مُؤَذِّنٌ طرابلسي في زغرتا
كتبهابلال عبد الهادي ، في 24 أيلول 2010 الساعة: 16:58 م
زغرتا بلدة من شمال لبنان، أهلها بغالبيتهم
فيما أظن من الطائفة المارونية، ولكن على حسب ما أعرف ليس هناك عائلة مسلمة
واحدة. وعليه فلا ضرورة لوجود مؤذن في بلدة زغرتا.
وهذا هو السبب الذي انتج تعبيرا في طرابلس طريف
الدلالات، عن استحالة بعض الأمور، فمثلا اذا كان هناك ولد فاشل، ومقطوع منه النصيب
كما يقال، وكسلان في صفّه مثلا ونريد اعلان استحالة نجاحه نقول: "بيطلع من زغرتا
مؤدن ولا بينجح " ، اي ان وجود مؤذن في زغرتا أسهل بكثير من نجاح ولد فاشل مائة
بالمائة. ويفترض ببعض الأقاويل أن تستقيل أو تقال وتحال إلى التقاعد. وهذا واحد
منها، إذا أردنا أن لا نلدغ من جحر الطائفية جيلا بعد جيل.
ولسبب ما ربطت معنى هذا القول بقول عربي آخر
قديم له علاقة بالصين. اطلب العلم ولو في الصين. اي مهما كان العلم مستحيلا فلا
بدّ من طلبه. فالصين بعيدة، نائية، يحكمها منذ القدم سور لا يسهل خرقه. وبنظر
العربي طلب العلم في الصين أمر لا يدرك.
ولهذا الوقت يظن الناس أن علمها كبضاعتها رخيص،
وحيطه واطىء.
طبعا تبدلت الأمور قليلا وأقول قليلا ليس كثيرا.
لأن ابناءنا إلى اليوم يفكرون بالذهاب للدراسة الى دول اوروبية. ومن يسترخص فيذهب
الى الصين كما كان يذهب الى الاتحاد السوفياتي قديما. والشهادة من الاتحاد
السوفياتي كان ينظر اليها نظرة دونية. فمن معه شهادة من لندن او باريس او اميركا
ليس كمن يحمل شهادة من الاتحاد السوفياتي.
وهذا بسبب العقدة من الغرب وهي عقدة تفوق تعقيدا
" العقدة الصينية" الشهيرة.
ومن يذهب الى الصين اليوم لا يذهب بسبب العلم
وانما بسبب التجارة في الأغلب. والمطلوب الذهاب الى الصين لتعلم حضارتها وفكرها
ولمعرفة اسباب نهوضها الرائع.
أعود الى زغرتا لأروي هذه الحادثة التي حصلت مع
خوري من خوارنة زغرتا.
قلت له: لماذا لا تفتحون للمسلمين ، في زغرتا،
من مال الوقف الماروني مسجدا لأهل طرابلس، هديّة دينيّة منكم لهم؟
فأنت تعرف الذين يمرّون بزغرتا من المسلمين في
ايام الصيف تحديدا صعودا الى إهدن أو حصرون. فقد يكون هذا المسلم الطرابلسيّ يعبر
زغرتا في اللحظة التي يحين فيها موعد آذان الظهر أو العصر، فيسمع صداه طالعا من
أجراس الكنائس الزغرتاوية ، وقد يكون في نيته وهو صاعد إلى إهدن أخذ كأس عرق مع
المازة الشهيرة وأقراص الكبّة الشهيّة، فيرتدع حين يسمع صوت المؤذن يناديه " من
مكان مستحيل وجوده فيه" للصلاة في حين أنه ينوي الشرب. قد يتابع طريقه ولكن يغير
رأيه في ما خصّ الشرب، على سبيل المثال.وقد يشرب ولكن تتبدّل نظرته إلى ذلك المثل
البالي.
وما قلته لخوري زغرتا قلت كلاما مشابها له لشيخ
من طرابلس الفيحاء وهو بناء كنيسة من مال المسلمين وإهدائها للمسيحيين من
طرابلس.
ما لفت نظري أن ردّ فعل الشيخ لم يختلف عن ردّ
فعل الخوري.
وإلى اليوم ينقص زغرتا مسجد وإن كان لا ينقص
طرابلس الكنائس، بل ثمّة شارع في طرابلس أسمه شارع الكنائس لأنه يحتضن أكثر من
كنيسة رائعة البنيان.
كتبهابلال عبد الهادي ، في 24 أيلول 2010 الساعة: 16:58 م
زغرتا بلدة من شمال لبنان، أهلها بغالبيتهم
فيما أظن من الطائفة المارونية، ولكن على حسب ما أعرف ليس هناك عائلة مسلمة
واحدة. وعليه فلا ضرورة لوجود مؤذن في بلدة زغرتا.
وهذا هو السبب الذي انتج تعبيرا في طرابلس طريف الدلالات، عن استحالة بعض الأمور، فمثلا اذا كان هناك ولد فاشل، ومقطوع منه النصيب كما يقال، وكسلان في صفّه مثلا ونريد اعلان استحالة نجاحه نقول: "بيطلع من زغرتا مؤدن ولا بينجح " ، اي ان وجود مؤذن في زغرتا أسهل بكثير من نجاح ولد فاشل مائة بالمائة. ويفترض ببعض الأقاويل أن تستقيل أو تقال وتحال إلى التقاعد. وهذا واحد منها، إذا أردنا أن لا نلدغ من جحر الطائفية جيلا بعد جيل.
ولسبب ما ربطت معنى هذا القول بقول عربي آخر قديم له علاقة بالصين. اطلب العلم ولو في الصين. اي مهما كان العلم مستحيلا فلا بدّ من طلبه. فالصين بعيدة، نائية، يحكمها منذ القدم سور لا يسهل خرقه. وبنظر العربي طلب العلم في الصين أمر لا يدرك.
ولهذا الوقت يظن الناس أن علمها كبضاعتها رخيص، وحيطه واطىء.
طبعا تبدلت الأمور قليلا وأقول قليلا ليس كثيرا. لأن ابناءنا إلى اليوم يفكرون بالذهاب للدراسة الى دول اوروبية. ومن يسترخص فيذهب الى الصين كما كان يذهب الى الاتحاد السوفياتي قديما. والشهادة من الاتحاد السوفياتي كان ينظر اليها نظرة دونية. فمن معه شهادة من لندن او باريس او اميركا ليس كمن يحمل شهادة من الاتحاد السوفياتي.
وهذا بسبب العقدة من الغرب وهي عقدة تفوق تعقيدا " العقدة الصينية" الشهيرة.
ومن يذهب الى الصين اليوم لا يذهب بسبب العلم وانما بسبب التجارة في الأغلب. والمطلوب الذهاب الى الصين لتعلم حضارتها وفكرها ولمعرفة اسباب نهوضها الرائع.
أعود الى زغرتا لأروي هذه الحادثة التي حصلت مع خوري من خوارنة زغرتا.
قلت له: لماذا لا تفتحون للمسلمين ، في زغرتا، من مال الوقف الماروني مسجدا لأهل طرابلس، هديّة دينيّة منكم لهم؟
فأنت تعرف الذين يمرّون بزغرتا من المسلمين في ايام الصيف تحديدا صعودا الى إهدن أو حصرون. فقد يكون هذا المسلم الطرابلسيّ يعبر زغرتا في اللحظة التي يحين فيها موعد آذان الظهر أو العصر، فيسمع صداه طالعا من أجراس الكنائس الزغرتاوية ، وقد يكون في نيته وهو صاعد إلى إهدن أخذ كأس عرق مع المازة الشهيرة وأقراص الكبّة الشهيّة، فيرتدع حين يسمع صوت المؤذن يناديه " من مكان مستحيل وجوده فيه" للصلاة في حين أنه ينوي الشرب. قد يتابع طريقه ولكن يغير رأيه في ما خصّ الشرب، على سبيل المثال.وقد يشرب ولكن تتبدّل نظرته إلى ذلك المثل البالي.
وما قلته لخوري زغرتا قلت كلاما مشابها له لشيخ من طرابلس الفيحاء وهو بناء كنيسة من مال المسلمين وإهدائها للمسيحيين من طرابلس.
ما لفت نظري أن ردّ فعل الشيخ لم يختلف عن ردّ فعل الخوري.
وإلى اليوم ينقص زغرتا مسجد وإن كان لا ينقص طرابلس الكنائس، بل ثمّة شارع في طرابلس أسمه شارع الكنائس لأنه يحتضن أكثر من كنيسة رائعة البنيان.
وهذا هو السبب الذي انتج تعبيرا في طرابلس طريف الدلالات، عن استحالة بعض الأمور، فمثلا اذا كان هناك ولد فاشل، ومقطوع منه النصيب كما يقال، وكسلان في صفّه مثلا ونريد اعلان استحالة نجاحه نقول: "بيطلع من زغرتا مؤدن ولا بينجح " ، اي ان وجود مؤذن في زغرتا أسهل بكثير من نجاح ولد فاشل مائة بالمائة. ويفترض ببعض الأقاويل أن تستقيل أو تقال وتحال إلى التقاعد. وهذا واحد منها، إذا أردنا أن لا نلدغ من جحر الطائفية جيلا بعد جيل.
ولسبب ما ربطت معنى هذا القول بقول عربي آخر قديم له علاقة بالصين. اطلب العلم ولو في الصين. اي مهما كان العلم مستحيلا فلا بدّ من طلبه. فالصين بعيدة، نائية، يحكمها منذ القدم سور لا يسهل خرقه. وبنظر العربي طلب العلم في الصين أمر لا يدرك.
ولهذا الوقت يظن الناس أن علمها كبضاعتها رخيص، وحيطه واطىء.
طبعا تبدلت الأمور قليلا وأقول قليلا ليس كثيرا. لأن ابناءنا إلى اليوم يفكرون بالذهاب للدراسة الى دول اوروبية. ومن يسترخص فيذهب الى الصين كما كان يذهب الى الاتحاد السوفياتي قديما. والشهادة من الاتحاد السوفياتي كان ينظر اليها نظرة دونية. فمن معه شهادة من لندن او باريس او اميركا ليس كمن يحمل شهادة من الاتحاد السوفياتي.
وهذا بسبب العقدة من الغرب وهي عقدة تفوق تعقيدا " العقدة الصينية" الشهيرة.
ومن يذهب الى الصين اليوم لا يذهب بسبب العلم وانما بسبب التجارة في الأغلب. والمطلوب الذهاب الى الصين لتعلم حضارتها وفكرها ولمعرفة اسباب نهوضها الرائع.
أعود الى زغرتا لأروي هذه الحادثة التي حصلت مع خوري من خوارنة زغرتا.
قلت له: لماذا لا تفتحون للمسلمين ، في زغرتا، من مال الوقف الماروني مسجدا لأهل طرابلس، هديّة دينيّة منكم لهم؟
فأنت تعرف الذين يمرّون بزغرتا من المسلمين في ايام الصيف تحديدا صعودا الى إهدن أو حصرون. فقد يكون هذا المسلم الطرابلسيّ يعبر زغرتا في اللحظة التي يحين فيها موعد آذان الظهر أو العصر، فيسمع صداه طالعا من أجراس الكنائس الزغرتاوية ، وقد يكون في نيته وهو صاعد إلى إهدن أخذ كأس عرق مع المازة الشهيرة وأقراص الكبّة الشهيّة، فيرتدع حين يسمع صوت المؤذن يناديه " من مكان مستحيل وجوده فيه" للصلاة في حين أنه ينوي الشرب. قد يتابع طريقه ولكن يغير رأيه في ما خصّ الشرب، على سبيل المثال.وقد يشرب ولكن تتبدّل نظرته إلى ذلك المثل البالي.
وما قلته لخوري زغرتا قلت كلاما مشابها له لشيخ من طرابلس الفيحاء وهو بناء كنيسة من مال المسلمين وإهدائها للمسيحيين من طرابلس.
ما لفت نظري أن ردّ فعل الشيخ لم يختلف عن ردّ فعل الخوري.
وإلى اليوم ينقص زغرتا مسجد وإن كان لا ينقص طرابلس الكنائس، بل ثمّة شارع في طرابلس أسمه شارع الكنائس لأنه يحتضن أكثر من كنيسة رائعة البنيان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق