عطر برائحة الكتب
كتبهابلال عبد الهادي ، في 19 نيسان 2011 الساعة: 19:36 م
يعتزم مصمم موضة ألماني إنتاج عطر
تشتم منه رائحة الكتب. قال الناشر الألماني جيرهارد شتايدل وهو من مدينة جوتنجن في
لقاء مع صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" نشرته في عددها الصادر أمس السبت إن
العطر الذي سيحمل اسم "بيبر باشون" (عشق الأوراق) سيقوم بإنتاجه خبير الموضة وعاشق الكتب كارل لاجرفيلد بالتعاون معه
شخصيا. يقال إن لاجرفيلد يمتلك 300 ألف كتاب ولديه
محل لبيع الكتب في باريس مشيرا إلى أن الفكرة جاءته عندما راح يقلب صفحات كتاب
شتايدل الجديد. ويقوم صانع العطور البرلينيني جيزا شون بتصميم تركيبة العطر الجديد،
وقال شون "سيكون هذا العطر رقما كبيرا في دنيا العطور"، مشيرا إلى أن العطر الجديد
سيحمل خلطة روائح ترمز إلى مكونات الكتب مثل المشمع والورق المطبوع
والأبيض.
وقال شتايدل إن العطر الجديد ينبغي
أن يباع معه كتاب من النوع المجلد بحيث يترك في حيز تصميمه مكان للزجاجة
العطرية.
********
تعليق
بلال-
ورد في الخبر عبارة "خبير
الموضة:" وعاشق الكتب
ومن وحي هذه العبارة في الخبر هذه
التدوينة:
هل من علاقة بين الموضة
والكتاب؟
هل من حزام جامع بين الكلام
والهندام؟
لا فرق بين الهندام والكتاب من وجوه
عديدة: على سبيل المثال، ما معنى ديباجة؟ ما دلالة اسم الشاعر العربي القديم "
المهلهل" ومن أي ثوب نسل خيط الاسم؟
وماذا تعني عبارة"
الحبك" حين يدور الكلام على نص؟ وما مقصود
النقد العربي الذي يتكلم عن "نسيج" النص؟ وهل الكاتب نسّاج؟
اسئلة كثيرة تحوكها العلاقة الملتبسة
بين اللباس والكتابة؟ هذه عبارة وردت على لسان الخليفة
المأمون:"
لله
درّ القلم كيف يحوك وشي المملكة!"
منذ
فترة وانا اجمع مفردات اللباس الداخلة في مصطلحات النقد الادبيّ لأني اعتبر، بكل
بساطة ان الكاتب خياط! وان القلم ابرة وان الخطّ خيط، الم تكن الكتب تخاط اوراقها
بل الى اليوم تفضل الكتب الراقية الطباعة استعمال الخيط لا الصمغ؟ بل اليس هناك من
قال ان فعل كتب اصلا ذو صلة بالخيط والابرة؟ وان اصل "كتب" هو "قطب" بعد ابدال
القاف بالكاف وازالة التفخيم عن الطاء؟
وهل
الحكاية غير حياكة على منوال؟ وهل المنوال غير آلة حياكة؟ وما مبرر وجود كلمة "وشي"
في الكلام على الكلام؟ ثمّ ماذا نقول لمن شبّه مقامات الحريري( الحرير) بسجادة
عجمية من خيوط الحرير؟ وهل أجيء علىى ذكر النبي ادريس عليه السلام الذي علم الناس
شيئين: الحياكة والكتابة بحسب ما ورد في قصص الانبياء؟ ويقال ان اسمه مشتق من
مهنته التي كانت التدريس! ومن لا يسمع صوت المقصّ في القصّ واقصد قص الحكايات؟
وماذا اقول عن الكلمات المكتوبة على الملابس كما تصنع الاوشام على الاجسام؟ ومن اين
اشتق اسم "الموشحات"؟ وهل لذلك صلة باللباس؟ وماذا اقول عن عناوين كتب كثيرة في
تراثنا العربي المأخوذة من عدّة الخياطة ككتاب الموشّى وكتاب الطراز؟ ومن لا يرى
مفاتن اللباس في هذا البيت؟
اني رأيت بخطّه حسنا يصيد به
العقولا
كمنمنم للوشي قد سحب القيان به
الذيولا!
(من كتاب التنبيه على حدوث
التصحيف، جمزة الاصفهاني)
وهل من اختلاف بين الهندام
والغلاف؟
الا يقوم غلاف الكتاب بوظيفة اللباس
الذي نخصفه على اجسامنا؟
من الممتع الحفر في تبيان وجوه
العلاقة بين الهندام والكلام، ولن يخرج الحافر " عاريا" من
الحفر!
اكتفي بهذا القدر من
الاشارة العابرة!
كتبهابلال عبد الهادي ، في 19 نيسان 2011 الساعة: 19:36 م
يعتزم مصمم موضة ألماني إنتاج عطر
تشتم منه رائحة الكتب. قال الناشر الألماني جيرهارد شتايدل وهو من مدينة جوتنجن في
لقاء مع صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج" نشرته في عددها الصادر أمس السبت إن
العطر الذي سيحمل اسم "بيبر باشون" (عشق الأوراق) سيقوم بإنتاجه خبير الموضة وعاشق الكتب كارل لاجرفيلد بالتعاون معه
شخصيا. يقال إن لاجرفيلد يمتلك 300 ألف كتاب ولديه
محل لبيع الكتب في باريس مشيرا إلى أن الفكرة جاءته عندما راح يقلب صفحات كتاب
شتايدل الجديد. ويقوم صانع العطور البرلينيني جيزا شون بتصميم تركيبة العطر الجديد،
وقال شون "سيكون هذا العطر رقما كبيرا في دنيا العطور"، مشيرا إلى أن العطر الجديد
سيحمل خلطة روائح ترمز إلى مكونات الكتب مثل المشمع والورق المطبوع
والأبيض.
وقال شتايدل إن العطر الجديد ينبغي أن يباع معه كتاب من النوع المجلد بحيث يترك في حيز تصميمه مكان للزجاجة العطرية.
وقال شتايدل إن العطر الجديد ينبغي أن يباع معه كتاب من النوع المجلد بحيث يترك في حيز تصميمه مكان للزجاجة العطرية.
********
تعليق
بلال-
ورد في الخبر عبارة "خبير
الموضة:" وعاشق الكتب
ومن وحي هذه العبارة في الخبر هذه
التدوينة:
هل من علاقة بين الموضة
والكتاب؟
هل من حزام جامع بين الكلام
والهندام؟
لا فرق بين الهندام والكتاب من وجوه
عديدة: على سبيل المثال، ما معنى ديباجة؟ ما دلالة اسم الشاعر العربي القديم "
المهلهل" ومن أي ثوب نسل خيط الاسم؟
وماذا تعني عبارة"
الحبك" حين يدور الكلام على نص؟ وما مقصود
النقد العربي الذي يتكلم عن "نسيج" النص؟ وهل الكاتب نسّاج؟
اسئلة كثيرة تحوكها العلاقة الملتبسة
بين اللباس والكتابة؟ هذه عبارة وردت على لسان الخليفة
المأمون:"
لله
درّ القلم كيف يحوك وشي المملكة!"
منذ
فترة وانا اجمع مفردات اللباس الداخلة في مصطلحات النقد الادبيّ لأني اعتبر، بكل
بساطة ان الكاتب خياط! وان القلم ابرة وان الخطّ خيط، الم تكن الكتب تخاط اوراقها
بل الى اليوم تفضل الكتب الراقية الطباعة استعمال الخيط لا الصمغ؟ بل اليس هناك من
قال ان فعل كتب اصلا ذو صلة بالخيط والابرة؟ وان اصل "كتب" هو "قطب" بعد ابدال
القاف بالكاف وازالة التفخيم عن الطاء؟
وهل
الحكاية غير حياكة على منوال؟ وهل المنوال غير آلة حياكة؟ وما مبرر وجود كلمة "وشي"
في الكلام على الكلام؟ ثمّ ماذا نقول لمن شبّه مقامات الحريري( الحرير) بسجادة
عجمية من خيوط الحرير؟ وهل أجيء علىى ذكر النبي ادريس عليه السلام الذي علم الناس
شيئين: الحياكة والكتابة بحسب ما ورد في قصص الانبياء؟ ويقال ان اسمه مشتق من
مهنته التي كانت التدريس! ومن لا يسمع صوت المقصّ في القصّ واقصد قص الحكايات؟
وماذا اقول عن الكلمات المكتوبة على الملابس كما تصنع الاوشام على الاجسام؟ ومن اين
اشتق اسم "الموشحات"؟ وهل لذلك صلة باللباس؟ وماذا اقول عن عناوين كتب كثيرة في
تراثنا العربي المأخوذة من عدّة الخياطة ككتاب الموشّى وكتاب الطراز؟ ومن لا يرى
مفاتن اللباس في هذا البيت؟
اني رأيت بخطّه حسنا يصيد به
العقولا
كمنمنم للوشي قد سحب القيان به
الذيولا!
(من كتاب التنبيه على حدوث
التصحيف، جمزة الاصفهاني)
وهل من اختلاف بين الهندام
والغلاف؟
الا يقوم غلاف الكتاب بوظيفة اللباس
الذي نخصفه على اجسامنا؟
من الممتع الحفر في تبيان وجوه
العلاقة بين الهندام والكلام، ولن يخرج الحافر " عاريا" من
الحفر!
اكتفي بهذا القدر من
الاشارة العابرة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق