كتبهابلال عبد الهادي ، في 3 أيار 2012 الساعة: 15:23 م
ما وجد على ذيول الأقمصة
والأعلام وطرُز الأردية والأكمام
قال الماوردي: رأيتُ جاريةً، ونحن عند محمد بن عمرو بن مسعدة، لم أشكّ أنه عاشقٌ لها، وإليها مائلٌ، لِما رأيتُ من حركاته إذا نظرت، وسُروره إذا نطقت، وتهلُّله إذا غنّت. وكانت فوق وصف الواصف من الحُسن والجَمال، وعليها قميصٌ موشَّحٌ، ورداء معيَّنٌ، مكتوبٌ في وشاح القميص:أغـيب عـنـكَ بـوُدٍّ لا يُغـيّرُهُ | نأي المحلّ ولا صَرفٌ من الزمنِ |
تعتلُّ بالشُّغل عنا ما تُكلّمـنـا | الشغل للقلب ليس الشغل للبدنِ |
أقلّ الناس في الدنيا سُروراً | محبٌّ قد نأى عنه الحبيبُ |
وإني لأهواه مسيئاً ومـحـسـنـاً | وأقضي على قلبي له بالذي يَقضي | |
فحتى متى رَوْحُ الرضى لا ينالني | وحتى متى أيام سُخطِكَ لا تَمضي |
إذا صدّ من أهوى وأسلمني الغَري | ففُرقة من أهوى أحرُّ من الجمرِ |
زَفَراتي ليس تَفنـى | وفؤادي بك مُضنى | |
أتـرضـاكَ وأُبـدي | لك … سـنـــا | |
بأبي كم أتـمـنّـى | وإلى كم أتـمـنـى | |
بعدما أصبح قلـبـي | في يد الأحرار رَهنا |
يا فتى! قلتُ إذ دعاني هواه | مستجيباً لصوته لـبّـيكـا | |
ما بكت مُقلتي لفقْـدك إلا | جَزَعاً أن أموت شوقاً إليكا |
يا رامياً ليس يدري ما الذي فعلا! | أمسك عليكَ فإنّ السهم قد قتـلا | |
أصبتَ أسودَ قلبي إذ رمَيتَ فـلا | شُلّت يمينُك أن صَيّرتني مَثـلا |
لم تقُلْ قولاً ولكن حلـفـت | أنها أحسنُ عينٍ أُطرِفـت | |
زعمَت أني قد لاحظتُـهـا | أيُّ عينٍ لحَظَت فاعترفت | |
أظهرت حُجّة من يعشقهـا | واستباحَت غفلةً وانصرفَت |
ليس بي صبرٌ ولا بي جَلَدٌ | قد نفى حُبُّكَ عني جَلَدي |
أحسنُ ما قد خَلَق الل | ه وما لم يَخلـفُـهْ | |
شكوى فتاةٍ وفـتـىً | يعشقها وتعشـقُـهْ | |
نار الهـوى دانـيةٌ | تحرقُها وتَحـرقُـهْ | |
يا حبّذا الـحـبّ إذا | دام ودامت حُرَقُـهْ |
إذا وجدتُ لهيب الشوق في كَبِدي | أقبلتُ نحو سِقاء القوم أبـتَـرِدُ | |
هَبني طفِئتُ ببَرد الماء ظاهـره | فمن لحَرٍّ على الأحشاء يتّـقـدُ |
أراهم يأمرون بقطـع وصـلـي | مُريهم في أحـبّـتـهـم بـذاكِ | |
فإن هُمْ طاوعوك فطـاوعـيهـم | وإن عاصَوكِ فاعصَيْ من عَصاكِ |
من ألِفَ الحبَّ بكى | من شَفّه الشوق شَكا | |
من غاب عنه إلفـه | أو صدّ عنه هلكـا | |
يا مالكاً عـذّبـنـي | بجَوره إذ مَـلَـكـا | |
رِفقاً بمملوكِـكَ مـا | يحلّ ذا الظُّلم لكـا |
وهبَتْ شمالٌ أخر اللـيل قَـرّةٌ | ولا ثـوب إلا بُـردهـا وردائيا | |
فما زال ثوبي طيّباً من ثيابـهـا | إلى الحَول حتى أنهج الثوب باليا |
وما البدر المنير إذا تجلّـى | هُدُواً حين ينزل بالعـراقِ | |
بأحسنَ من بُثينةَ يوم قامت | تهادى في معصْفرةٍ رُقاقِ |
ما وجد على الكرازن والعصائب
ومشادّ الطرر والذوائب
وكتبت عَلَلُ على قَلَنْسُوةٍ لها ديباجٍ، وهي جارية محمد بن المأمون:ما يَمَلّ الحبيب طول التجنّي | لبَلائي به ولا الصدّ عنّـي | |
كلّ يومٍ يقول لي: لكَذبـتِ، | يتجنّى ولا يرى ذاك منـي |
ربما جئته لأُسلفـه الـعُـذ | ر لبعض الذنوب قبل التجنّي |
كتب الشوق في فؤادي كِتابـاً | هو بالشوق والهوى مختـومُ | |
رحم الله معشراً فـارَقـونـي | لا يُطيعون في الهوى من يَلومُ | |
ساق طَرفي إلى فُؤادي بَلائي | إنّ طَرفي على فُؤادي مَشومُ |
أنا بعد القضاء سمتُ فـؤادي | وأصبتُ الغَداة عيني بعينـي | |
لم تزَل بي حوادثُ الدهر حتى | فرّقت بين من أحِبّ وبَينـي |
الله يحفظُهُ على شَحط النوى | ما كان أوصلَه إلى تعذيبـهِ |
الشمس تطلُعُ للمَغيب ولا أرى | شَوقي إليكَ على الزمان يَغيبُ |
إنْ كنتُ خُنتُ ولم أُضمر خيانتكم | فالله يأخذ ممن خان أو ظلـمـا | |
سماحةً من مُحِبٍّ خان صاحبـه | ما خان قطّ محبٌّ يَعرف الكَرما | |
والله لا نظرَتْ عيني إلـيكَ ولا | سالت مَساربُها شوقاً إليكَ دمـا |
عينٌ مُسهَّدةٌ في مائهـا غـرقَـت | يا ليتها ذهبت لو لم تكُن خُلـقَـت | |
لم تذهبِ النفسُ إلا عند لحظتـهـا | ولا بكت بـدمٍ إلا لـمِـا أرِقَـت | |
يا مقلةً سوف أبكيهـا ويا كَـبِـداً | بها أحاطَ الهوى والشوق فاحترقَت |
الحبّ يُعرف في وجوه ذوي الهوى | باللحظ قبل تَصافُـح الأجـفـان |
أهلُ الهوى في الأرض تَلقاهُمُ | يمشـون أحـياءً كـأمـواتِ |
بيضاء تسحب من قيامٍ فَرعَها | وتغيب فيه وهو جَثْلٌ أسْحَمُ | |
فكأنّها فيه نهـارٌ مُـشـرقٌ | وكأنه ليلٌ عليها مُـظـلِـمُ |
من يكُن صبّاً وفيّاً | فزِمامي في يديه | |
خُذ مليكي بعِناني | لا أُنازعك عليه |
وكان على قَلَنسوة زَينَ مغنِّية إسماعيل
أُقيم على الآصال منتـظـراً لـهـا | وقد أشرفَت من هَول ذاك على نحبي | |
أموتُ وأسْتحيي الـهـوى أن أذمّـه | وإنْ كنتُ منه في عَناء وفي كَـرْبِ |
أدميتَ باللحظات وجنتهـا | فاقْتصّ ناظرها من القلبِ |
فإذا نظرتَ إلى محاسنهـا | أخرجْتَها عُطُلاً من الذنبِ |
يا تارك الجسم بلا قَـلـب | إنْ كان يَهواكَ فما ذنبـي? | |
يا مفرَداً بالحُسن أفردتَنـي | منك بطول الشوق والكَرْبِ |
أنا العبد المقرّ بطـول رقٍّ | وليس عليك من عبدٍ خِلافُ |
عذّبه بالهـجـر مـولاه | وزاده شوقاً وأضْـنـاهُ | |
فدمعه يجري على خدّه | ولم تنمْ للوَجد عـينـاهُ | |
قد كتب الحُبُّ على قلبه: | مُتْ كمَداً يرحمُك اللـهُ |
ليت النقابَ على القِباح مُحرَّمٌ | وعلى المِلاح خطيئةٌ لا تُغفرُ |
ربما جئته لأُسلفـه الـعُـذ | ر لبعض الذنوب قبل التجنّي |
كتب الشوق في فؤادي كِتابـاً | هو بالشوق والهوى مختـومُ | |
رحم الله معشراً فـارَقـونـي | لا يُطيعون في الهوى من يَلومُ | |
ساق طَرفي إلى فُؤادي بَلائي | إنّ طَرفي على فُؤادي مَشومُ |
أنا بعد القضاء سمتُ فـؤادي | وأصبتُ الغَداة عيني بعينـي | |
لم تزَل بي حوادثُ الدهر حتى | فرّقت بين من أحِبّ وبَينـي |
الله يحفظُهُ على شَحط النوى | ما كان أوصلَه إلى تعذيبـهِ |
الشمس تطلُعُ للمَغيب ولا أرى | شَوقي إليكَ على الزمان يَغيبُ |
إنْ كنتُ خُنتُ ولم أُضمر خيانتكم | فالله يأخذ ممن خان أو ظلـمـا | |
سماحةً من مُحِبٍّ خان صاحبـه | ما خان قطّ محبٌّ يَعرف الكَرما | |
والله لا نظرَتْ عيني إلـيكَ ولا | سالت مَساربُها شوقاً إليكَ دمـا |
عينٌ مُسهَّدةٌ في مائهـا غـرقَـت | يا ليتها ذهبت لو لم تكُن خُلـقَـت | |
لم تذهبِ النفسُ إلا عند لحظتـهـا | ولا بكت بـدمٍ إلا لـمِـا أرِقَـت | |
يا مقلةً سوف أبكيهـا ويا كَـبِـداً | بها أحاطَ الهوى والشوق فاحترقَت |
الحبّ يُعرف في وجوه ذوي الهوى | باللحظ قبل تَصافُـح الأجـفـان |
أهلُ الهوى في الأرض تَلقاهُمُ | يمشـون أحـياءً كـأمـواتِ |
بيضاء تسحب من قيامٍ فَرعَها | وتغيب فيه وهو جَثْلٌ أسْحَمُ | |
فكأنّها فيه نهـارٌ مُـشـرقٌ | وكأنه ليلٌ عليها مُـظـلِـمُ |
من يكُن صبّاً وفيّاً | فزِمامي في يديه | |
خُذ مليكي بعِناني | لا أُنازعك عليه |
وكان على قَلَنسوة زَينَ مغنِّية إسماعيل
أُقيم على الآصال منتـظـراً لـهـا | وقد أشرفَت من هَول ذاك على نحبي | |
أموتُ وأسْتحيي الـهـوى أن أذمّـه | وإنْ كنتُ منه في عَناء وفي كَـرْبِ |
أدميتَ باللحظات وجنتهـا | فاقْتصّ ناظرها من القلبِ |
فإذا نظرتَ إلى محاسنهـا | أخرجْتَها عُطُلاً من الذنبِ |
يا تارك الجسم بلا قَـلـب | إنْ كان يَهواكَ فما ذنبـي? | |
يا مفرَداً بالحُسن أفردتَنـي | منك بطول الشوق والكَرْبِ |
أنا العبد المقرّ بطـول رقٍّ | وليس عليك من عبدٍ خِلافُ |
عذّبه بالهـجـر مـولاه | وزاده شوقاً وأضْـنـاهُ | |
فدمعه يجري على خدّه | ولم تنمْ للوَجد عـينـاهُ | |
قد كتب الحُبُّ على قلبه: | مُتْ كمَداً يرحمُك اللـهُ |
ليت النقابَ على القِباح مُحرَّمٌ | وعلى المِلاح خطيئةٌ لا تُغفرُ |
جزى الله البَراقع من ثيابٍ | عن العينين شرّاً ما بقينـا | |
يُغطّين المِلاح فلا تَراهم | ويستُرن القِباح فيستوينـا |
وإني لأخلو مذ فقـدتُـكَ دائبـاً | فأنقُشُ تمثالاً لوجهك في التُّربِ | |
فأسقيه من دمعي وأبكي تضرُّعاً | إليه كما يبكي العبيد إلى الربِّ |
قالوا: عليكِ سبيلَ الصبر! قلتُ لهم: | هيهاتِ! إنّ سبيل الصبر قد ضاقا | |
ما يرجع الطرف عنه حين يُبصره | حتى يعودَ إليه الطَّرفُ مُشتـاقـا |
محاسنُ وجهكَ تمحو الذنوبا | وتعمَلُ في القلب شيئاً عَجيبا | |
فمِنْ ثمّ تهجُرُني ظـالـمـاً | تجنّى وتُحصي عليّ الذنوبا |
لا لصبرٍ هجرتُكم علـم الـل | ه ولكن لـشـدّة الاشـتـياق | |
رُبّ سرٍّ شاركتُ فيه ضميري | وطواه اللسان عند التلاقـي |
ليلي بوجهك مـشـرقٌ | وظلامه في الليل ساري | |
فالناسُ في سَدَفِ الظـلا | م ونحن في ضوء النهارِ |
إن كان قلبي يهوى وصل غيركُمُ | إذاً فعاقبني الرحمن في بَصري | |
أو لم يكُن بكمُ ما عشتُ ذا كَلَفٍ | فأنزل الله بي يا سيّدي خَـدَري |
ما كنتُ إلا حُـلُـمـاً | رأته عيني في الوَسَنٍ | |
يا سمَحَ الفـعـل ويا | أحسن من كل حسَنْ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق