السبت، 9 فبراير 2013

الأسماء الحسنة والقبيحة من نثر الدرّ للآبيّ

كتبهابلال عبد الهادي ، في 2 أيار 2011 الساعة: 19:59 م




تقدّم رجلان إلى شريح فقال أحدهما: ادع أبا الكويفر ليشهد، فردّه شريح ولم يسأل عنه وقال: لو كنت عدلاً لم ترضها.
سأل عمر رجلاً - أراد أن يستعين به على أمر - عن اسمه، فقال: ظالم بن سرّاق، فقال: تظلم أنت ويسرق أبوك!!ولم يستعن به.
وسمع عمر بن عبد العزيز رجلاً ينادي آخر: يا أبا العقلين، فقال: لو كان عاقلاً لكفاه أحدهما.
قيل لبعضهم: قد رُزقت ابناً فاختر له كنيةً، فقال: كنّوه أبا عبد رب السموات السبع ورب العرش العظيم.
نادى منادي معاوية وهو يعرض الجند: أين فيشلة بن الرّهاز? فأقبل فتى شاب، فقال معاوية: ويلك! ما هذا الاسم? قال: سماني به أبي، قال: فهلاّ غيّرت بالكنية? قال: قد فعلت، قال: ما الكنية? قال: أبو اليقّاط، فنفاه.
قال هشام: خرج عمر إلى حرّة واقم، فلقي رجلاً من جهينة فقال له: ما اسمك? قال: شهاب، قال: ابن من? قال: ابن جمرة، قال: وممن أنت? قال: من الحرقة، قال: ثم ممن? قال: من بني ضرام، قال: وأين منزلك? قال: بحرّة ليلى، قال: فأين تريد? قال: لظي - وهو موضع - فقال عمر: أدرك أهلك فما أراك تدركهم إلا وقد احترقوا، قال: فأدركهم وقد أحاطت بهم النار.
سأل رجل أبا عبيدة عن اسم رجل، فقال: ما أعرف اسمه. فقال حسان: أنا أعرف الناس به، وهو خراش أو خداش أو رياش أوشيء آخر، فقال أبو عبيدة: ما أحسن ما عرفته، فقال: إي والله هو من قريش أيضاً، قال: وما يدريك? قال: أما ترى احتواءه على الشين من كل جانب?.
كان لأبو العتاهية ابن يسمّى عتاهية، وابن آخر اسمه عبد إلهي، يعني الله، وبنت اسمها بهاء الله، وكان له أختان: اسم إحداهما سر الله، والأخرى حسبها الله.
استعرض المعلّى بن أيوب الجند، فقال لواحد: مااسمك? قال: برادة، قال: ابن من? قال: بريد، قال: وممن أنت? قال: من البردان، قال: وأين منزلك? قال: في درب الثلج، فصاح المعلّى يا غلام دواج وبرجد، والله كُززنا.
وشبيه بهذه الحكاية قولهم: لقي المبرد برد الخيار في سوق الثلج، في كانون الثاني فسأله عن قولهم: ثلج صدره، أو ثلج.
لقي واحداً أعرابياً فقال له: ما اسمك? قال: قوّاد، قال: قبّح الله أباك، ضُيّقت عليه الأسامي حتى سماك قواداً? فقال: إن كان ضيّق الاسم فقد وسّع الكنية، قال: أبو من? قال: أبو الصحاري.
وسمّى رجل جاريته مائة ألف أو يزيدون.
وقف أعرابيّ على قوم فسألهم عن أسمائهم، فقال أحدهم: اسمي محرز، وقال آخر: اسمي وثيق، وقال آخر: منيع، وقال آخر: ثابت، وقال آخر: شديد، فقال الأعرابي: قبحكم الله! ما أظن الأقفال عُملت إلا من أسمائكم.
كنى بعضهم ابنه أبا عبد رب السموات السبع ورب العرش العظيم.
وُلد لبعضهم ابن، فقال: سمّوه عمر بن عبد العزيز؛ فإنه بلغني أنه كان رجلاً صالحاً.
قيل لرجل: أبو من? فقال: أبو عبد الملك الكريم الذي يُمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، فقال: مرحباً بك يا نصف القرآن، ارتفع.
قال السفاح للسيد الحميري: أأنت السيد? قال: أنا ابن فلان وأمير المؤمنين السيد.
قال ابن أبي البغل لرجل: ولد لي مولود فما اسميه? فقال: لا تخرج من الإصطبل وسمّه ما شئت.
قال برصوما الزامر لأبيه: لم تجد اسماً تسميني أحسن من هذا? فقال: لو علمت أنك تجالس الخلفاء باسمك لسميتك يزيد من مزيد.
رفع رجل قصةً إلى محمد بن عبد الله وعليها حريث ابن الفراس فصيّره خريت في الفراش، ووقّع تحته بئس ما فعلت.
كان للفرزدق عدة بنين أسماؤهم لبطة وعبطة وسبطة.
وسمعت الصاحب رحمه الله يقول: كان علي بن عيسى يلّقب بسكتكت، وله أخ بكلملم، والآخر يلقب بعرمرم.
كتب رجل كتاب عناية لابن عبد الله العاقل، فعنون الكتاب لأبي الفياض بحر ابن الفرات فقال له: زن بي الزورق وإلا غرقت ولم أصل إليه.
كان أبو العاج على جوالي البصرة فأُتي برجل من أهل الذمة فقال: ما اسمك? فقال: بندار بن بندار، فقال اسم ثلاثة وجزية واحد? لا والله العظيم، وأخذ منه ثلاث جزيات.
قال أبو مسمع البصري: كنا نجالس أبا الهذيل في مجلسه، فجاءنا شاب له رواء ومنظر وسمت، فقعد فأجللناه لظاهره، فقال أبو الهذيل: ليس للعجم كتاب أجلّ من الكتاب المترجم بجاودان كرد، وقد استفتح مؤلّفه بثلاث كلمات وليس لهنّ نظير، منها أنه قال: من أخبرك أن عاقلاً لم يصبر على مضض المصيبة فلا تصدقه، ومن أخبرك أن عاقلاً أساء إلى من أحسن إليه فلا تصدقه.ومن أخبركأن حماة أحبت كنة فلا تصدقه فانبرى الغلام وجثا و قال: حدثني أبي عن جدي بثلاث هن أحسن منهن، فقال أبو الهذيل: مُنّ علينا بهنّ فقال: قال جدي - رحمة الله عليه - من أخبرك أن الجائع كالشبعان فلا تصدقه، ومن أخبرك أن النائم كاليقظان فلا تصدقه، ومن أخبرك أن الراضي كالغضبان فلا تصدقه. فقلنا له: أمن العرب أنت أم من العجم? قال: من بينهما، قلنا: فمن أي بلد أنت? قال: من دوين السماء وقويق الأرض فقال له الجاحظ: ما اسمك? قال: لجام، قال: فالكنية? قال: أبو السرج، فقال له: فمالك لا تنهق وأنت حمار? فقام مغضباً يجر إزاره وهو يقول: ليس الذنب لكم، إنما الذنب لي حين أجالس أمثالكم وأنتم لا تدرون ما طحاها.
قال الحسن بن شهويار: قالت وصيفتي لواحد: ما اسمك? قال: عبدان، قالت: ابن من? قال: عذار، قالت: فلذلك سمي أبوك عذار?.
قال أبو بكر بن دريد: قلت لابن شاهين مابال الحسين بن فهم يشتمك? قال: ما أدري، غير أني سمعت أن أباه حدث عن أبيه قال: كان إذا ولد لأبي مولود فتح المصحف فقرأ أول الورقة فيسمى ذلك المولود به، رضي أم سخط، فولد له مولود ففتح المصحف فقرأ "فهم لا يعلمون" ففتح المصحف ثانياً فقرأ "فهم لا يبصرون" فسماه فهماً.
كان محمد بن المتنبية على واسط فتقدم إليه رجل مع خصمه فقال: ادع بيّنتك، فقال: تعال يا أبا الذئب، تعال يا أبا زعفران، تعال يا أبا الياسمين، تعال يا أبا الصلابة، فقال: انطلق، ما هؤلاء بشهود.
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة على كلثوم فدعا غلامية يا يسار ويا سالم، فقال النبي عليه السلام لأبي بكر: "سلمت لنا الدار في يُسر".
كان أبو ثور الفقيه يمشي في السوق فإذا براكب خلفه يقول: الطريق الطريق! فلم يتنبه له، فقال: يا ثور، الطريق! فرفع إليه رأسه وقال: ما أقرب ما وقعت.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سمّوا أولادكم أسماء الأنبياء، وأحسن الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها الحارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة".
وروي عن ريطة بنت مسلم عن أبيها قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حنيناً فقال: ما اسمك? قلت: غراب، قال: أنت مسلم، كأنه كره أن يكون اسمه غراباً.
كما قال لقوم - قالوا له: نحن بنو زينة -: "أنتم بنو رشدة"، وكما قال لحزن جد سعيد بن المسيب: "أنت سهل".
ذُكر أنه كان لمعاوية بنت اسمها أمة رب المشارق.
وسمّى رجل بأذربيجان ابنه: عبد من الأرض جميعاً قبضته، والسموات مطويات بيمينه.
كانت امرأة لها زوج يقال له: موسى، فكانت تسميه إذا خاطبته، فكره ذلك منها، فحلف بالطلاق إن سمّته باسمه، فكانت بعد ذلك تقول: أبو الصبيان، فلما كانت ذات ليلة صلّت صلاة الوتر، فقرأت "سبح اسم ربك الأعلى" فلما انتهت إلى آخر السورة خافت إن هي قالت "صحف إبراهيم وموسى" أن تطلق، فقالت: صحف إبراهيم وأبو الصبيان، الله أكبر.
ومثل ذلك أمر عليّة بنت المهدي فإنها كانت تشبّب في شعرها بخادم لها اسمه طلّ، فنهاها الرشيد عن ذلك وعن أن تسميه أو تذكره، فتسمّع يوماً عليها وهي تقرأ القرآن، فلما بلغت قوله تعالى: فإن لم يصبها وابل فطل" قالت: فإن لم يصبها وابل فالذي نهانا عنه أمير المؤمنين.
خاصم إلى إياس بن معاوية رجل فادّعى دعوى قال: أحضرني شهوداً، فنادى الرجل شاهداً يا أبا الرازقي، فقال إياس: ادع غير هذا وقل لهذا ينصرف.
قال ابن المبارك: كان عندنا رجل يكنّى أبا خارجة، فقلت له: لم كنوك أبا خارجة? فقال: لأني ولدت يوم دخل سليمان بن عليّ البصرة.
دخل شيخ على هشام بن عبد الملك فقيل له: ما اسمك? فقال: أبو الحسن وإليها، فقيل له: أما يكفيك واحدة? فقال: إن ضاعت واحدة كانت الأخرى.
قيل وكان بحمص قاض كنيته أبو العمشليق.
قال رجل لابنه: يا بني، أتدري لم سميتك معروفا? قال: لا، قال: لئلا يُنسى اسمك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق