كتبهابلال عبد الهادي ، في 31 كانون الأول 2010 الساعة: 17:03 م
ورد في كتاب سحر البلاغة وسر البراعة
للثعالبي هذا النصّ عن المرائين من الفقهاء والعدول والقضاة فأحببت إمتاع القارىء
بقراءته:
بيض لحيته ليسود صحيفته ، وأظهر روعه
، ليخفي طمعه ، وقصر سباله ليطيل يده ، وتغشى محرابه ، ليملأ جرابه ، ما ظنك بذئاب
طلس ، في ثياب ملس . قوم يحملون الأمانة على متونهم ، ليأكلوا النار في بطونهم ،
حتى تغلظ قصراتهم من مال اليتامى ، وتسمن أكفالهم من غزل الأيامى . عدل يبرز في
ظاهر أهل السمت ، وباطن أصحاب السبت . فعله الظلم البحت ، وأكله الحرام السمت ، سوس
لا يقع إلا في صوف الأيتام ، وجراد لا يسقط إلا على الزرع الحرام ، وكردي لا يغير
إلا على الضعاف ، ولص لا ينقب إلا علىخزانة الأوقاف ، وذئب لا يفترس عباد الله إلا
بين الركوع والسجود ، وحارب لا ينهب مال الله إلا بين العهود والشهود . قاض لا شاهد
عنده أعدل من السلة والجام ، يدلي بهما إلى الحكام ، ولا مزكي أصدق لديه من الصفر ،
الذي يرقص على الظفر ، ولا وثيقة أحب إليه من غمزات الخصوم ، على الكيس المختوم ،
ولا كفيل أوقع بوفاقه من خبنة الذيل ، وحمال الليل ، ولا خليل أعز إليه من المنديل
والطبق ، في وقت العشاء والفلق ، ولا حكومة أبغض إليه من حكومة المجلس ، وخصومة
المفلس ، ثم الويل للفقير إذا ظلم فما ينجيه مجلس القضاء ، إلا بالنار من الرمضاء ،
وأقسم أن اليتيم إذا وقع إليه فقد وقع بين مخالب الأسود ، وأنياب الحبات السود
.
الكذب والبهتان فلان منغمس في عيبه ، يكذب لذيله على جيبه . يقول بهتاً ،
وزوراً بحتا . قد ملىء قلبه رينا ، وقوله مينا ، يدين بالكذب مذهبا ، ويستلين الزور
مركبا ، الفاختة عنده أبو ذر . لا أضغي إلى ما يلفق وينمق ، ويخلق ويزوق . أقاويل
يتمشى الزور في مناكبها ، ويتردد البهتان في مذاهبها . حسب الكاذب بفعله شتما ،
وبقلبه خصما ، أما يخاف الكذوب ، أن يذوب ?
وعن خبث اللسان والفعل، قال الثعالبي ما
يلي:
خبث اللسان
والفعل
لسانه مقراض للأعراض . فلان يأكل خبزه
بلحوم الناس . عرض دني ، وفم بذي . لا يزال تخرج من فمه كلمة يقطر منها دمه ،
ويتبرأ منها لسانه ويده ، وتطلقه نفسه . من أغمد فيه سيف الريبة ، انسل منه لسان
الغيبة ، ومن طعن عجانه ، طعن لسانه ، ومن وارى سوءة أخيه صغيرا ، تنقل بأعراض
الكرام كبيرا . فلان مقصور الهمة على ما يستهجن ذكره ، فكيف ارتكابه وفعله . فلان
فيه بغي مشتق من البغاء ، وبه وجع في الوجعاء . فلان لسهامالغائبين مستهدف ، ولعصي
الفاسقين متلقف . فلان يخبأ العصا ، في الدهليز الأقصى . هو أبغى من إبر الخياطين ،
ومحابر الوراقين .
ورد في كتاب سحر البلاغة وسر البراعة
للثعالبي هذا النصّ عن المرائين من الفقهاء والعدول والقضاة فأحببت إمتاع القارىء
بقراءته:
بيض لحيته ليسود صحيفته ، وأظهر روعه ، ليخفي طمعه ، وقصر سباله ليطيل يده ، وتغشى محرابه ، ليملأ جرابه ، ما ظنك بذئاب طلس ، في ثياب ملس . قوم يحملون الأمانة على متونهم ، ليأكلوا النار في بطونهم ، حتى تغلظ قصراتهم من مال اليتامى ، وتسمن أكفالهم من غزل الأيامى . عدل يبرز في ظاهر أهل السمت ، وباطن أصحاب السبت . فعله الظلم البحت ، وأكله الحرام السمت ، سوس لا يقع إلا في صوف الأيتام ، وجراد لا يسقط إلا على الزرع الحرام ، وكردي لا يغير إلا على الضعاف ، ولص لا ينقب إلا علىخزانة الأوقاف ، وذئب لا يفترس عباد الله إلا بين الركوع والسجود ، وحارب لا ينهب مال الله إلا بين العهود والشهود . قاض لا شاهد عنده أعدل من السلة والجام ، يدلي بهما إلى الحكام ، ولا مزكي أصدق لديه من الصفر ، الذي يرقص على الظفر ، ولا وثيقة أحب إليه من غمزات الخصوم ، على الكيس المختوم ، ولا كفيل أوقع بوفاقه من خبنة الذيل ، وحمال الليل ، ولا خليل أعز إليه من المنديل والطبق ، في وقت العشاء والفلق ، ولا حكومة أبغض إليه من حكومة المجلس ، وخصومة المفلس ، ثم الويل للفقير إذا ظلم فما ينجيه مجلس القضاء ، إلا بالنار من الرمضاء ، وأقسم أن اليتيم إذا وقع إليه فقد وقع بين مخالب الأسود ، وأنياب الحبات السود .
الكذب والبهتان فلان منغمس في عيبه ، يكذب لذيله على جيبه . يقول بهتاً ، وزوراً بحتا . قد ملىء قلبه رينا ، وقوله مينا ، يدين بالكذب مذهبا ، ويستلين الزور مركبا ، الفاختة عنده أبو ذر . لا أضغي إلى ما يلفق وينمق ، ويخلق ويزوق . أقاويل يتمشى الزور في مناكبها ، ويتردد البهتان في مذاهبها . حسب الكاذب بفعله شتما ، وبقلبه خصما ، أما يخاف الكذوب ، أن يذوب ?
وعن خبث اللسان والفعل، قال الثعالبي ما
يلي:
خبث اللسان والفعل
لسانه مقراض للأعراض . فلان يأكل خبزه
بلحوم الناس . عرض دني ، وفم بذي . لا يزال تخرج من فمه كلمة يقطر منها دمه ،
ويتبرأ منها لسانه ويده ، وتطلقه نفسه . من أغمد فيه سيف الريبة ، انسل منه لسان
الغيبة ، ومن طعن عجانه ، طعن لسانه ، ومن وارى سوءة أخيه صغيرا ، تنقل بأعراض
الكرام كبيرا . فلان مقصور الهمة على ما يستهجن ذكره ، فكيف ارتكابه وفعله . فلان
فيه بغي مشتق من البغاء ، وبه وجع في الوجعاء . فلان لسهامالغائبين مستهدف ، ولعصي
الفاسقين متلقف . فلان يخبأ العصا ، في الدهليز الأقصى . هو أبغى من إبر الخياطين ،
ومحابر الوراقين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق