نعل “لعم”

كتبهابلال عبد الهادي ، في 2 نيسان 2011 الساعة: 07:40 ص

العربية لا تحبّ النحت كثيرا، ليس من طبيعتها، ومن يطالبها بأن تكون نحتية كمن يريد ان يقوم كل ابناء افريقيا بتقليد مايكل جاكسون في تبييض سحنته. وهو تبييض مزيّف مضرّ اكثر مما هو نافع بكثير.

ولكن يطيب للبعض ان ينحت، ولا تبخل العربية ببعض البحت. فهناك كلمات منحوتة لا بأس بعددها، مثل الحمدلة والبسملة، اي اخذ احرف من عدد مفردات لتكوين مفردة واحدة تجمع الكلّ، الغائب والحاضر على السواء.

وهناك مفردة منحوتة هي " لعم" اي تجمع النعم واللا معا.

أخذت حرف اللام من لا والمقطع الاخير من نعم.

في العامية نقول" ايه ولأ" اكثر مما نقول " لأ وايه". والتعبير دارج. وهو يبين عن طريقة العربي في التدرج. نبدأ من السالب الى الموجب وليس من الموجب الى السالب. اي نبدأ بنعم ثمّ تتحول النعم الى لا.

وعليه فالنحت يخالف الاستعمال العربي. اقصد يخالف استعمالنا لنعم ولا. في المنحوتة نرى اننا بدأنا بالنفي وصولا الى الموجب. اليس كذلك؟

ولكن "لعم" تعني اللاموقف، التذبذب. هي وقوف على الحدود.

وجدت ان المنحوتة" نعل" من نعم ولا هي أقرب الى تسلسل النعم واللا على الأفواه.

ولكن مشكلة "نعل"انها تتحوّل الى كلمة موجودة في العربية وهي النعل مفردة النعال.

هل التجانس مقصود؟

اليس اللاموقف والنعل سواء؟