حضر أعرابي عند الحجاج، فقدم إليه فالوذج، فلما أكل الأعرابي منه لقمة، قال الحجاج: من أكل هذا ضربت عنقه، فامتنع الناس، فجعل الأعرابي ينظر إلى الحجاج مرة وإلى الطعام مرة، ثم قال: أوصيك بالصبية خيراً، وأتى على الأكل، فضحك الحجاج حتى استلقى على ظهره، وأمر له بجائزة.
وقال الأصمعي: دخل علي أعرابي من فزارة بعد المغرب، وأنا أتعشى، فقلت: العشاء، قال: إني صائم، فقلت: قد دخل الليل، قال: قد علمت، ولكني وجدت صوم الليل أهون من صوم النهار، وهما جميعاً واحد، ولن يكلف الله نفساً إلا وسعها.
وقال الأصمعي: سألت أعرابياً عن شهر رمضان، كيف صاموه? قال: تجرد منا ثلاثون رجلاً، فصام كل واحد يومه.
وذكر قوم قيام الليل وما فيه من الأجر، وعندهم أعرابي، فقالوا له: يا أعرابي، أتقوم الليل? قال: إي والله، أقوم أبول وأرجع.
وشهد أعرابي عند معاوية، فقال له معاوية: كذبت، فقال الأعرابي: الكاذب، والله، المتزمل في ثيابك، فضحك معاوية، وقال: هذا جزائي.
وقيل لأعرابي: أتقرأ شيئاً من القرآن? قال: نعم، أم القرآن، ومدحة الرب، وهجاء أبي لهب.
وضل لأعرابي جمل، فجعل ينشده، ويقول: من وجده فهو له، فقيل له: لم تطلبه وقد وهبته لواجده? فقال: وأين لذة الوجدان? وضل لأعرابي جمل، فحلف بالله أنه إن وجده باعه بدرهم، فوجده، فلزمه بيعه، فشد في عنق الجمل سنوراً، وقال: السنور بمائة درهم، والجمل بدرهم، ولا أبيعهما إلا معاً.
وجمع أعرابي أولاده، وقال: يا بني، أوصيكم بالناس شراً، كلموهم شزراً، وأطعموهم نزراً، ولا تقبلوا لهم عذراً، ولا تقيلوا لهم عثرة، ولا ترحموا لهم عبرة، وقصروا الأعنة، واشحذوا الأسنة، وإياكم والوهن؛ فيطمع الناس فيكم.
وقرأ أعرابي في الصلاة: إنا بعثنا نوحاً إلى قومه، فقال له رجل من خلفه: (إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه) فقال: والله ما يفرق بينهما إلا جاهل.
وسقط أعرابي عن بعير، فانكسرت أضلاعه، فأتى المجبر، فقال له: خذ زبيباً، وانزع عجمه وأقماعه، ودقه واعجنه بعسل، وضمد به الموضع، فقال الأعرابي: من داخل أضمد، أو من خارج? قال: اجعله حيث تعلم أنه ينفعك.
وقيل لأعرابي، وقد رئي مغتماً، ما شأنك? قال: سوء الحال، وكثرة العيال، قيل: لا تغتم؛ فإنهم عيال الله، قال: قد صدقتم، ولكن كنت أحب أن يكون الوكيل عليهم غيري.
وشوي لأبي جعفر الهاشمي دجاج، ففقد فخذاً من دجاجة، فأمر، فنودي في داره: من هذا الذي تعاطي فعقر، والله، لا، أخبز في هذا التنور شهراً أو يرد، فقال ابنه الأكبر: (أتهلكنا بما فعل السفهاء منا).
ورأى أعرابي رجلاً سميناً، فقال له: إني أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك.
وحضر أعرابي على مائدة المغيرة، فجعل يأكل ويتعرق، فقال المغيرة: يا غلام، ناوله سكيناً، فقال الأعرابي: كل امرئ سكينه في رأسه.
وغز أعرابي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوتك هذه? قال: حط عنا نصف الصلاة، وأرجو في غزوة أخرى أن يضع عنا النصف الآخر.
وقيل لأعرابي: ألا تغزو الأعداء? قال: كيف يكونون لي أعداء، وأنا لا أعرفهم ولا يعرفونني.
وقيل لآخر: ألا تجاهد في سبيل الله? فقال: والله، إني لأبغض الموت على فراش، فكيف آتيه ركضاً?
وقيل لأعرابي: أتحسن سورة القرآن? قال: والله لا أحسن قراءة بنته، فكيف أمه.
وقال الأصمعي: قلت لأعرابي: أتحفظ من القرآن شيئاً? قال: نعم، خمس سور، قلت: اقرأها علي، فقرأ ثلاثاً ثم سكت، فقلت: اقرأ السورتين الباقيتين، قال: إني علمتهما ابن عم لي، فوهبتهما له، والله، لا أعود فيما وهبت له.
وقال الأصمعي: صلى أعرابي بالبادية، فقرأ: "الحمد لله" بفصاحة وبيان، ثم قال:
ويوسف إذ أدلاه أولاد غـيلة | فأصبح في قعر الركية ثاويا |
وصلى أعرابي خلف إمام صلاة الغداة، فقرأ في صلاته سورة البقرة، وكان الأعرابي مستعجلاً، فلما فرغ حتى انقطع الأعرابي عن شغله، فلما كان في الغد، بكر الأعرابي ليصلي وينصرف في حاجته، فقرأ الإمام سورة الفيل، فقطع الأعرابي صلاته، وولى هارباً، وهو يقول: ما أنت إلا رسول إبليس، قرأت البقرة، فلم تفرغ منها إلى نصف النهار، وتريد أن تقرأ الفيل، فما أظن تفرغ منه إلا مع الليل.
وقيل لأعرابي: من أين معاشكم? قال: لو نعيش إلا مما نعلم، لم نعش.
وسأل رجل من بني تميم عن رجل، فقيل له: دعاه ربه فأجاب، قل: ولم أجاب: أو ما علم أن الموت أحد المهالك? ودخل أعرابي إلى الحاضرة يوم جمعة، فمر بالجامع والناس قعود، والإمام يخطب، فقال لبعضهم: ما يقول هذا? وكان المستول ماجناً، فقال: هو يدعو إلى الطعام، ويقول: ما يرضي الأعراب أن يأكلوا حتى يحملوا معهم، فتخطى الأعرابي رقاب الناس، حتى دنا من الإمام، فقال: يا هذا، إنما يفعل هذا سفهاؤنا.
وقيل لأعرابي: هل لك في النكاح يا أعرابي? قال: لو قدرت أن أطلق نفسي لطلقتها.
ونزل عطار يهودي ببعض أحياء العرب، فمات، فأتوا إلى شيخ لهم، لا يقطع أهل الحي في أمر دونه، فأعلموه خبر اليهودي، فجاءه وغسله وكفنه وتقدم وأقام الصلاة خلفه وقال: اللهم إن هذا اليهودي جار لنا، وله ذمام، فأمهلنا نقضي ذمامه في لحده، وشأنه لقه.
واشترى أعرابي غلاماً، ثم قال للبائع: أفيه عيب? قال: لا، إلا أنه يبول في الفراش، قال: ما هذا عيب، إن وجد الفراش فليسلح.
وقدم أعرابي على آخر، فقدم إليه قرصاً يابساً، وملحاً جريشاً، فأكله الضيف، فقال له: أشبعت? قال: لا، قال: لأنك لم تذكر اسم الله عليه، قال: وكيف أذكر اسم الله الطيب، على قرصك اليابس الخبيث? ومر أعرابي وبيده رغيف بغلام بيده سيف، فقال له: يا غلام، بعني ذلك السيف بهذا الرغيف، قال: ويلك، مجنون أنت? كيف أبيعك سيفاً برغيف? قال الأعرابي: لعن الله شرهما في البطن.
ولقي أعرابي أعرابياً، فقال له: من أين أقبلت? قال: من خلقي، قال: وأين تريد? قال: أمامي، قال: كيف العشب? قال: رطب ويابس، قال: كيف الماشية? قال: ضأن ومعز، وقال: ممن أنت? قال: من أم وأب.
وولي أعرابي موضعاً، فلم يحدث في ذلك الموضع حادثة يرتفق بها، فلما طال عليه ذلك، جمع اليهود، وقال لهم: ما الذي فعلتم بالمسيح? قالوا: قتلناه وصلبناه، قال: والله، لا تبرحوا حتى تؤدوا ديته، فلما برحوا حتى أدوا ما طلب منهم.
وكان أعرابي والياً على اليمامة، فإذا اختصم إليه خصمان في شيء، يشكل الحكم فيه، يحبسهما حتى يصطلحا، ويقول جزاء ذي اللبس الحبس.
واستعمل أعرابي على بعض كور خراسان، فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر، وقال: الحمد لله، فارتج عليه، فقال: أيها الناس، إياكم والدنيا؛ فإنكم لن تجدوها إلا كما قال الله تعالى:
وما الدنيا بباقـية لـحـي | ولا حي على الدنيا بباقي |
وشهد أعرابي على رجل بشيء لم يره منه، فقال: ويحك، تشهد بشيء لم تره مني? قال: نعم، كما أشهد أنك ابن أبيك، ولم أر أباك حين عملك في أمك.
وسئل أعرابي عن مسألة في الفرائض، ففكر ساعة، ثم قال: انظروا هل مات مع هذا الميت أحد من قرابته? فقالوا: ولم? فقال: لأن هذه الفريضة لا تصح إلا بموت آخر.
وقال أبو العيناء لأعرابي: إن الله محاسبك، فقال الأعرابي: سررتني؛ إن الكريم إذا حاسب تفضل.
وقال الأصمعي: حضر أعرابي عند الحجاج، فقدم إليه فالوذج، فلما أكل الأعرابي منه لقمة، قال الحجاج: من أكل هذا ضربت عنقه، فامتنع الناس، فجعل الأعرابي ينظر إلى الحجاج مرة وإلى الطعام مرة، ثم قال: أوصيك بالصبية خيراً، وأتى على الأكل، فضحك الحجاج حتى استلقى على ظهره، وأمر له بجائزة.
وقال الأصمعي: دخل علي أعرابي من فزارة بعد المغرب، وأنا أتعشى، فقلت: العشاء، قال: إني صائم، فقلت: قد دخل الليل، قال: قد علمت، ولكني وجدت صوم الليل أهون من صوم النهار، وهما جميعاً واحد، ولن يكلف الله نفساً إلا وسعها.
وقال الأصمعي: سألت أعرابياً عن شهر رمضان، كيف صاموه? قال: تجرد منا ثلاثون رجلاً، فصام كل واحد يومه.
وذكر قوم قيام الليل وما فيه من الأجر، وعندهم أعرابي، فقالوا له: يا أعرابي، أتقوم الليل? قال: إي والله، أقوم أبول وأرجع.
وشهد أعرابي عند معاوية، فقال له معاوية: كذبت، فقال الأعرابي: الكاذب، والله، المتزمل في ثيابك، فضحك معاوية، وقال: هذا جزائي.
وقيل لأعرابي: أتقرأ شيئاً من القرآن? قال: نعم، أم القرآن، ومدحة الرب، وهجاء أبي لهب.
وضل لأعرابي جمل، فجعل ينشده، ويقول: من وجده فهو له، فقيل له: لم تطلبه وقد وهبته لواجده? فقال: وأين لذة الوجدان? وضل لأعرابي جمل، فحلف بالله أنه إن وجده باعه بدرهم، فوجده، فلزمه بيعه، فشد في عنق الجمل سنوراً، وقال: السنور بمائة درهم، والجمل بدرهم، ولا أبيعهما إلا معاً.
وجمع أعرابي أولاده، وقال: يا بني، أوصيكم بالناس شراً، كلموهم شزراً، وأطعموهم نزراً، ولا تقبلوا لهم عذراً، ولا تقيلوا لهم عثرة، ولا ترحموا لهم عبرة، وقصروا الأعنة، واشحذوا الأسنة، وإياكم والوهن؛ فيطمع الناس فيكم.
وقرأ أعرابي في الصلاة: إنا بعثنا نوحاً إلى قومه، فقال له رجل من خلفه: (إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه) فقال: والله ما يفرق بينهما إلا جاهل.
وسقط أعرابي عن بعير، فانكسرت أضلاعه، فأتى المجبر، فقال له: خذ زبيباً، وانزع عجمه وأقماعه، ودقه واعجنه بعسل، وضمد به الموضع، فقال الأعرابي: من داخل أضمد، أو من خارج? قال: اجعله حيث تعلم أنه ينفعك.
وقيل لأعرابي، وقد رئي مغتماً، ما شأنك? قال: سوء الحال، وكثرة العيال، قيل: لا تغتم؛ فإنهم عيال الله، قال: قد صدقتم، ولكن كنت أحب أن يكون الوكيل عليهم غيري.
وشوي لأبي جعفر الهاشمي دجاج، ففقد فخذاً من دجاجة، فأمر، فنودي في داره: من هذا الذي تعاطي فعقر، والله، لا، أخبز في هذا التنور شهراً أو يرد، فقال ابنه الأكبر: (أتهلكنا بما فعل السفهاء منا).
ورأى أعرابي رجلاً سميناً، فقال له: إني أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك.
وحضر أعرابي على مائدة المغيرة، فجعل يأكل ويتعرق، فقال المغيرة: يا غلام، ناوله سكيناً، فقال الأعرابي: كل امرئ سكينه في رأسه.
وغز أعرابي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوتك هذه? قال: حط عنا نصف الصلاة، وأرجو في غزوة أخرى أن يضع عنا النصف الآخر.
وقيل لأعرابي: ألا تغزو الأعداء? قال: كيف يكونون لي أعداء، وأنا لا أعرفهم ولا يعرفونني.
وقيل لآخر: ألا تجاهد في سبيل الله? فقال: والله، إني لأبغض الموت على فراش، فكيف آتيه ركضاً?
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق