كتبهابلال عبد الهادي ، في 20 كانون الثاني 2011 الساعة: 11:11 ص
هاتان الكلمتان وضعتهما للكلام عن تبييض
الأموال.
اوّل ملاحظة اننا شوّهنا سمعة البياض. تبييض الأموال تعني ان يتحول المال الوسخ في عينيّ الى مال نظيف، مغسول بماء زمزم، ومعطّر بالمسك.
ماذا نفعل حين نستعمل " تبييض" أموال؟
نمارس الخديعة، الضحك على عيون الناس.
تبييض المال يشبه تبييض الحرام.
لا اعرف كيف يقبل مبيّض الأموال أن يبيّض الأموال ولا يقبل ان يبيّض غيره الحرام؟
ما هذا السحر الكيميائي في اللون الأبيض؟
دائما اقول ان اللون الأبيض لون خبيث لأنّه لون الألوان، لون كالحرباء متلوّن؟
ولكن هناك "مصابغ" خفيّة لتبييض الألوان؟ منها التوريث. واتكلّم عن شكل من اشكال التوريث. التوريث الملوّث الذي لا يرى احد انه ملوّث. لأن من يرى - للوثة في عينيه- لا يرى الا ما يرى. والمفروض في المرء الراشد العاقل ان يرى ما يرى وان يرى ما لا يرى.
هنا سانتقل الى مثال من علوم البلاغة. وهو التشبيه. للتشبيه عدّة اركان، مشبّه ومشبّه به واداة التشبيه ووجه الشبه. التشبيه الذي يعتمد على " ذكر" الاركان تشبيه ضعيف، بارد، غبي، او يتغابى. لأنّه يعلك اللقمة عنك،يريح رأسك ويوفّر على فمك المضغ لأنّه يريد ان يبلع رأسك. وهناك احيانا حذف لركون من الاركان او لركنينن هنا يتطلب الأمر ان تشغّل رأسك. ولكن هل المحذوف لفظا محذوف معنى؟ البعض يشتبه عليهم امر التشبيه، وفي الشبه شبهة. ولكن من يمشى على رؤوس أصابعه في النصّ سوف يفوز بالخفيّ عبر النظر في الجليّ.
فاين وجه الشبه بين المال المبيّض، والتوريث المبيّض. اعرف ان حدود الحرام والحرام حدود شفافّة كلوح زجاج. والشفافيّة جارحة احيانا وقاتلة احيانا اخرى لأنها خفيّة. من الخفاء يأتي الخداع. يطيب للخداع ان يسكن في بيوت زجاجية للدفاع عن النفس. رأيت اكثر من مرّة اناسا يفوتون في لوح الزجاج ويتحطّم على رؤوسهم واجسادهم لأنّه نظيف جدا. النظافة، احيانا، قاتلة!
اعود الى من يورّث حتى لا يلوّث.
شخص محتال، ماهر في التبييض، يراكم ثروات كالكثبان، ناصعة البياض كبياض الكوكايين!
يموت، بعد عمر أبيض، ويتلقف الورثة ماله. انها ورثة لا غبارأبيض عليها.
ولكن ما لون هذه الورثة، بعد انتقالها من يد الى يد "بيّضها"؟
قد يكون الوريث آدميا بخلاف ابيه الأبيض الذكر، فلا تزر وازرة وزر أخرى، والقردة تخلّف وردة كما يقول المثل. ولكن هنا، في مجال المال، هل المال الأبيض الموروث الذي وقع في يد بيضاء هو مال ابيض؟ كيف نعرف ما لون هذا المال؟
من يحدّد لونه؟
قد يقوم الابن الآدميّ بتبييض سمعة مال ابيه الابيض عبر استخدامه في بناء مساجد او كنائس او معابد لليهود او للهنود، وهذا ما نراه احيانا؟
فهل المعبد الذي جمع ثمن بنائه من مال ابيض هو معبد ابيض ام ماذا؟
قد يرى المتعبّد المعبد ويكتفي برؤية المعبد والابن العابد ولكن لا يعرف شيئا عن اصل وفصل بياض المال؟
الجهل خطيئة.
الجهل يرتكب جريمة لأنّه يمحو الحدود بين الحلال والحرام، بين العام والخاص، بين السماء والأرض.
تكون تتجوّل في الأرض فتحسب انك تتجوّل في السماء.
الابن الذي لا يريد ان يلعب احد برأسه عليه ان يفعل ما فعله عمر بن عبد العزيز باموال اهله. كان يعرف ان الثروة العرية ثروة بيضاء. لم يبهره اللون الأبيض عن رؤية اللون الأسود المتخفّي اوالمتواري في اللون الأبيض.
انتفض على الابيض لأنّه ليس ابيض ولأنه لم يرد ان تفتنه الألوان والاسماء.
الاشياء ليست الاسماء. والاسماء ليست بالضرورة ان تكون مسمّياتها.
بين الاسم والمسمّى ينصب الخداع شباكه الشفافة كالماء، كالزجاج اللمّاع من النظافة.
كم من اسم مات بالسمّ الأبيضأو السحر الأسود في طريقه الى مسمّاه!
اوّل ملاحظة اننا شوّهنا سمعة البياض. تبييض الأموال تعني ان يتحول المال الوسخ في عينيّ الى مال نظيف، مغسول بماء زمزم، ومعطّر بالمسك.
ماذا نفعل حين نستعمل " تبييض" أموال؟
نمارس الخديعة، الضحك على عيون الناس.
تبييض المال يشبه تبييض الحرام.
لا اعرف كيف يقبل مبيّض الأموال أن يبيّض الأموال ولا يقبل ان يبيّض غيره الحرام؟
ما هذا السحر الكيميائي في اللون الأبيض؟
دائما اقول ان اللون الأبيض لون خبيث لأنّه لون الألوان، لون كالحرباء متلوّن؟
ولكن هناك "مصابغ" خفيّة لتبييض الألوان؟ منها التوريث. واتكلّم عن شكل من اشكال التوريث. التوريث الملوّث الذي لا يرى احد انه ملوّث. لأن من يرى - للوثة في عينيه- لا يرى الا ما يرى. والمفروض في المرء الراشد العاقل ان يرى ما يرى وان يرى ما لا يرى.
هنا سانتقل الى مثال من علوم البلاغة. وهو التشبيه. للتشبيه عدّة اركان، مشبّه ومشبّه به واداة التشبيه ووجه الشبه. التشبيه الذي يعتمد على " ذكر" الاركان تشبيه ضعيف، بارد، غبي، او يتغابى. لأنّه يعلك اللقمة عنك،يريح رأسك ويوفّر على فمك المضغ لأنّه يريد ان يبلع رأسك. وهناك احيانا حذف لركون من الاركان او لركنينن هنا يتطلب الأمر ان تشغّل رأسك. ولكن هل المحذوف لفظا محذوف معنى؟ البعض يشتبه عليهم امر التشبيه، وفي الشبه شبهة. ولكن من يمشى على رؤوس أصابعه في النصّ سوف يفوز بالخفيّ عبر النظر في الجليّ.
فاين وجه الشبه بين المال المبيّض، والتوريث المبيّض. اعرف ان حدود الحرام والحرام حدود شفافّة كلوح زجاج. والشفافيّة جارحة احيانا وقاتلة احيانا اخرى لأنها خفيّة. من الخفاء يأتي الخداع. يطيب للخداع ان يسكن في بيوت زجاجية للدفاع عن النفس. رأيت اكثر من مرّة اناسا يفوتون في لوح الزجاج ويتحطّم على رؤوسهم واجسادهم لأنّه نظيف جدا. النظافة، احيانا، قاتلة!
اعود الى من يورّث حتى لا يلوّث.
شخص محتال، ماهر في التبييض، يراكم ثروات كالكثبان، ناصعة البياض كبياض الكوكايين!
يموت، بعد عمر أبيض، ويتلقف الورثة ماله. انها ورثة لا غبارأبيض عليها.
ولكن ما لون هذه الورثة، بعد انتقالها من يد الى يد "بيّضها"؟
قد يكون الوريث آدميا بخلاف ابيه الأبيض الذكر، فلا تزر وازرة وزر أخرى، والقردة تخلّف وردة كما يقول المثل. ولكن هنا، في مجال المال، هل المال الأبيض الموروث الذي وقع في يد بيضاء هو مال ابيض؟ كيف نعرف ما لون هذا المال؟
من يحدّد لونه؟
قد يقوم الابن الآدميّ بتبييض سمعة مال ابيه الابيض عبر استخدامه في بناء مساجد او كنائس او معابد لليهود او للهنود، وهذا ما نراه احيانا؟
فهل المعبد الذي جمع ثمن بنائه من مال ابيض هو معبد ابيض ام ماذا؟
قد يرى المتعبّد المعبد ويكتفي برؤية المعبد والابن العابد ولكن لا يعرف شيئا عن اصل وفصل بياض المال؟
الجهل خطيئة.
الجهل يرتكب جريمة لأنّه يمحو الحدود بين الحلال والحرام، بين العام والخاص، بين السماء والأرض.
تكون تتجوّل في الأرض فتحسب انك تتجوّل في السماء.
الابن الذي لا يريد ان يلعب احد برأسه عليه ان يفعل ما فعله عمر بن عبد العزيز باموال اهله. كان يعرف ان الثروة العرية ثروة بيضاء. لم يبهره اللون الأبيض عن رؤية اللون الأسود المتخفّي اوالمتواري في اللون الأبيض.
انتفض على الابيض لأنّه ليس ابيض ولأنه لم يرد ان تفتنه الألوان والاسماء.
الاشياء ليست الاسماء. والاسماء ليست بالضرورة ان تكون مسمّياتها.
بين الاسم والمسمّى ينصب الخداع شباكه الشفافة كالماء، كالزجاج اللمّاع من النظافة.
كم من اسم مات بالسمّ الأبيضأو السحر الأسود في طريقه الى مسمّاه!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق