كتبهابلال عبد الهادي ، في 10 كانون الثاني 2011 الساعة: 15:47 م
لكلّ انسان قناعات في الحياة، ليس هناك قناعات
تتطابق مائة بالمائة بين شخصين. القناعات تشبه بصمة الإبهام لا تتشابه حتّى بين
التوائم. انا اعتبر كلّ زواج من اثنتين جريمة، وكلّ طلاق جريمة وليس جنحة. أكره من
يركض وراء شهوته أو نزوته، انثى كان أو ذكراً، امرأة مثلاً مستعدّة لتدمير حياة
أولادها كرمى عيني شهوتها هي امرأة لا تستحقّ لقب " أمّ" ، وأبّ مستعدّ لتربية
العداوة بينه وبين أبنائه، وبين أبنائه هو اب لا يستحقّ ان يحمل لقب "أب"، ربّما
سبب موقفي هو ان لا وجود للتعدد او الطلاق في اسرتي. فليس بين اعمامي او اخوالي او
عمّاتي او خالاتي من عاش تجربة التمزّق والتفسّخ هذه. الطلاق، في نظري، عار. وتعدد
الزوجات ، في نظري، عار. ووجود ابناء عليه ان يلغي فكرة الطلاق والتعدّد في آن.
فالانسان ليس حرّا الا بالقدر الذي لا يسيء فيه الى ابنائه. والأب الذي لا يكون
مفخرة لابنائه ليس أباً بل ليس انسانا بكل معنى الكلمة. والأم التي لا تكون مفخرة
لأبنائها ليست أماً هي ام مشكوك في امومتها بل ليست انسانة بكلّ معنى
الكلمة.
وكلّ رجل يبني سعادته الشهوانية على انقاض ابنائه وبناته هو رجل قذر.
وكل امرأة تبني سعادتها الشهوانية علىى انقاض ابنائها وبناتها هي امرأة قذرة.
موقفي من الطلاق يحدّده الابناء، لا ابناء يعني لا مشكل من الطلاق. ليس له مضاعفات قاتلة.
جزء من الصفحات السوداء، في تاريخنا العربيّ، مصدره تعدّد الزوجات. اي ليس دهاء المرأة وانّما غباء الرجل. فمن يقرأ سورة النبيّ يوسف يعرف ان سبب رميه في غياهب الجبّ هو ان امّه ليست امّ إخوته. امهم أمّان ! انفصام في الأمومة. واكتفي، هنا، بالإشارة إلى أنّ الخلاف المدمّر الذي شهدته بغداد أيّام الأمين والمأمون كان سببه أنّ أمّ الامين ليست أمّ المأمون. ليس الأب هو النسب في نظري، وتغييب اسم الأمّ عن الاسم لا اتبّناه بل اعتبره احتيالاً وكذباً على البيولوجيا وضرباً من الذكورة الفاقعة التي يفترض إعادة النظر بفساد جذورها. من هنا اعتبر كل شجرة عائلة هي شجرة لا تثمر الا الكذب البيولوجيّ .
لن اطيل في تفاصيل المقدّمة وصولا الى هذه الحكاية التي سمعتها فأثارت غيظي وقرفي.ولكن اقول ان عند الانسان قناعات ورغبات ، قد تتضارب رغباته مع قناعاته، هنا عليه ان يقف في صفّ قناعاته لا رغباته. سمعت ان فتاة في الرابعة والعشرين من العمر، وهي حائزة على شهادة في الهندسة، اي انّها مهندسة شابّة مستقبلها المهنيّ واعد - قد يكون كمستقبل زها حديد مثلا. فالطموح واجب شرعيّ! - وقعت عينها على مديرها في الشركة، والمدير لا فضل له الا انّه هو ابن صاحب العمل ومحرّك المال. اي انها من الناحية العلمية، من حيث المبدأن افضل منه. اتعمد ان اقول من حيث المبدأ، لان المستوى العلمي لا يجعل الانسان انسانا، وخصوصا اننا نجد كثيرا من المتعلمين ادنياء النفس، ومن سقط متاع المجتمع على المستوى الاخلاقيّ. العلم لا يعني الفهم، والفهم لا يعني العلم. الفهم، عمليا، هو في المحلّ الأول ، والعلم في المحلّ الثاني. لا مانع من ان تضرب عين على شخص، للرجل قلب وللمرأة قلب. ولكن القلب ليس حيوانا متوحشا في البرية. يفترض بالقلب ان يكون من فصيلة الحيوانات الداجنة لا الوحشية. القلب الوحشيّ قلب متوحش لا يقيم حسابا لشيء. يبرر لنفسه ارتكاب الحماقات والموبقات. ويمنح تبريراته اقداما وارجلا، فتظن ان اقدام التبريرات هي اقدام لا عكازات. قلت لولا ان العين وقعت على رجل طبيعي، عمرا وتاريخاً، لقلنا ان وقوع العين صائب ولا مجال للشك فيه او لمناقشة مسألة العاطفة، ولكن الانسان يظن احيانا انه يحب وانه يموت في دباديب الشخص الآخر، ولكن بعد مرور الوقت يكتشف انه كان مخدوعا، ولكن انا اعترف ان المخدوع لا يخدع الا لانه لم يأخذ بالحسبان مسألة الخديعة، المؤمن اليقظ مؤمن فطن، والفطنة من السنّة. ولكن الفطنة ليست موهبة انها جهد.
الرجل المستعمل يكبر الفتاة بـ 15 سنة، وهذا الفارق يزيد مع الوقت، اي انه بعد عشر سنوات سيكون الفارق حوالي عشرين سنة، وغبي من لا يظن ان الفارق يزداد مع العمر وتحديدا بين زوجين، يعني انه حين كان في الخامسة عشرة من العمر كانت هي لا تزال في رحم الغيب. هذا عيب اوّل، والشهوة الآنية قد لا ترى هذا الفارق الذي ينتقم من الشهوة مع تقادم العمر من حيث انّه لا يستطيع تلبية رغباتها الحمراء والارجوانيّة! رغبة مشتعلة لا ترى قبالتها الا رغبة جمرها رماد بارد، تتحسّر الرغبة المحمومة على نفسها. قد يتم الانتصار على هذا العيب بالحبّات الزرقاء وبالوان اخرى قد تولد من رحم مصنع ادوية. ليس هناك ابشع من رغبة تعيش على عكازات.
المشكلة، في اي حال، بنظري ليست هنا. الرجل ليس رجلا بمعنى انّه رجل مستعمل واقصد ب"الرجل المستعمل"انه كان متزوجا، وله اولاد ثلاث، اصغرهم دون السنتين. طلاق بعد ثلاثة اولاد يعني انه طلاق احمق. انا افهم جيدا ان يأتي الطلاق وليس في زوادة الابوة او الامومة الا ولد واحد. عملا بقول الرسول:المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وجود ثلاثة اولاد قبل الطلاق يعني انه لدغ ثلاث مرات يعني ان انسانيته مشكوك فيها، وغباءه يصرّح عن نفسه. يعني لا يعرف متى يكرّ ومتى يفرّ. ثلاثة اولاد ثم الطلاق هذا يملك تفسيرا في علم السيمياء وفي علم النفس وفي علم العواطف والمشاعر. يعني انه لا يعرف مشاعره ومن لا يعرف مشاعره لا يؤمن سلوكه . ليس هناك امهر من الرجل في لعب دور الضحية حين يكون جلادا، ومن اشهار برائته وهو ملطّخ بالقذاره من رأسه حتّى اخمص القدمين.
كل الجلادين يدافعون عن انفسهم ويستدرون الرأفة والشفقة من قلوب لا يتبين لها الخيط الابيض من الخيط الاسود.
الفتاة التي تسمح لمفترس ان يفترسها ويفترس ماضيه لن تعيش الا على انقاض. احلامها ينّغصها فتى احلامها، احلامها ينغصّها ضمير قد يستيقظ في مناسبة ما. ان الزواج من رجل مستعمل لا يمكن له ان يكون زواجا سويّاً. اولاد الأب المستعمل والرجل المستعمل لا يكفّون عن تذكير الجديدة بانها دخيلة ومعتدية ومنتهكة لحقوقهم. انها من قبل ان يتكون جنين في رحمها تمهد له درب الحياة بالاشواك والاعداء. اعداء من صلب ابيهم لا من رحمها. الصراع بين البطون والظهور لم يكن لصالح بطن او ظهر. المنتصر الوحيد هو القهر والبغضاء.
انا لم اجىء بعد على ذكر المرأة التي طلّقها الرجل المستعمل كرمى لعين شهوته لا كرمى لعين فتاة ساذجة لا تعرف كيف تعيش الحبّ. لا تعرف ان الكلام المعسول والإنفاق المعسول والدلال المعسول والطيبة المعسولة سوف تجردّ ويتآكل لونها.
قد لا تكون الفتاة الساذجة مسؤولة عن دمار البيت، ولكنّها رضيت ان تبني من الانقاض والحجارة بيتها الخاص بها. وان تكون السبب في تكسير جسر الصلح بين الرجل المستعمل وامرأته وامّ اولاده. تقول الفتاة الساذجة ان امراته السابقة كانت تعذبه. ولكن من اين اتت بمصادر كلامها؟ من مموّل لسانها بالكلام؟ انه هو. اي الرجل المستعمل. والرجل المستعمل حتى تأكل الساذجة الطعم ليس بين شفتيه الا التنكيل بسمعة زوجته ، وتشويه صورتها، وتشكيل رأي قد لا يكون الحقيقة. الحقيقة لا تؤخذ من فم واحد. كل حقيقة تكتفي بفم واحد هي حقيقة شيطانية حتى يظهر العكس، وحقيقة ليس لها من الحقيقة الا اسمها. والحقيقة المشطورة كذب صريح. وخبث ماكر.
ليس بالحبّ الذي يكسر قلب امرأة، وقلوب اطفال يحيا الانسان.
هذا ليس حبّا، هذا حبّ جحاشي كما يقال، حب شهوانيّ، حبّ اعمى واحمق حبّ في حواسه عطب، وعلى بصيرته غشاوة.
سمّه ما شئت، ولكنه تلويث لطهارة الحبّ ونبل الحبّ.
سمّه غباء،
سمّه جنونا،
سمّه حماقة،
سمّه انفجار شهوة تعمي الابصار،
سمّه لعبا على الكلام والحبال،
الحبّ تضحية، والرجل الذي لا يعرف ان يضحي لاولاده الصغار بشهوة تنتفض بين فخذيه ليس ابا، ولا رجلا.
الرجل الذي يضحي بأولاده يضحّي بعابرة سريره، في لحظة.
وحين يضحّي بها لا يكون يضحّي بها. لانّها تعرف -او هكذا يجب- ان التضحية بها ليست اصعب من التضحية بفلذات اكباده.
فلذة الكبد ليست كفلذة الشهوة.
قد لا تكون خرّابة بيوت من وجهة نظرها الراهنة.
ولكنّها ، حكما- وهي المهندسة اي يفترض بها ان تعرف ما معنى الانقاض وما معنى الترميم- ستكون حجر عثرة في وجه احتمال الترميم.
مجرد احتمال الترميم يعني وافقت ان تكون عقبة في اصلاح ذات البيين، وعقبةة في وجه ترميم خطأ تفوّه به فم عجول، وفم عاقّ.
مجرد احتمال العودة الى مجاريها يعني وافقت على ان تصبّ الوحل في المياه لتبدو عكرة.
من الحماقة ان تأخذ المرأة رجلا بفارق خمس عشرة سنة،
ومن الحماقة التي تدنو من الجنون ان تأخذ رجلا مستعملا وعلى كاهلة ابوّة مرميّة تدمّر نفوسا لينة وتترك ندوبا سوداء في ارواحهم ترافقهم في حياتهم كلّها.
لا يحتمل عقل فيه ذرّة من عدل تدمير حياة طفل.
هو لا يقصد تدمير حياة طفل، ولكن اذا كان سلوكي فيه تدمير لمشاعر طفل، او رقّة طفل، او براءة طفل، فانني المسؤول عن جريمة القتل التي ، للأسف، لا يعاقب عليها القانون.
وما اكثر الجرائم المباحة في شريعة الغاب.
ان الذئب الي يلبس ثياب الحمل لا يصير حملا الا في عيون لا ترى، وعقول لا تعقل، وقلوب لا تعرف الرحمة الا اذا كانت باتجاهها.
هناك عقود زواج ترفع الرأس، وهناك عقود زواج تشبه الزنى وتمرّغ الرؤوس في التراب.
والزواج من رجل مستعمل لا يعرف كيف لا ينجب الاولاد قبل الطلاق ليس رجلا نجيباً ولا لبيبا وان خلب لبّ الآخرين.
لن يخلب لبّي بحديثه الخلاّب ( أي المخادع) أو جلبابه الخلاّب.
بعض الناس تعوزهم في ساعة الغفلة عيون" زرقاء اليمامة"!
وكلّ رجل يبني سعادته الشهوانية على انقاض ابنائه وبناته هو رجل قذر.
وكل امرأة تبني سعادتها الشهوانية علىى انقاض ابنائها وبناتها هي امرأة قذرة.
موقفي من الطلاق يحدّده الابناء، لا ابناء يعني لا مشكل من الطلاق. ليس له مضاعفات قاتلة.
جزء من الصفحات السوداء، في تاريخنا العربيّ، مصدره تعدّد الزوجات. اي ليس دهاء المرأة وانّما غباء الرجل. فمن يقرأ سورة النبيّ يوسف يعرف ان سبب رميه في غياهب الجبّ هو ان امّه ليست امّ إخوته. امهم أمّان ! انفصام في الأمومة. واكتفي، هنا، بالإشارة إلى أنّ الخلاف المدمّر الذي شهدته بغداد أيّام الأمين والمأمون كان سببه أنّ أمّ الامين ليست أمّ المأمون. ليس الأب هو النسب في نظري، وتغييب اسم الأمّ عن الاسم لا اتبّناه بل اعتبره احتيالاً وكذباً على البيولوجيا وضرباً من الذكورة الفاقعة التي يفترض إعادة النظر بفساد جذورها. من هنا اعتبر كل شجرة عائلة هي شجرة لا تثمر الا الكذب البيولوجيّ .
لن اطيل في تفاصيل المقدّمة وصولا الى هذه الحكاية التي سمعتها فأثارت غيظي وقرفي.ولكن اقول ان عند الانسان قناعات ورغبات ، قد تتضارب رغباته مع قناعاته، هنا عليه ان يقف في صفّ قناعاته لا رغباته. سمعت ان فتاة في الرابعة والعشرين من العمر، وهي حائزة على شهادة في الهندسة، اي انّها مهندسة شابّة مستقبلها المهنيّ واعد - قد يكون كمستقبل زها حديد مثلا. فالطموح واجب شرعيّ! - وقعت عينها على مديرها في الشركة، والمدير لا فضل له الا انّه هو ابن صاحب العمل ومحرّك المال. اي انها من الناحية العلمية، من حيث المبدأن افضل منه. اتعمد ان اقول من حيث المبدأ، لان المستوى العلمي لا يجعل الانسان انسانا، وخصوصا اننا نجد كثيرا من المتعلمين ادنياء النفس، ومن سقط متاع المجتمع على المستوى الاخلاقيّ. العلم لا يعني الفهم، والفهم لا يعني العلم. الفهم، عمليا، هو في المحلّ الأول ، والعلم في المحلّ الثاني. لا مانع من ان تضرب عين على شخص، للرجل قلب وللمرأة قلب. ولكن القلب ليس حيوانا متوحشا في البرية. يفترض بالقلب ان يكون من فصيلة الحيوانات الداجنة لا الوحشية. القلب الوحشيّ قلب متوحش لا يقيم حسابا لشيء. يبرر لنفسه ارتكاب الحماقات والموبقات. ويمنح تبريراته اقداما وارجلا، فتظن ان اقدام التبريرات هي اقدام لا عكازات. قلت لولا ان العين وقعت على رجل طبيعي، عمرا وتاريخاً، لقلنا ان وقوع العين صائب ولا مجال للشك فيه او لمناقشة مسألة العاطفة، ولكن الانسان يظن احيانا انه يحب وانه يموت في دباديب الشخص الآخر، ولكن بعد مرور الوقت يكتشف انه كان مخدوعا، ولكن انا اعترف ان المخدوع لا يخدع الا لانه لم يأخذ بالحسبان مسألة الخديعة، المؤمن اليقظ مؤمن فطن، والفطنة من السنّة. ولكن الفطنة ليست موهبة انها جهد.
الرجل المستعمل يكبر الفتاة بـ 15 سنة، وهذا الفارق يزيد مع الوقت، اي انه بعد عشر سنوات سيكون الفارق حوالي عشرين سنة، وغبي من لا يظن ان الفارق يزداد مع العمر وتحديدا بين زوجين، يعني انه حين كان في الخامسة عشرة من العمر كانت هي لا تزال في رحم الغيب. هذا عيب اوّل، والشهوة الآنية قد لا ترى هذا الفارق الذي ينتقم من الشهوة مع تقادم العمر من حيث انّه لا يستطيع تلبية رغباتها الحمراء والارجوانيّة! رغبة مشتعلة لا ترى قبالتها الا رغبة جمرها رماد بارد، تتحسّر الرغبة المحمومة على نفسها. قد يتم الانتصار على هذا العيب بالحبّات الزرقاء وبالوان اخرى قد تولد من رحم مصنع ادوية. ليس هناك ابشع من رغبة تعيش على عكازات.
المشكلة، في اي حال، بنظري ليست هنا. الرجل ليس رجلا بمعنى انّه رجل مستعمل واقصد ب"الرجل المستعمل"انه كان متزوجا، وله اولاد ثلاث، اصغرهم دون السنتين. طلاق بعد ثلاثة اولاد يعني انه طلاق احمق. انا افهم جيدا ان يأتي الطلاق وليس في زوادة الابوة او الامومة الا ولد واحد. عملا بقول الرسول:المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وجود ثلاثة اولاد قبل الطلاق يعني انه لدغ ثلاث مرات يعني ان انسانيته مشكوك فيها، وغباءه يصرّح عن نفسه. يعني لا يعرف متى يكرّ ومتى يفرّ. ثلاثة اولاد ثم الطلاق هذا يملك تفسيرا في علم السيمياء وفي علم النفس وفي علم العواطف والمشاعر. يعني انه لا يعرف مشاعره ومن لا يعرف مشاعره لا يؤمن سلوكه . ليس هناك امهر من الرجل في لعب دور الضحية حين يكون جلادا، ومن اشهار برائته وهو ملطّخ بالقذاره من رأسه حتّى اخمص القدمين.
كل الجلادين يدافعون عن انفسهم ويستدرون الرأفة والشفقة من قلوب لا يتبين لها الخيط الابيض من الخيط الاسود.
الفتاة التي تسمح لمفترس ان يفترسها ويفترس ماضيه لن تعيش الا على انقاض. احلامها ينّغصها فتى احلامها، احلامها ينغصّها ضمير قد يستيقظ في مناسبة ما. ان الزواج من رجل مستعمل لا يمكن له ان يكون زواجا سويّاً. اولاد الأب المستعمل والرجل المستعمل لا يكفّون عن تذكير الجديدة بانها دخيلة ومعتدية ومنتهكة لحقوقهم. انها من قبل ان يتكون جنين في رحمها تمهد له درب الحياة بالاشواك والاعداء. اعداء من صلب ابيهم لا من رحمها. الصراع بين البطون والظهور لم يكن لصالح بطن او ظهر. المنتصر الوحيد هو القهر والبغضاء.
انا لم اجىء بعد على ذكر المرأة التي طلّقها الرجل المستعمل كرمى لعين شهوته لا كرمى لعين فتاة ساذجة لا تعرف كيف تعيش الحبّ. لا تعرف ان الكلام المعسول والإنفاق المعسول والدلال المعسول والطيبة المعسولة سوف تجردّ ويتآكل لونها.
قد لا تكون الفتاة الساذجة مسؤولة عن دمار البيت، ولكنّها رضيت ان تبني من الانقاض والحجارة بيتها الخاص بها. وان تكون السبب في تكسير جسر الصلح بين الرجل المستعمل وامرأته وامّ اولاده. تقول الفتاة الساذجة ان امراته السابقة كانت تعذبه. ولكن من اين اتت بمصادر كلامها؟ من مموّل لسانها بالكلام؟ انه هو. اي الرجل المستعمل. والرجل المستعمل حتى تأكل الساذجة الطعم ليس بين شفتيه الا التنكيل بسمعة زوجته ، وتشويه صورتها، وتشكيل رأي قد لا يكون الحقيقة. الحقيقة لا تؤخذ من فم واحد. كل حقيقة تكتفي بفم واحد هي حقيقة شيطانية حتى يظهر العكس، وحقيقة ليس لها من الحقيقة الا اسمها. والحقيقة المشطورة كذب صريح. وخبث ماكر.
ليس بالحبّ الذي يكسر قلب امرأة، وقلوب اطفال يحيا الانسان.
هذا ليس حبّا، هذا حبّ جحاشي كما يقال، حب شهوانيّ، حبّ اعمى واحمق حبّ في حواسه عطب، وعلى بصيرته غشاوة.
سمّه ما شئت، ولكنه تلويث لطهارة الحبّ ونبل الحبّ.
سمّه غباء،
سمّه جنونا،
سمّه حماقة،
سمّه انفجار شهوة تعمي الابصار،
سمّه لعبا على الكلام والحبال،
الحبّ تضحية، والرجل الذي لا يعرف ان يضحي لاولاده الصغار بشهوة تنتفض بين فخذيه ليس ابا، ولا رجلا.
الرجل الذي يضحي بأولاده يضحّي بعابرة سريره، في لحظة.
وحين يضحّي بها لا يكون يضحّي بها. لانّها تعرف -او هكذا يجب- ان التضحية بها ليست اصعب من التضحية بفلذات اكباده.
فلذة الكبد ليست كفلذة الشهوة.
قد لا تكون خرّابة بيوت من وجهة نظرها الراهنة.
ولكنّها ، حكما- وهي المهندسة اي يفترض بها ان تعرف ما معنى الانقاض وما معنى الترميم- ستكون حجر عثرة في وجه احتمال الترميم.
مجرد احتمال الترميم يعني وافقت ان تكون عقبة في اصلاح ذات البيين، وعقبةة في وجه ترميم خطأ تفوّه به فم عجول، وفم عاقّ.
مجرد احتمال العودة الى مجاريها يعني وافقت على ان تصبّ الوحل في المياه لتبدو عكرة.
من الحماقة ان تأخذ المرأة رجلا بفارق خمس عشرة سنة،
ومن الحماقة التي تدنو من الجنون ان تأخذ رجلا مستعملا وعلى كاهلة ابوّة مرميّة تدمّر نفوسا لينة وتترك ندوبا سوداء في ارواحهم ترافقهم في حياتهم كلّها.
لا يحتمل عقل فيه ذرّة من عدل تدمير حياة طفل.
هو لا يقصد تدمير حياة طفل، ولكن اذا كان سلوكي فيه تدمير لمشاعر طفل، او رقّة طفل، او براءة طفل، فانني المسؤول عن جريمة القتل التي ، للأسف، لا يعاقب عليها القانون.
وما اكثر الجرائم المباحة في شريعة الغاب.
ان الذئب الي يلبس ثياب الحمل لا يصير حملا الا في عيون لا ترى، وعقول لا تعقل، وقلوب لا تعرف الرحمة الا اذا كانت باتجاهها.
هناك عقود زواج ترفع الرأس، وهناك عقود زواج تشبه الزنى وتمرّغ الرؤوس في التراب.
والزواج من رجل مستعمل لا يعرف كيف لا ينجب الاولاد قبل الطلاق ليس رجلا نجيباً ولا لبيبا وان خلب لبّ الآخرين.
لن يخلب لبّي بحديثه الخلاّب ( أي المخادع) أو جلبابه الخلاّب.
بعض الناس تعوزهم في ساعة الغفلة عيون" زرقاء اليمامة"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق