كتبهابلال عبد الهادي ، في 24 نيسان 2011 الساعة: 08:33 ص
قال الله عز وجل لنبيه، صلى الله
عليه وسلم : " ادفع بالتي هي أحسن،فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي
حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " .
وقال تعالى: " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الأمر " .
وقال تعالى: " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الأمر " .
وقال عز وجل: " واخفض جناحك لمن
اتبعك من المؤمنين " .
وروي عن أبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى الناس.
وسئل الحسن عن حسن الخلق، فقال: الكرم، والبذلة، والتودد إلى الناس.
وروينا عن جرير بن عبد الله البجلي، فقال: ما حجبني رسول الله منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي.
وقال المنصور: إذا أحببت المحمدة من الناس بلا مؤونة، فالقهم ببشر حسن.
وروي عن كعب الأحبار قال: مكتوب في التوراة: ليكن وجهك سبطاً تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم الذهب والفضة.
وأنشدني أبو علي العنزي:
إلق بالبشر من لقيت من النا … س جميعاً، ولاقهم بالطَّلاقه
تجن منهم به جنيَّ ثمار … طيب طعمه، لذيذ المذاقه
ودع التيه والعبوس عن النا … س، فإن العبوس رأس الحماقه
كلما شئت أن تعادي عادي … ت صديقاً، وقد تعز الصداقة
أنشدني لبعض بني طيء:
خالق الناس بخلق واسع، … لا تكن كلباً على الناس يهرّ
والقهم منك ببشر ثم كن … للذي تسمع منهم مغتفر
وقال أبو العتاهية:
وألن جناحك تعتقد … في الناس محمدة بلينه
فلربما احتقر الفتى … من ليس في شرف بدونه
وكان يقال: أول المروة طلاقة الوجه؛ والثانية التودد إلى الناس؛ والثالثة قضاء حوائج الناس.
وروي أن أعرابياً قال: يا رسول الله، إنا من أهل البادية، فنحب أن تعلمنا عملاً لعل الله أن ينفعنا به، قال: لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تُفرغ من دلوك في إناء المستقي، وأن تكلم أخاك ووجهك إليه منطلق.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه، والخلق الحسن.
وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: تمام تحياتكم المصافحة.
وقال الحسن البصري: المصافحة تزيد في المودة.
وروى مجاهد عن معاذ قال: إن المسلمين، إذا التقيا فضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه ثم أخذ بيده تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر.
واعلم أنه إذا صلحت النيات، وخلصت السريرات، صلحت أصفية المودة، وثبتت المحبة، واتفقت القلوب، واغتفرت الذنوب؛ وإذا فسدت النيات، وخبثت السريرات، بطل خالص الإخاء، وانحلت عُرى المودة والصفاء. وقد شرحت في ذلك باباً تقف عليه، إن شاء الله تعالى.
اتفاق القلوب على مودة الصديق
وقلة الخلاف على الرفيق
روينا عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود، وعن الوليد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
وقال بعض الشعراء:
إن القلوب لأجناد مجندة، … لله في الأرض بالأهواء تعترف
فما تعارف منها فهو مؤتلف، … وما تناكر منها فهو مختلف
وقال طرفة:
وإن امرأً لم يعف يوماً فكاهة … لمن لم يرد سوءاً بها لجهول
تعارف أرواح الرجال إذا التقوا، … فمنهم عدو يتقى، وخليل
وكان يقال: المودة قرابة مستفادة. وقيل لخالد بن صفوان: أخوك أحب إليك أم صديقك؟ فقال: إن أخي إذا كان غير صديق لم أحبه. وروينا عن واصل مولى ابن عيينة قال: كنت مع محمد بن واسع بمرو، فأتى عطاء بن مسلم ومعه ابنه عثمان، فقال عطاء لمحمد: أي عمل في الدنيا أفضل؟ قال: صحبة الأصحاب ومحادثة الإخوان، إذا اصطحبوا على الأمن والتقوى، فحينئذ يذهب الله بالحلف من بينهم، فواصلوا وتواصلوا.
وروي عن بشر بن السري قال: ليس من البر أن تبغض ما أحبه حبيبك. وقال عبد الله بن صالح: اجتمعت أنا ومحمد بن نصر الحارثي وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض، فصنعت لهم طعاماً، فلم يخالف محمد ابن نصر علينا في شيء أصلاً، فقال له عبد الله: ما أقل خلافك! فقال محمد:
وإذا صاحبت، فاصحب ماجداً … ذا حياء وعفاف وكرم
قوله للشيء: لا، إن قلت: لا، … وإذا قلت: نعم، قال: نعم
وقال آخر:
هموم رجال في أمور كثيرة، … وهمي من الدنيا خليل مساعد
إذا غبت عنه لم أغب عن ضميره، … كأني
مقيم بين عينيه شاهدوروي عن أبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى الناس.
وسئل الحسن عن حسن الخلق، فقال: الكرم، والبذلة، والتودد إلى الناس.
وروينا عن جرير بن عبد الله البجلي، فقال: ما حجبني رسول الله منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي.
وقال المنصور: إذا أحببت المحمدة من الناس بلا مؤونة، فالقهم ببشر حسن.
وروي عن كعب الأحبار قال: مكتوب في التوراة: ليكن وجهك سبطاً تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم الذهب والفضة.
وأنشدني أبو علي العنزي:
إلق بالبشر من لقيت من النا … س جميعاً، ولاقهم بالطَّلاقه
تجن منهم به جنيَّ ثمار … طيب طعمه، لذيذ المذاقه
ودع التيه والعبوس عن النا … س، فإن العبوس رأس الحماقه
كلما شئت أن تعادي عادي … ت صديقاً، وقد تعز الصداقة
أنشدني لبعض بني طيء:
خالق الناس بخلق واسع، … لا تكن كلباً على الناس يهرّ
والقهم منك ببشر ثم كن … للذي تسمع منهم مغتفر
وقال أبو العتاهية:
وألن جناحك تعتقد … في الناس محمدة بلينه
فلربما احتقر الفتى … من ليس في شرف بدونه
وكان يقال: أول المروة طلاقة الوجه؛ والثانية التودد إلى الناس؛ والثالثة قضاء حوائج الناس.
وروي أن أعرابياً قال: يا رسول الله، إنا من أهل البادية، فنحب أن تعلمنا عملاً لعل الله أن ينفعنا به، قال: لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تُفرغ من دلوك في إناء المستقي، وأن تكلم أخاك ووجهك إليه منطلق.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه، والخلق الحسن.
وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: تمام تحياتكم المصافحة.
وقال الحسن البصري: المصافحة تزيد في المودة.
وروى مجاهد عن معاذ قال: إن المسلمين، إذا التقيا فضحك كل واحد منهما في وجه صاحبه ثم أخذ بيده تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر.
واعلم أنه إذا صلحت النيات، وخلصت السريرات، صلحت أصفية المودة، وثبتت المحبة، واتفقت القلوب، واغتفرت الذنوب؛ وإذا فسدت النيات، وخبثت السريرات، بطل خالص الإخاء، وانحلت عُرى المودة والصفاء. وقد شرحت في ذلك باباً تقف عليه، إن شاء الله تعالى.
اتفاق القلوب على مودة الصديق
وقلة الخلاف على الرفيق
روينا عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود، وعن الوليد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
وقال بعض الشعراء:
إن القلوب لأجناد مجندة، … لله في الأرض بالأهواء تعترف
فما تعارف منها فهو مؤتلف، … وما تناكر منها فهو مختلف
وقال طرفة:
وإن امرأً لم يعف يوماً فكاهة … لمن لم يرد سوءاً بها لجهول
تعارف أرواح الرجال إذا التقوا، … فمنهم عدو يتقى، وخليل
وكان يقال: المودة قرابة مستفادة. وقيل لخالد بن صفوان: أخوك أحب إليك أم صديقك؟ فقال: إن أخي إذا كان غير صديق لم أحبه. وروينا عن واصل مولى ابن عيينة قال: كنت مع محمد بن واسع بمرو، فأتى عطاء بن مسلم ومعه ابنه عثمان، فقال عطاء لمحمد: أي عمل في الدنيا أفضل؟ قال: صحبة الأصحاب ومحادثة الإخوان، إذا اصطحبوا على الأمن والتقوى، فحينئذ يذهب الله بالحلف من بينهم، فواصلوا وتواصلوا.
وروي عن بشر بن السري قال: ليس من البر أن تبغض ما أحبه حبيبك. وقال عبد الله بن صالح: اجتمعت أنا ومحمد بن نصر الحارثي وعبد الله بن المبارك وفضيل بن عياض، فصنعت لهم طعاماً، فلم يخالف محمد ابن نصر علينا في شيء أصلاً، فقال له عبد الله: ما أقل خلافك! فقال محمد:
وإذا صاحبت، فاصحب ماجداً … ذا حياء وعفاف وكرم
قوله للشيء: لا، إن قلت: لا، … وإذا قلت: نعم، قال: نعم
وقال آخر:
هموم رجال في أمور كثيرة، … وهمي من الدنيا خليل مساعد
نكون كروح بين جسمين فُرقاً، … فجسماهما جسمان والروح واحد
وأنشدني آخر:
وإلفين كالغصنين ضمهما الهوى، … فروحاهما روح، وقلباهما قلب
إذا غاب هذا ساعة عن خليله، … تجلاه يوماً، عند فرقته، كرب
فيا من رأى إلفين صانا هواهما، … فهذا بذا صبٌّ، وهذا بذا صبُّ
وأنشدني للحكمي:
روحها روحي، وروحي روحها، … ولها قلب، وقلبي قلبها
فلنا روح وقلب واحد، … حسبها حسبي، وحسبي حسبها
ولعمري إن ذلك لحسن جميل: والذي قيل في ذلك كثير طويل، وقد نهى قوم عن استعمال الميل في المودة، واعلم أن ذلك مع دوام المحبة وصفاء المودة لحسن غير مدفوع، غير أنه قد نهي عن استعمال الميل في المودة وكثرة الإفراط في المحبة وإدمان الزيارة في كل يوم وساعة لموضع الملل والسلوان الذي هو طبع الإنسان، وأمرنا بالقصد في كل الأمور، بدوام المحبة والسرور. وقد ذكرت بعض ذلك وفيه مقنع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق