السبت، 15 مارس 2014

الخادم والمخدوم

مفهوم القيم مفهوم يخلط الأمور، يراها بطريقة مغايرة عما تراه مفاهيم الطبقات الاجتناعية.
لنفترض انك من ذوي الجاه، وحالتك المادية عال العال، ويسمح لك وقتك في الجلوس في مقهى، ويمرّ في المقهى ماسح أحذية جوّال، يمسح احذية الراغبين من رواد المقهى.
قد تتحوّل انت الوجيه، في لحظة غير متوقعة، الى شوفير خاص لماسح الأحدية.
قد تكون في سيارتك وتلحظ ان ماسح الأحذية واقف في الطريق بانتظار شوفير، تجد نفسك لا شعوريا توقفت وأشرت اليه بالركوب معك لتوصيله.
لم يجبرك أحد على الوقوف، ولم يشور لك ماسح الأحذية.
سلوك أخذته من تلقاء نفسك.
فلنضع كل الحسابات الأخلاقية التي قادتك الى هذا الصنيع.
ونسأل سؤالا واحدا ساذجا؛ الم تكن انت " في هذه اللحظة" شوفيراً من دون اي احراج؟
شوفير ينسف مفهوم الطبقات في لحظة انسانية خارقة؟
من كان خادم من في هذه اللحظة؟
هذا مجرد مثل من الاف الأمثال التي تتحول فيها أنت الى شيء آخر.
فقد تكون للحظة خادما مخلصا لشتلة زهر، او خادما امينا لعصفور، او عتّالا - بمرضاتك- لرغبات غيرك.
كلّ مخدوم خادم. وكلّ خادم مخدوم.
هذا ما انتبه له #المعرّي في احد ابيات شعره حين قال:
الناس للناس من بدو وحاضرة
بعض لبعض وان لم يشعروا خدم

ربما كان للمعري اسبابه الخاصة ( عماه) التي دعته الى قول هذا البيت، ولكن ، عمليا، من هو البصير؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق