كتبهابلال عبد الهادي ، في 6 نيسان 2011 الساعة: 19:35 م
قال أبو
محمد: ذهب قوم إلى أن الاسم هو المسمي و قال آخرون الاسمغير المسمى واحتج من قال أن الاسم هو المسمى بقول الله
تعالى "تبارك اسم ربك ذي
الجلالوالإكرام" ويقرأ أيضا ذو الجلال والإكرام قال ولا يجوز أن ي
قالتبارك غير الله فلو كان الاسم غير
المسمى ما جاز أن ي قال تبارك اسم ربك وبقولهتعالى "سبح اسم ربكالأعلى" فقالوا ومن الممتنع أن يأمر الله عز وجل بأن يسبح
غيرهوبقوله عز وجل "ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم
وآباؤكم" وقال وا الاسم مشتق من السمو وأنكروا على من قال أنه مشتق
من الوسم وهو العلامةوذكروا قول لبيد "
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذرو قال وا قال سيبويه الأفعال أمثلة احدث من لفظ أحداث
الأسماء قال وا وإنما أرادالمسمين هذا كل
ما احتجوا به قد تقصيناه لهم ولا حجة لهم في شئ منه أما قول الله عزوجل تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام وذو الجلال فحق
ومعنى تبارك تفاعل من البركةوالبركة واجبة
لاسم الله عز وجل الذي هو كلمة مؤلفة من حروف الهجاء ونحن نتبركبالذكر له وبتعظيمه ونجله ونكرمه فله التبارك وله
الإجلال منا ومن الله تعالى ولهالإكرام من
الله تعالى ومنا حيثما كان من قرطاس أو في شيء منقوش فيه أو مذكوربالألسنة ومن لم يجل اسم الله عز وجل كذلك ولا إكرامه
فهو كافر بلا شك فالآية علىظاهرها دون
تأويل فبطل تعلقهم بها جملة ولله تعالى الحمد وكل شيء نص الله تعالىعليه أنه تبارك فذلك حق ولو نص تعالى بذلك على أي شئ كان
من خلقه كان واجبا لذلكالشيء وأما قوله
تعالى "سبح اسم ربك
الأعلى" فهو على ظاهره دون
تأويل لأنالتسبيح في اللغة التي بها نزل
القرآن وبها خاطبنا الله عز وجل هو تنزيه الشئ عنالسوء وبلا شك أن الله تعالى أمرنا أن ننزه اسمه الذي هو
كلمة مجموعة من حروفالهجاء عن كل سوء حيث
كان من كتاب أو منطوقا به ووجه آخر وهو أن معني قوله تعالى"سبح اسم ربكالأعلى" ومعنى قوله تعالى "إن هذا لهو حق اليقين فسبحباسم ربك العظيم" معنى واحد وهو أن يسبح الله تعالى باسمه ولا
سبيلإلى تسبيحه تعالى وتسبيح اسمه كل ذلك
واجب بالنص ولا فرق بين قوله تعالى "فسبح باسم ربكالعظيم" وبين قوله "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَفَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
حِينَ تَقُومُ"والحمد بلا شك هو غير الله وهو تعالى نسبح بحمده كما
نسبح باسمه ولا فرق فبطلتعلقهم بهذه الآية
والحمد لله رب العالمين.
قال أبو
محمد: أما قوله تعالى "ما تعبدون من دونه
إلااسماء
سميتموها أنتم وآباؤكم" فقول
الله عز وجل حق على ظاهره ولهذهالآية وجهان
كلاهما صحيح أحدهما أن معنى قوله عز وجل "ما تعبدون من دونه إلاأسماءأي إلا أصحاب أسماء برهان " هذا قوله تعالى إثر ذلك
متصلا بهاسميتموها أنتم وآباؤكم فصح يقينا
أنه تعالى لم يعن بالأسماء هاهنا ذوات المعبودينلأن العابدين لها لم يحدثوا قط ذوات المعبودين بل الله
تعالى توحد بإحداثها هذا مالا شك فيه
والوجه الثاني أن أؤلئك الكفار إنما كانوا يعبدون أوثانا من حجارة أو
بعضالمعادن أو من خشب وبيقين ندري انهم قبل
أن يسموا تلك الجمل من الحجارة ومن المعادنومن الخشب باسم اللات والعزي ومناة وهبل وود وسواع ويغوث
ويعوق ونسرا وبعل قد كانتذواتها بلا شك
موجودات قائمة وهم لا يعبدونها ولا تستحق عندهم عبادة فلما أوقعواعليها هذه الأسماء عبدوها حينئذ فصح يقينا أنهم لم
يقصدوا بالعبادة إلا الأسماء كماقال الله
تعالى لا الذوات المسميات فعادت الآية حجة عليهم وبرهانا على أن الاسم
غيرالمسمي بلا شك وبالله تعالى التوفيق
وأما قولهم أن الاسم مشتق من السمو وقول بعض منخالفهم انه مشتق من الوسم فقولان فاسدان كلاهما باطل
افتعله أهل النحو لم يصح قط عنالعرب شيئا
منهما وما اشتق لفظ الاسم قط من شيء بل هو اسم موضوع مثل حجر وجبل
وخشبةوسائر الأسماء لا اشتقاق لها وأول ما
تبطل به دعواهم هذه الفاسدة أن ي قال لهم قالالله عز وجل "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" فصح أن من لابرهان له على صحة دعواه فليس صادقا في قوله فهاتوا
برهانكم على أن الاسم مشتق منالسمو أو من
الوسم وإلا فهي كذبة كذبتموها على العرب وافتريتموها عليهم أو على اللهتعالى الواضع للغات كلها وقول عليه تعالى أو على العرب
بغير علم وإلا فمن أين لكمأن العرب اجتمعوا
فقالوا نشتق لفظة اسم من السمو أو من الوسم والكذب لا يستحله مسلمولا يستسهله فاضل ولا سبيل لهم إلى برهان أصلاً بذلك
وأيضا فلو كان الاسم مشتقا منالسمو كما
تزعمون فتسمية العذرة والكلب والجيفةوالقذر
والشرك والخنزير والخساسةرفعة لها وسمو
لهذه المسميات وتباً لكل قول أدى إلى هذا الهوس البارد وأيضاً فهبكأنه قد سلم لهم قولهم أن الاسم مشتق من السمو أي حجة في
ذلك على أن الاسم هو المسمىبل هو حجة عليهم
لأن ذات المسمي ليست مشتقة أصلاً ولا يجوز عليها الاشتقاق من السموولا من غيره فصح بلا شك أن ما كان مشتقا فهو غير ما ليس
مشتقا والاسم بإقرارهم مشتقوالذات المسماى
غير مشتقة فالاسم غير الذات المسماة وهذا يليح لكل من نصح نفسه أنالمحتج بمثل هذا السفه عيار مستهزيء بالناس متلاعب
بكلامه ونعوذ بالله منالخذلان.
قال أبو
محمد: وهذا قول يؤدي من اتبعه وطرده إلى الكفر المجردلأنهم قطعوا أن الاسم مشتق من السمو وقطعوا أن الاسم هو
الله نفسه فعلى قولهمالمهلك الخبيث أن الله
يشتق و أن ذاته نفسها مشتقة وهذا ما لا ندري كافرا بلغهوالحمد لله على ما من به من الهدي وأيضا فإن الله تعالي
يقول "وعلم آدم الأسماء كلها
ثمعرضهم على
الملائكة فقال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين" إلىقوله
تعالى "قال يا آدم أنبئهم
بأسمائهم".
قال أبو
محمد: فلا يخلو أن يكون الله عز وجل علم آدم الاسماء كلهاكما قال عز وجل إما بالعربية وإما بلغة أخرى أو بكل لغة
فإن كان عز وجل علمهالأسماء بالعربية فإن
لفظة اسم من جملة ما علمه لقوله تعالي الأسماء كلها ولأمرتعالى آدم بأن يقول للملائكة أنبئوني بأسماء هؤلاء فلا
يجوز أن يخص من هذا العمومشيء أصلاً بل هو
لفظ موقف عليه كسائر الأسماء ولا فرق وهو من جملة ما علمه اللهتعالى آدم عليه السلام إلا أن يدعوا أن الله تعالى لشتقه
فالقوم كثيرا ما يستسهلونالكذب على الله
تعالى والإخبار عنه بما لا علم لهم به فصح يقينا أن لفظة الاسم لااشتقاق لها وإنما هي اسم مبتدأ كسائر الأسماء والأنواع
والأجناس وأن كان الله تعالىعلم آدم
الأسماء كلها بغير العربية فإن اللغة العربية موضوعة للترجمة عن تلك
اللغةبدل كل اسم من تلك اللغة اسم من
العربية موضوع للعبارة عن تلك الألفاظ وإذا كان هذافلا مدخل للاشتقاق في شيء من الأسماء أصلاً لا لفظة اسم
ولا غيرها وإن كان تعالىعلمه الأسماء
بالعربية وبغيرها من اللغات العربية فلفظة اسم من جملة ما علمه وبطلأن يكون مشتقا أصلاً والحمد لله رب العالمين فبطل قولهم
في اشتقاق الاسم وعاد حجةعليهم وبالله
تعالى التوفيق وأما بيت لبيد فإنه يخرج على وجهين أحدهما أن السلاماسم من أسماء الله تعالى قال ى تعالى "الملك القدوس السلام المؤمنالمهيمن" ولبيد رحمه الله مسلم صحيح الصحبة للنبى صلى الله
عليهوسلم و معناه ثم اسم الله عليكما حافظ
لكما والوجه الثاني أنه أراد بالسلام التحيةولبيد لا يقدر هو ولا غيره على إيقاع التحية عليهما
وإنما يقدر لبيد وغيره علىإيقاع اسم التحية
والدعاء بها فقط فأي الأمرين كان فاسم السلام في بيت هو غير معنىالسلام فالاسم في ذلك البيت غير المسمى ولا بد ثم لو صح
ما يدعونه على لبيد ولو صحلكان قول عائشة
رحمها الله ورضي الله عنها إنما أهجر اسمك بيانا أن الاسم غيرالمسمى وأن اسمه عليه السلام غيره لأنها أخبرت أنها لا
تهجره وإنما تهجر اسمه رضوانالله عليها وهى
ليست في الفصاحة دون لبيد وهي أولى بان تكون حجة من لبيد فكيف وقوللبيد حجة عليهم لا لهم والحمد الله رب العالمين وقد قال
رؤبة - باسم الذي في كلسورة سمر - ورؤبة
ليس دون لبيد في الفصاحة وذات الباري تعالى ليست في كل سورة وإنمافي السورة اسم الله تعالى فلا شك أن الذي في السورة غير
الذي ليس فيها و قال أبوساسان حصين بن
المنذر ابن الحارث بن وعلة الرقاشي لابنه غياظ: وسميت غياظا ولستبغياظ عدوا ولكن الصديق تغيظ فصرح بأن الاسم غير المسمي
تصريحا لا يحتمل التأويلبخلاف ما ادعوه على
لبيد وأما قول سيبويه أن الأفعال أمثلة أحدث من لفظ إحداثالأسماء فلا حجة لهم فيه فبيقين ندري أنه أراد إحداث
أصحاب الأسماء برهان ذلك قولهفي غير ما
موضع من كتابه أمثلة الأسماء من الثلاثي والرباعي والخماسي والسداسيوالسباعي وقطعه بأن السداسى والسباعي من الأسماء مزيدان
ولا بد وأن الثلاثي منالأسماء أصلي ولا بد
وأن الرباعي والخماسي من الأسماء يكونان أصليين كجعفر وسفرجلويكونان مزيدين وأن الثنائى من الأسماء منقوص مثل يد ودم
ولو تتبعنا قطعه على أنالأسماء هي الأبنية
المسموعة الموضوعة ليعرف بها المسميات لبلغ أزيد من ثلثمائةموضع أفلا يستحي من يدري هذا من كلام سيبويه اطلاقا
لعلمه بأن مراده لا يخفى علىأحد قرأ من من
كتابه ورقتيين ونعوذ بالله من قلة الحياء وأول سطر في كتاب سيبويهبعد البسملة هذا باب علم ما الكلم من العربية فالكلم اسم
وفعل وحرف جاء لمعنى ليسباسم ولا فعل
فالاسم رجل وفرس فهذا بيان جلي من سيبويه ومن كل من تكلم في النحوقبله وبعده على أن الأسماء هي بعض الكلام وان الاسم هو
كلمة من الكلم ولا خلاف بينأحد له حس سليم
في أن المسمي ليس كلمة ثم قال بعد أسطر يسيرة والرفع والجر والنصبوالجزم بحروف الإعراب وحروف الإعراب الأسماء المتمكنة
والأفعال المضارعة لأسماءالفاعلين وهذا منه
بيان لا إشكال فيه أن الأسماء غير الفاعلين وهي التي تضارعهاالأفعال التي في أوائلها الزوائد الأربع وما قال قط من
يرمي بالحجارة أن الأفعالتضارع المسمين ثم
قال والنصب في الأسماء رأيت زيدا والجر مررت بزيد والرفع هذا زيدوليس في الأسماء جزم لتمكنها وإلحاق التنوين وهذا كله
بيان أن الأسماء هي الكلماتالمؤلفة من
الحروف المقطعة لا المسمون بها ولو تتبع هذا في أبواب الجمع وأبوابالتصغير والنداء والترخيم وغيرها لكثر جداً وكاد يفوت
التحصيل.
قال أبو
محمد: فسقط كل ما شغب به القائلون بأن الاسم هو المسمىوكل قول سقط احتجاج أهله وعري عن البرهان فهو باطل ثم
نظرنا فيما احتج به القائلونأن الاسم غير
المسمى فوجدناهم يحتجون بقول الله تعالى "ولله الأسماء الحسنىفادعوه بها وذروا الذين يلحدون في
أسمائه" قال وا والله عز وجل
واحدوالأسماء كثيرة وقد تعالى الله عن أن
يكون اثنين أو أكثر وقد قال رسول الله صلىالله عليه وسلم أن لله تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد
من أحصاها دخل الجنة قال واومن قال أن
خالقه أو معبوده تسعة وتسعون فهو شر من النصارى الذين لم يجعلوه إلاثلاثة.
قال أبو
محمد: وهذا برهان ضروري لازم ورأيت لمحمد بن الطيبالباقلاني ولمحمد بن الحسن بن فورك الأصبهاني أنه ليس
لله تعالى إلا اسم واحدفقط.
قال أبو
محمد: وهذا معارضة وتكذيب لله عز وجل وللقرآن ولرسول اللهصلى الله عليه وسلم ولجميع العالمين ثم عطفا فقال ا معنى
قول الله عز وجل وللهالأسماء الحسنى وقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لله تسعة وتسعين اسما إنما هوالتسمية لا الأسماء.
قال أبو
محمد: وكان هذا التقسيم أدخل في الضلال من ذلك الإجمالويقال لهم فعلى قولكم هذا أراد الله تعالى أن يقول لله
التسميات الحسنى فقالالأسماء الحسنى وأراد
رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول أن لله تسعة وتسعين تسميةفقال تسعة وتسعين اسما أعن غلط وخطأ قال الله تعالى ذلك
ورسوله صلى الله عليه وسلمأم عن عمد ليضل
بذلك أهل الاسلام أم عن جهل باللغة التي تنبهتما لها أنتما ولا بدمن أحد هذه الوجوه ضرورة لا محيد عنها وكلها كفر مجرد
ولا بد لهم من أحدها أو تركما قال وه من
الكذب على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم هذا ودعواهم في ذلكظاهر الكذب بلا دليل ولا يرضي بهذا لنفسه
عاقل.
الاسم
على المسمى فهي شىء ثالث غير الاسم وغير المسمى فذات الخالقتعالى هي الله المسمى والتسمية هي تحريكنا عضل الصدر
واللسان عند نطقنا بهذه الحروفوهي غير
الحروف لأن الحروف هي الهواء المندفع بالتحريك فهو المحرك بفتح الراءوالإنسان هو المحرك بكسر الراء والحركة هي فعل المحرك في
دفع المحرك وهذا أمر معلومبالحس مشاهد
بالضرورة متفق عليه في جميع اللغات واحتجوا أيضا بقول الله تعالى "يَا
زَكَرِيَّاإِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ
نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُسَمِيًّا" وهذا نص لا يحتمل تأويلا في أن الاسم هو الياء
والحاءوالياء والألف ولو كان الاسم هو
المسمي لما عقل أحد معنى قوله تعالى لم نجعل له منقبل سميا ولا فهم ولكان فارغا حاشا لله من هذا ولا خلاف
في أن معناه لم يعلق هذاالاسم على أحد قبله
وذكروا أيضا قول الله عز وجل عن نفسه هل تعلم له سميا وهذا نصجلي على أن أسماء الله تعالى التي اختص بها لا تقع على
غيره ولو كان ما يدعونه لماعقل هذا اللفظ
أحد أيضا حاشا لله من هذا واحتجوا أيضا بقول الله تعالى مبشرا برسولهيأتي من بعدي اسمه أحمد وهذا نص على أن الاسم هو الألف
والحاء والميم والدال إذااجتمعت واحتجوا
أيضا بقول الله عز وجل وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكةفقال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين إلى قوله قال
يا آدم أنبئهم بأسمائهمفلما أنبأهم
بأسمائهم قال ألم أقل لكم الآية وهذا نص جلى على أن الأسماء كلها غيرالمسميات لأن المسميات كانت أعيانا قائمة وذوات ثابته
تراها الملائكة وإنما جهلتالأسماء فقط التي
علمها الله آدموعلمها آدم الملائكة وذكروا
قول الله تعالى قلادعوا الله أو ادعوا
الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى وهذا ما لا حيلة لهمفيه لأن لفظة الله هي غير لفظة الرحمن بلا شك وهي بنص
القرآن أسماء الله تعالىوالمسمى واحد لا
يتغاير بلا شك وذكروا قول الله عز وجل "ولا تأكلوا مما لم يذكراسم الله عليه" وهذا بيانا أيضا جلي مجمع عليه من أهل الإسلام
أنالذي عنده التذكية فهو الكلمة المجموعة
من الحروف المقطعة مثل الله والرحمن والرحيموسائر أسمائه عز وجل واحتجوا من الإجماع بأن جميع أهل
الإسلام لا نحاشى منهم أحداقد أجمعوا على
القول بأن من حلف باسم من أسماء الله عز وجل فحنث فعليه الكفارة ولاخلاف في أن ذلك لازم فيمن قال والله أو والرحمن أو
والصمد أو أي اسم من أسماء اللهعز وجل حلف
بها فما أسخف عقولا يدخل فيها تخطئة ما جاء به الله عز وجل في القرآنوما قال ه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه
أهل الإسلام وما أطبق عليهأهل الأرض قاطبة
من أن الاسم هو الكلمة المجموعة من الحروف المقطعة وتصويبالباقلاني وابن فورك في أن ذلك ليس هو الاسم وإنما هو
التسمية والحمد لله الذى لميجعلنا من أهل
هذه الصنعة المرذولة ولا من هذه العصابة المخذولة واحتجوا أيضا بقولرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أرسلت كلبك فذكرت اسم
الله فكل فصح أن اللفظالمذكور هو اسم الله
تعالى وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن له أسماء وهي احمدومحمد والعاقب والحاشر والماحي فيالله وياللمسلمين أيجوز
أن يظن ذو مسكة عقل أنرسول الله صلى الله
عليه وسلم خمس ذوات تبارك الذي يخلق ما لا نعلم وذكروا قول رسولالله صلى الله عليه وسلم تسموا بأسمي ولا تكنوا بكنيتى
فصح أن الاسم هو الميموالحاء والميم والدال
بيقين لا شك فيه واحتجوا بقول عائشة رضى الله عنها بحضرة رسولالله صلى الله عليه وسلم وقد قال لها عليه السلام إذا
كنت راضية عني قلت لا وربمحمد وإذا كنت
ساخطة قلت لا ورب إبراهيم قال ت أجل والله يارسول الله ما أهجر إلااسمك فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها ذلك
القول فصح أن اسمه غيره بلاشك لأنها لم
تهجر ذاته وإنما هجرت اسمه واحتجوا أيضا بقول رسول الله صلى الله عليهوسلم أحب الأسماء إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن
وأصدق الأسماء همام والحارثوروى أكذبهما
خالد ومالك وهذا كله يبين أن الاسم غير المسمى فقد يسمى عبد الله وعبدالرحمن من يبغضه الله عز وجل وقد يسمى من يكون كذابا
الحارث وهماماويسمى الصادقخالد ومالكا فهم
بخلاف أسمائهم واحتجوا أيضا بأن قال وا قد اجتمعت الأمم كلها علىأنه إذا سئل المرء ما اسمك قال فلان وإذا قيل له كيف
سميت ابنك وعبدك قال سميتهفلانا فصح أن
تسميته هي اختياره وإيقاعه ذلك الاسم على المسمى وأن الاسم غير المسمىواحتجوا من طريق النظر بأن قال وا انتم تقولون أن اسم
الله تعالى هو الله نفسه ثملا تبالون بأن
تقولوا أسماء الله تعالى مشتقة من صفاته فعليم مشتق من علم وقديرمشتق من قدرة وحي من حياة فإذا اسم الله هو الله واسم
الله مشتق فالله تعالى علىقولكم مشتق وهذا
كفر بارد وكلام سخيف ولا مخلص لهم منه فصحت البراهين المذكورة منالقرآن والسنن والإجماع والعقل واللغة والنحو على أن
الاسم غير المسمى بلا شك ولقدأحسن أحمد بن
جدار ما شاء أن يحسن إذ يقول: هيهات يا أخت آل بما غلطت في الاسموالمسمى لو كان هذا وقيل سم مات إذا من يقول سما قال أبو
محمد: وأخبرني أبو عبدالله السائح القطان
أنه شاهد بعضهم قد كتب الله في سحاة وجعل يصلى إليها قال فقلتله ما هذا قال معبود قال فنفخت فيها فطارت فقلت له قد
طار معبودك قال فضربني.
قال أبو
محمد: وموهوا فقالوا فأسماء الله عز وجل إذا مخلوقة إذ هيكثيرة وإذ هى غير الله تعالى قلنا لهم وبالله تعالى
التوفيق أن كنتم تعنون الأصواتالتي هي حروف
الهجاء والمداد المخطوط به في القراطيس فما يختلف مسلمان في أن كل ذلكمخلوق وإن كنتم تريدون الإيهام والتمويه بإطلاق الخلق
على الله تعالى فمن أطلق ذلكفهو كافر بل أن
أشار مشير إلى كتاب مكتوب فيه الله أو بعض أسماء الله تعالى أو إلىكلامه إذ قال يا الله أو قال بعض أسمائه عز وجل فقال هذا
مخلوق أو هذا ليس ربكم أوتكفرون بهذا لما
حل لمسلم إلا أن يقول حاشا الله من أن يكون مخلوقا بل هو ربيوخالقي أؤمن به ولا أكفر به ولو قال غير هذا لكان كافرا
حلال الدم لأنه لا يمكن أنيسأل عن ذات
الباري تعالى ولا عن الذي هو ربنا عز وجل وخالقنا والذي هو المسمى بهذهالأسماء ولا إلى الذي يخبر عنه ولا إلى الذي يذكر إلا
بذكر اسمه ولا بد فلما كانالجواب في هذه
المسألة يموه أهل الجهل بإيصال ما لا يجوز إلى ذات الله تعالى لم يجزأن يطلق الجواب في ذلك البتة إلا بتقسيم كما ذكرنا وكذلك
لو كتب إنسان محمد بن عبدالله بن عبد
المطلب بن هاشم أو نطلق بذلك ثم قال لنا هذا رسول الله صلى الله عليهوسلم أم ليس رسول الله وتؤمنون بهذا أن تكفرون به لكان
من قال ليس رسول الله صلىالله عليه وسلم
وأنا أكفر به كافرا حلال الدم بإجماع أهل الاسلام ولكن نقول بل هورسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نؤمن به ولا يختلف
اثنان في الصوت المسموع والخطالمكتوب ليس
هو الله ولا رسول الله وبالله تعالى التوفيق فإن قال وا أن أحمد بنحنبل وأبا زرعة عبيد الله بن عبد الكريم وأبا حاتم محمد
بن إدريس النظلي الراويينرحمهما الله تعالى
إن الاسم هو المسمي قلنا لهم هؤلاء رضي الله عنهم وإن كانوا منأهل السنة ومن أئمتنا فليسوا معصومين من الخطأ ولا أمرنا
الله عز وجل بتقليدهمواتباعهم في كل ما قال
وه وهؤلاء رحمهم الله أراهم اختيار هذا القول قولهم الصحيحأن القرآن هو المسموع من القرآن المخطوط في المصاحف نفسه
وهذا قول صحيح ولا يوجب أنيكون الاسم هو
المسمى على ما قد بينا في هذا الباب وفي باب الكلام في القرآن والحمدلله رب العالمين وإنما العجب كله ممن قلب الحق وفارق
هؤلاء المذكورين حيث أصابواوحيث لا يحل
خلافهم وتعلق بهم حيث وهموا من هؤلاء المنتمين إلى الأشعرية القائلينبأن القرآن لم ينزل قط إلينا ولا سمعناه قط ولا نزل به
جبريل على قلب رسول الله صلىالله عليه وسلم
وإن الذي في المصاحف هو شيء آخر غير القرآن ثم أتبعوا هذه الفكرةالصلعاء بأن قال وا إن اسم الله هو الله وأنه ليس إلا
اسم واحد وكذبوا الله تعالىورسوله في أن
لله أسماء كثيرة تسعة وتسعين ونعوذ بالله من الخذلان.
قال أبو
محمد: ولو أن إنساناً يشير إلى كتاب مكتوب فيه الله فقالهذا ليس ربي وأنا كافر بهذا لكان كافراً ولو قال هذا
المداد ليس ربي وأنا كافربربوبية هذا الصوت
لكان صادقاً وهذا لا ينكر وإنما نقف حيث وقفنا ولو أن إنساناًقال محمد رسول الله رحمه الله لم يبعد من الاستخفاف فلوا
قال اللهم أرحك محمد وآلمحمد لكان محسناً
ولو أن إنساناً يذكر من أبويه العضو المستور باسمه لكان عاقاً أتىكبيرة وإن كان صادقاً وبالله تعالى
التوفيق.
والكلام
في هل يعقل الفلك والنجوم أم لا قال أبو محمد: زعم قوم أنالفلك والنجوم تعقل وأنها ترى وتسمع ولا تذوق ولا تشم
وهذه دعوى بلا برهان وما كانهكذا فهو باطل
مردود عند كل طائفة بأول العقل إذ ليست أصح من دعوى أخرى تضادهاوتعارضها وبرهان صحة الحكم بأن الفلك والنجوم لا تعقل
أصلاً هو أن حركتها أبداً علىرتبة واحدة لا
تتبدل عنها وهذه صفة الجماد المدبر الذي لا اختيار له فقالوا الدليلعلى هذا أن الأفضل لا يختار إلا الأفضل للعمل فقلنا لهم
ومن أين لكم بأن الحركةأفضل من السكون
الاختياري لأننا وجدنا الحركة حركتين اختيارية واضطرارية ووجدناالسكون سكونين اختيارياً واضطرارياً فلا دليل على أن
الحركة الاختيارية أفضل منالسكون الاختياري
ثم من لكم بأن الحركة الدورية أفضل من سائر الحركات يميناً أويساراً أو أمام أو وراء ثم من لكم بأن الحركة من شرق إلى
غرب كما يتحرك الفلكالأكبر أفضل من الحركة
من غرب إلى شرق كما تتحرك سائر الأفلاك وجميع الكواكب فلاحأن قولهم مخرقة فاسدة ودعوى كاذبة مموهة و قال بعضهم لما
كنا نحن نعقل وكانتالكواكب تدبرنا كانت
أولى بالعقل والحياة منا فقلنا هاتان دعوتان مجموعتان في نسقأحدهما القول بأنها تدبرنا فهي دعوى كاذبة بلا برهان على
ما نذكره بعد هذا إن شاءالله تعالى والثاني
الحكم بأن من تدبرنا أحق بالعقل والحياة منا فقد وجدنا التدبيريكون طبيعياً ويكون اختيارياً فلو صح أنها تدبرنا لكان
تدبيراً طبيعياً كتدبيرالغذاء لنا وكتدبير
الهواء والماء لنا وكل ذلك ليس حياً ولا عاقلاً بالمشاهدة وقدأبطلنا الآن أن يكون تدبير الكواكب لنا اختيارياً بما
ذكرنا من جريها على حركةواحدة ورتبة واحدة
لا تنتقل عنها أصلاً وأما القول بقضايا النجوم فإنا نقول في ذلكلائحاً ظاهراً إن شاء الله تعالى.
قال أبو
محمد: أما معرفة قطعها في أفلاكها وآناء ذلك ومطالعهاوأبعادها وارتفاعاتها واختلاف مراكز أفلاكها فعلم حسن
صحيح رفيع يشرف به الناظر فيهعلى عظيم قدرة
الله عز وجل وعلى يقين تأثيره وصنعته واختراعه تعالى للعالم بما فيهوفيه الذي يضطر كل ذلك إلى الإقرار بالخالق ولا يستغني
عن ذلك في معرفة القبلةوأوقات الصلاة وينتج
من هذا معرفة رؤية الأهلة لفرض الصوم والفطر ومعرفة الكسوفينبرهان ذلك قول الله تعالى "ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق" و قال تعالى "والقمر قدرناه منازلحتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك
القمر ولا الليل سابق النهاروكل في فلك
يسبحون" و قال تعالى
"والسماء ذاتالبروج" و قال تعالى "لتعلموا عدد السنينوالحساب" وهذا نفس ما قلنا وبالله تعالى
التوفيق.
وأما
القضاء بها فالقطع به خطأ لما نذكره إن شاء الله تعالى وأهلالقضاء ينقسمون قسمين أحدهما القائلون بأنها والفلك
عاقلة مميزة فاعلة مدبرة دونالله تعالى أو
معه وأنها لم تزل فهذه الطائفة كفار مشركون حلال دماؤهم وأموالهمبإجماع الأمة وهؤلاء عني رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذ يقول أن الله تعالى قالأصبح من عبادي
كافر بي مؤمن بالكواكب وفسره رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهالقائل مطرنا بنوء كذا وكذا وأما من قال بأنها مخلوقة
وأنها غير عاقلة لكن الله عزوجل خلقها
وجعلها دلائل على الكوائن.
فهذا
ليس كافراً ولا مبتدعاً وهذا هو الذي قلنا فيه أنه خطأ لأنقائل هذا إنما يحيل على التجارب فما كان من تلك التجارب
ظاهراً إلى الحس كالمدوالجزر الحادثين عند
طلوع القمر واستوائه وأفوله وامتلائه ونقصانه وكتأثير القمر فيقتل الدابة الدبرة إذا لاقى الدبرة ضوءه وكتأثيره في
القرع والقثاء المسموع لنموهامع القمر صوت
قوي وكتأثيره في الدماغ والدم والشعر وكتأثير الشمس في عكس الحروتصعيد الرطوبات وكتأثيرها في أعين السنانير غدوة ونصف
النهار وبالعشي ونصف الليلوسائر ما يوجد
حساً فهو حق لا يدقعه ذو حس سليم وكل ذلك خلق الله عز وجل فهو خلقالقوي وما يتولد عنها ويوجد بها كما قال تعالى
"وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءمَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ
الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَبَاسِقَاتٍ لَّهَا
طَلْعٌ نَّضِيدٌ رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِبَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ
الْخُرُوجُ" وأما ما كان من
تلك التجاربخارجاً عما ذكرنا فهو دعاوي لا
تصح لوجوه أحدها أن التجربة لا تصح إلا بتكرر كثيرموثوق بدوامه تضطر النفوس إلى الإقرار به كاضطرارنا إلى
الإقرار بأن الإنسان إن بقيثلاث ساعات تحت
الماء مات وإن ادخل يده في النار احترق ولا يمكن هذا في القضاءبالنجوم لأن النصب الدالة عندهم على الكائنات لا تعود
إلا في عشرات آلاف من السنينلا سبيل إلى أن
يصح منها تجربة ولا إلى أن تبيقي دورة تراعي تكرار تلك الأدوار وهذابرهان مقطوع به على بطلان دعواهم في صحة القضايا بالنجوم
وبرهان آخر وهو ان شروطهمفي القضاء لا
تمكنهم الإحاطة بها أصلاً من معرفة مواقع السهام ومطارح الشعاعاتوتحقيق الدرج النيرة والغيمة والمظلمة والآثار والكواكب
البنيانية وسائر شروطهمالتي يقرون أنه لا
يصح القضاء إلا بتحقيقها وبرهان ثالث وهو أنه ما دام يشتغلالمعدل في تعديل كوكب زل عنه سائر الكواكب ولو دقيقة ولا
بد وفي هذا فساد القضاءبإقرارهم وبرهان
رابع وهو ظهور اليقين بالباطل في دعواهم إذ جعلوا طبع زحل البردواليبس وطبع المريخ الحر واليبس وطبع القمر البرد
والرطوبة وهذه الصفات إنما هيللعناصر التي
دون فلك القمر وليس شيء منها في الأجرام العلوية لأنها خارجة عن محلحوامل هذه الصفات والأعراض لا تتعدى حواملها والحوامل لا
تتعدى مواضعها التي رتبهاالله فيها وبرهان
خامس وهو ظهور كذبهم في قسمتهم الأرض على البروج والدراري ولسنانقول في المدن التي يمكنهم فيها دعوى أن بناءها كان في
طالع كذا ونصه كذا لكن فيالأ قال يم والقطع
من الأرض التي لم يتقدم كون بعضها كون بعض كذبهم فيما عليه بنواقضاياهم في النجوم وكذلك قسمتهم أعضاء الجسم والفلزات
على الدراري أيضاً وبرهانسادس أننا نجد
نوعاً وأنواعاً من أنواع الحيوان قد فشا فيها الذبح فلا تكاد يموتشيء منها إلا مذبوحاً كالدجاج والحمام والضان والمعز
والبقر التي لا تموت منها حتفأنفه إلا في
غاية الشذوذ ونوعاً وأنواعاً لا تكاد تموت إلا حتف أنوفها كالحميروالبغال وكثير من السباع وبالضرورة يدري كل أحد أنها قد
تستوي أوقات ولادتها فبطلقضاؤها بما يوجب
الموت الطبيعي وبما يوجب الكرهى لاستواء جميعها في الولاداتواختلافها في أنواع المنايا وبرهان سابع وهو أننا نرى
الخصافا شيئاً في سكانالاقليم الأول وسكان
الاقليم السابع ولا سبيل إلى وجوده البتة في سكان سائر الأ قاليم ولا شك ولا مرية في استوائهم في أوقات الولادة فبطل
يقيناً قضاؤهم بما يوجبالخصا وبما لا يوجبه
بما ذكرنا من تساويهم في أوقات التكون والولادة واختلافهم فيالحكم ويكفي من هذا أن كلامهم في ذلك دعوى بلا برهان وما
كان هكذا فهو باطل معاختلافهم فيما يوجبه
الحكم عندهم والحق لا يكون في قولين مختلفين وأيضاً فإنالمشاهدة توجب أننا قادرون على مخالفة أحكامهم متى
أخبرونا بها فلو كانت حقاًوحتماً وما قدر
أحد على خلافها وإذا أمكن خلافها فليست حقاً فصح أنها تخرص كالطرقبالحصا والضرب بالحب والنظر في الكتف والزجر والطيرة
وسائر ما يدعي أهله فيه تقديمالمعرفة بلا
شك وما يخص ما شاهدناه وما صح عندنا مما حققه حذاقهم من التعديل فيالموالد والمناجات وتحاول السنين ثم قضوا فيه فاخطؤا وما
تقع أصابتهم من خطئهم إلافي جزء يسير فصح
أنه تحرص لا حقيقة فيه لا سيما دعواهم في إخراج الضمير فهو كله كذبلمن تأمله وبالله تعالى التوفيق وكذلك قولهم في القرانات
أيضاً ولو أمكن تحقيق تلكالتجارب في كل ما
ذكرنا لصدقناها وما يبدوا منها ولم يكن ذلك علم غيب لأن كل ما قامعليه دليل من خط أو كتف أو زجر أو تطير فليس غيباً لو صح
وجه كل ذلك وإنما الغيبوعلمه هو أن يخبر
المرء بكائنة من الكائنات دون صناعة أصلاً من شيء مما ذكرنا ولامن غيره فيصيب الجزئي والكلي وهذا لا يكون إلا لنبي وهو
معجزة حينئذٍ وأما الكهانةفقد بطلت بمجيء
النبي صلى الله عليه وسلم فكان هذا من أعلامه وآياته وبالله تعالىالتوفيق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق