كنت اعلّم مادة الترجمة في القسم العربي/سنة ثانية، وقبل
الامتحان بفترة وجيزة جاءني طالب، ولم اكن قد رأيته على امتداد العام، والطالب إمام
جامع في احدى قرى الشمال، وبدأ يحدّثني عن المادّة، وانه لم يبق عنده الا المواد الفرنسية،
وانه لا يمكنه ان يحصل على الليسانس، بسبب استحالة نجاحه في مادة الترجمة والمواد الفرنسية
الأخرى. وطلب منّي بكل وقاحة أن أمرّر له الأسئلة لأنها الوسيلة الوحيدة ( في نظره
) للنجاح!
فقلت له: تكرم عينك يا شيخ، بس بشرط.
فاستبشر خيرا، ثمّ سألني عن هذا الشرط، فقلت له: نذهب معاً
، نهار الجمعة القادم الى الجامع المنصوريّ الكبير، ان شاء الله، وقت صلاة الظهر، وتعتلي المنبر ثمّ
تعلن خروجك من الاسلام، لأنّ من غشّ ليس منّا.
وعليك أن تعلم أهل التقى انك لم تعد منهم، ولك منّي بعد تنفيذ هذا الشرط، ما
طلبت.
زاغت عيناه في محجرية، وولّى ولم يعفّب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق