الاثنين، 18 فبراير 2013

من كلام العلماء في الوقت



* كان الخليل الفراهيدي يقول : أثقل الساعات علي ساعة آكل فيها .

* الإمام أبو يوسف كان شديد الملازمة لأبي حنيفة فقد لازم مجلسه 17 سنة أو 29 سنة ما فاتته صلاة الغداة معه ولا فارقه في فطر ولا أضحى إلا من مرض ، قال عن نفسه : مات ابن لي فلم أحضر جهازه ولا دفنه وتركته على جيراني وأقربائي مخافة أن يفوتني من أبي حنيفة شيء لا تذهب حسرته عني .

* قال عبيد بن يعيش : أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل كانت أختي تلقمني وأنا أكتب الحديث .

* قال ابن عقيل : إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة أو مناظرة وبصري عن مطالعة أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة .
وقال : وأنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي حتى أختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبر لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ توفرا على مطالعة أو تسطير فائدة لم أدركها فيه وإن أجل تحصيل عند العقلاء بإجماع العلماء هو الوقت ، فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص فالتكاليف كثيرة والأوقات خاطفة .

* الإمام ابن السبكي كان له ولد وقد توفاه الله في حياته فصلى عليه داخل المدرسة وشيعه إلى بابها ثم دمعت عيناه وقال استودعتك يا ولدي الله تعالى ثم فارقه ولم يخرج من المدرسة .

* ابن النفيس سجل بعض مباحث الطب أثناء استحمامه

* ابن تيمية توفي عن عمر 57 سنة وله نحو خمس مائة مجلد تأليفاً !!
كان لا يمكن أن يفوت ساعة دون تعليم أو تأليف أو عبادة حتى بلغت مؤلفاته المئات بل لم يمكن حصرها للمتتبعين ، حتى ولا الشيخ نفسه .

* قال ابن رجب عن شيخ الإسلام : وأما تصانيفه فقد امتلأت بها الأمصار وجاوزت حد الكثرة فلا يمكن لأحد حصرها .

* الأصبهاني كان يمتنع كثيرا من الأكل لئلا يحتاج إلى الشرب فيحتاج إلى دخول الخلاء فيضيع عليه الزمان .

* الإمام القزويني له تفسير : ( حدائق ذات بهجة ) ، أقل ما يقال فيه إنه في ثلاث مئة مجلد وكان مؤلفه وقفه وجعل مقره مسجد الإمام أبي حنيفة ببغداد ثم صار في عداد الكتب التي ضاعت في أثناء استيلاء المغول على دار الخلافة ببغداد .

* ابن حزم ترك من المؤلفات أربع مائة مجلد تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة .
* الطحاوي في مسألة واحدة وهي : هل كان حجه عليه الصلاة والسلام بقران أو إفراد أو تمتع ؟ كتب ألف ورقة .

* قال ابن الجوزي : الكسل عن الفضائل بئس الرفيق، وحب الراحة يورث من الندم ما يربو على كل لذة، فانتبه واتعب لنفسك، واندم على ما مضى من تفريطك واجتهد في لحاق الكاملين ما دام في الوقت سعة واسق غصنك ما دامت فيه رطوبة واذكر ساعتك التي ضاعت فكفى بها عظة ذهبت لذة الكسل فيها وفاتت مراتب الفضائل.

* قال أبو غدة : والعمر الحقيقي الفعال هو في سن الشباب ذلك أن الشباب هو ميدان العمل والتحصيل كما هو ميدان الإنتاج والعطاء فالقوة وافية والهمة عالية والأمراض والعلل والعوائق ـ لقلة العلائق ـ نائية ، وقد كانت التابعية الجليلة حفصة بنت سيرين تقول : ( يا معشر الشباب خذوا من أنفسكم وأنتم شاب فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب ) . . وإن العمر الطويل ينقضي يوما بعد يوم وكثيرا ما تنسى أنه يمضي مسرعا ولا يعود فتغفل عن اكتسابه والانتفاع به وتظنه مديدا طويلا ، مقيما بطئيا ، وحقيقته غير ذلك ، قال الإمام أحمد : ( ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي فسقط ) فالشباب وإن امتد يسير والعمر وإن طال قصير .

كلما كبرت سنك كبرت مسؤولياتك وازدادت علاقاتك وضاقت أوقاتك ونقصت طاقاتك فالوقت في الكبر أضيق والجسم فيه أضعف والصحة فيه أقل والنشاط فيه أدنى والواجبات والشواغل فيه أكثر وأشد ! فبادر ساعات العمر وهي سانحة ولا تتعلق بالغائب المجهول فكل ظرف مملوء بشواغله وأعماله ومفاجآته .

فالعمل والجد والقوة والمجد ونيل الغايات وصفاء اللذات إنما هو في سن الشباب لا في سن الشيخوخة فإنها مسرح الأمراض والأعراض والمكدرات والمنغصات وقد صدق القائل :
إن الشباب الذي مجد عواقبه ** فيه نلذ ولا لذات للشيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق