كتبهابلال عبد الهادي ، في 7 أيار 2011 الساعة: 17:46 م
قال عبد الله بن المعتز رحمه الله. قد قدمنا في
أبواب كتابنا هذا بعض ما وجدنا في القرآن واللغة وأحاديث رسول الله صلى الله عليه
وكلام الصحابة والأعراب وغيرهم وأشعار المتقدمين من الكلام الذي سماه المحدثون
البديع ليعلم أن بشاراً ومسلماً وأبا نواس ومن تقيّلهم وسلك سبيلهم لم يسبقوا إلى
هذا الفن ولكنه كثر في أشعارهم فعرف في زمانهم حتى سمى بهذا الاسم فأعرب عنه ودلّ
عليه. ثم إن حبيب بن أوس الطائي من بعدهم شُعفَ به حتى غلب عليه وتفرغ فيه وأكثر
منه فأحسن في بعض ذلك وأساء في بعض وتلك عقبى الإفراط وثمرة الإسراف وإنما كان يقول
الشاعر من هذا الفنّ البيت والبيتين في القصيدة وربما قُرئت من شعر أحدهم قصائد من
غير أن يوجد فيها بيت بديع وكان يُستحسنُ ذلك منهم إذا أتى نادراً ويزداد حظوة بين
الكلام المرسل وقد كان بعض العلماء يشبه الطائيّ في البديع بصالح بن عبد القدوس في
الأمثال ويقول لو أن صالحاً نثر أمثاله في شعره وجعل بينها فصولاً من كلامه لسبق
أهل زمانه وغلب على مدّ ميدانه وهذا أعدل كلام سمعته في هذا المعنى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق