الاثنين، 18 فبراير 2013

ورد في كتاب المزهر للسيوطي ما هذا نصّه:

" وقد قال بعض علمائنا - حين ذكر ما للعرب من الاستعارة والتمثيل، والقَلْب والتقديم والتأخير وغيرها من سنن العرب في القرآن، فقال: وكذلك لا يقدرُ أحدٌ من التَّراجم على أن ينقلَه إلى شيء من الألْسِنة، كما نُقِل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية والرومية، وترجمت التوراة والزَّبور، وسائر كتب اللّه عزّ وجلّ بالعربية؛ لأنَّ غيرَ العرب لم تتسع في المجاز اتساعَ العرب "

ومن يتأمّل هذا القول يكتشف خواءه وبطلانه، فلا تخلو لغة من استعارة وتمثيل، ولقد ترجم القرآن الى لغات كثيرة اليوم، واشرف على الترجمة القيّمون على الدين في السعودية نفسها.
القرآن يترجم، ولكن ترجمة كلّ نصّ لا يمكنها ان تترجم كلّ ظلال المعاني. ولكل لغة طبيعة، ولا اظنّ ان الله فضّل العربية على غيرها من اللغات، وانما هذا القول من وحي الشوفينيّة التي تنقصها الدقّة العلميّة، وحبي للغتي، واحترامي لها، واعجابي بها، واخلاصي لحضورها، لا يجوز ان يدفعني الى تفخيت لغات الآخرين، واعتبارها لغات ناقصات عقل ودين!
والله، طبعا، أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق