الجمعة، 8 فبراير 2013

打草惊蛇حرك الأعشاب لافزاع الأفعى

كتبهابلال عبد الهادي ، في 20 أيلول 2010 الساعة: 11:55 ص





"حرك الأعشاب لافزاع الأفعى" يعني أن الانسان الذي يمشي في الغابة يضرب بقدمه الأعشاب تحته لتخويف الأفعى لتبتعد عن المكان لتفادي التعرض للدغتها.
جاءت هذه الخطة أصلا من قصة في الصين القديمة حيث كان بإحدى المحافظات مسئول ظالم يسعى دائما لسلب المواطنين أموالهم بظلم بصرف النظر عن القوانين والعدالة والاخلاق الانسانية. ويقول المثل:" إذا كان رب البيت في الدف ناقر فشيمة أهل البيت كلهم الرقص " فاقتدى به الموظفون وأخذوا يختلسون أموال الحكومة ويرتشون ويبتزون الآخرين ويخدعون من أجل كسب الأموال وتحقيق المصالح بشكل غير شرعي. الأمر الذي جعل المواطنين المحليين يعانون من مشاكل ومعانات آملين في حلول فرصة لمعاقبة هؤلاء المخالفين.
ذات يوم جاء مبعوث القيادة العليا الى المحافظة في زيارة تفقدية لها. فرأى المواطنون أن الفرصة قد جاءت. فكتبوا عريضة الدعوى التي تضم مختلف تصرفات الموظفين المخالفين ورفعوها أولا الى مسئول المحافظة الظالم المذكور طالبين منه نقلها الى المبعوث. وبعد أن قرأ المسؤول الظالم عريضة الدعوى وقع فورا في خوف وارتباك، لأنه وجد أن جميع السلوكيات المخالفة المسجلة في عريضة الدعوى مشابهة تماما لسلوكياته السابقة وحتى أنه قد شارك في بعضها فعلا. وعرف بوضوح أن عريضة الدعوى توجّه أصابع الاتهام الى موظفيه، إلا أنه شعر بأنهم سيحمّلونه المسؤولية في النهاية، فازدادت خوفه أكثر فأكثر بينما أخذ القلم وكتب بدون وعي الكلمات التالية: حركتم الأعشاب فأفزعتم الأفعى مشبها الموظفين بالأعشاب التي يضربها المواطنون وهو كالأفعى التي تشبهه حيث أصبح في فزع شديد خوفا من العقاب القادم. وأخذ الناس بعد ذلك يشبهون استخدام هذه القصة بأن المرء قد يتحرك وسط الأعشاب لافزاع الأفعى وجعلها في خوف أو في حذر أمام خطر محتمل.
إستخدام هذه الخطة في الأعمال العسكرية في معظم الاحيان يهدف الى هدفين أولهما: ضرب الأعشاب عمدا من أجل افزاع الأفعى، والثاني تفادى أية حركة بين الأعشاب لمفاجئة الأفعى.
في عهد الممالك الثلاث الصينية الذي يرجع تاريخه الى عام 218 الميلادي قاد تساو تساو/ ملك مملكة وي جيشه الكبير لمهاجمة مملكة شو. وكان جيش مملكة شو حينذاك ضعيفا نسبيا، ومن أجل مواجهة الاعداء، وضع الملك ليو بي مع مستشاره المشهور كونغ مينغ خطة متكاملة. إذ أمر تشاو يون وهو أحد كبار ضباط الجيش بقيادة خمسمائة جندي لاقامة كمين داخل الجبل القريب من معسكر جيش تساو تساو، وأمر بأن يحمل كل جندي طبلا وبوقا ليستخدمهما لافزاع الاعداء. وفي اليوم التالي بعد طلوع الشمس جاء تساو تساو على رأس جنوده الى ميدان القتال متحديا جيش مملكة شو بزعامة تشاو يون إلا أنه وجد أن خصومه لم يخرجوا من الجبل بل أخذوا يقرعون الطبول وينفخون الأبواق بكل قوة، الأمر الذي جعله متحيرا ولم يجرأ على التقدم. وتكررت الحالة مرات عديدة في النهار. وبعد غروب الشمس حيث ساد الظلام كل الأماكن، وعندما بدأ جنود جيش تساو تساو استراحتهم تعالت أصوات الطبول والأبواق والهتافات من جديد مما أشعرهم بفزع شديد. وظن تساو تساو أن خصومه بدأوا الهجوم على معسكره، فأمر جنوده بمواجهة الأعداء. ولكن سرعان ما اختفت الأصوات، وعاد الهدوء الى المكان من جديد. وعندما أراد تساو تساو أخذ قسط من الراحة أخذت الأصوات تدوي من جديد، وتكررت مرات في تلك الليلة بل استمرت طوال الأيام الثلاثة المتتالية. الأمر الذي جعل تساو تساو في غضب وحيرة ومخاوف. وعندما قال له مستشاره إن هذه هى حيلة مدبّرة من تشاو يون الذي لا يقدر على شن هجوم حقيقي، ويكتفي بازعاجه وافزاعه فقط، قال تساو تساو إنني عرفتُ بوضوح أن هذه هى حيلة، لكن إذا لم ننهض لمواجهة الاعداء ولو لمرة واحدة فستنجح هذه الحيلة وربما سيهاجمنا الأعداء فعلا. وبعد ذلك أمر جيشه بالانسحاب الى مملكته. وهكذا استخدم الملك ليو بي خطة " حرك الأعشاب لافزاع الأفعى" لاجبار العدو على التراجع والانسحاب.
وجدير بالذكر أنه في المجتمع الحديث يستخدم رجال الشرطة دائما خطة " عدم تحريك الاعشاب حتى لا تعرف الأفعى " لكشف القضايا الجنائية. أي القيام بالاستطلاع والتجسس السري دون أن يعرف ذلك المشتبه بهم، ثم إلقاء القبض عليهم جميعا في النهاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق