أركيلة/نرجيلة

 

كتبهابلال عبد الهادي ، في 30 كانون الأول 2010 الساعة: 15:18 م

هذا الكاريكاتور ظهر في جريدة الشرق الأوسط لهذا اليوم. وهو كاريكاتور يعبّر عن واقع عربي معيّن. لا يعيش العالم العربي على فوّهة بركان، وعلى كفّ عفريت، يعيش على جمر النراجيل. نشطت النراجيل بعد خبّوها. استعادت مجدها القديم، بفضل المعسّل. صارت مثل التراث. صارت التراث . وصارت جمرات التراث المتوقدة، المتوهجة.
يمزمز نبريشها / نربيجها الصغير والكبير.
في المقاهي، والحفلات، والاعراس والافراح.
حين سفرت عن وجهها تقلّص معها السفور.
انا مدخن شره، التهم نيكوتين السيجارة التهاما.
ولكني لا احب السيجارة، ولا بدّ من أن انتصر على اغواءاتها النيكوتينيّة. ولكني اكره النرجيلة اكثر.
والسبب هو الحرية.
السيجارة عملية، مرنة، تضعها في جيبك وتمشي.
النرجيلة تفرض عليك ان تقعد، وانا لا احب القعود، ( الحركة بركة، النرجيلة تأسر البركة) لا احبّ ان يقيّد حركتي نبريش، اشعر انه كالاغلال والاصفاد التي تشلّ حركتي.
السيجارة حركة، النرجيلة سكون.
ولا احبّ السكنى الا في الحركة.
ولكن نرجيلة الكاريكاتور كما نرى هي نرجيلة طائفيّة. وانا ابغض الطائفيّة ولا احبّ ان آخذ نفسا طائفيّا كي لا اختنق.
لا طائفة في العالم تستحق ان تكون مبعث فخر.
كن انساناً وكفى!
ولا تخجل من انتمائك الى انسانيتك.
الانسانية تحسن التعامل مع كلّ الطوائف اما الطائفية فلا تحسن التعامل حتى مع طائفتها!