كتبهابلال عبد الهادي ، في 27 كانون الثاني 2011 الساعة: 10:44 ص
هذا الكاريكاتور
نشر في جريدة الحياة اللندنية لهذا اليوم. الرسم كالكتابة تعليق على الاحذاث،
الصورة خبر صحفي، موقف ايديولوجيّ، الرسام الذي ينتمي الى اليسار يرسم وجهة نظر
اليسار حتى ولو كان يرسم بيده اليمين! والعكس بالعكس. بالنسبة لي ابدأ بقراءة
الصحيفة من كاريكاتورها، اي امّا من الصفحة الاخيرة، حيث تكون عادة مواطن الرسوم،
او في طيات الصفحة، نادرا ما تكون في الصفحة الاولى.
الزهرة هنا في
الطريق، ثورة الياسمين هي ثورة الشارع، الثورة مكانها الطبيعيّ هو الشارع، لا يمكن
لك ان تثور وانت في بيتك امام جهاز التلفزيون او امام جدار الفايسبوك. الثورة تتطلب
منك النزول الى الشارع. ولكن الشارع ليس حديقة ياسمين.الاسم يعارض المكان.ولكنّه
اسم يريد تغيير المكان، يريد تحويل الشارع الى بستان. اذكر ان شارع الشانزيليزيه في
باريس تحوّل ذات يوم الى بستان اخضر على امتداد البصر. احتلته اصص الازهار. ولكن
الأمر يحمل معنى آخر.
لنفترض ان الزهرة
متمردّة، تريد ان يفوح عطرها في الشارع، فقررت ان تنبت من تضاعيف الاسفلت.ثمّة من
يعالجها بطريقة طبيعية. الياسمين لا يتعامل مع العسكر، ولا مع الهراوات، ولا مع
الدروع الواقية، يتعامل مع مزارع، مع جنيناتي، مع بستانيّ، يعرف كيف يقنع الزهرة
بأن تعيش في محيطها الطبيعيّ. يقتلعها بحبّ وحنان من الشارع خوفا عليها من ان
تدعسها سيارة ويضعها في بستان.
لم ينتصر العسكريّ
في معركته مع الياسمين. لأنها لم تكن معركة متكافئة بين العطر وبين من يريد ان يقبض
على العطر.
العطر
فوّاح!
من لا يشمّ رائحة
الياسمين التونسيّ، اليوم، في جادّات القاهرة؟
لا شكّ في انّ من
لا يشمّ عطر الياسمين التونسي في القاهرة مزكوم على الصعيد الواقعيّ.
الأنف المزكوم لا
يحقّ له شتم ما يضوع من مسامات الياسمين.
وما يضوع لا
يضيع!
كتبهابلال عبد الهادي ، في 27 كانون الثاني 2011 الساعة: 10:44 ص
هذا الكاريكاتور
نشر في جريدة الحياة اللندنية لهذا اليوم. الرسم كالكتابة تعليق على الاحذاث،
الصورة خبر صحفي، موقف ايديولوجيّ، الرسام الذي ينتمي الى اليسار يرسم وجهة نظر
اليسار حتى ولو كان يرسم بيده اليمين! والعكس بالعكس. بالنسبة لي ابدأ بقراءة
الصحيفة من كاريكاتورها، اي امّا من الصفحة الاخيرة، حيث تكون عادة مواطن الرسوم،
او في طيات الصفحة، نادرا ما تكون في الصفحة الاولى.
الزهرة هنا في
الطريق، ثورة الياسمين هي ثورة الشارع، الثورة مكانها الطبيعيّ هو الشارع، لا يمكن
لك ان تثور وانت في بيتك امام جهاز التلفزيون او امام جدار الفايسبوك. الثورة تتطلب
منك النزول الى الشارع. ولكن الشارع ليس حديقة ياسمين.الاسم يعارض المكان.ولكنّه
اسم يريد تغيير المكان، يريد تحويل الشارع الى بستان. اذكر ان شارع الشانزيليزيه في
باريس تحوّل ذات يوم الى بستان اخضر على امتداد البصر. احتلته اصص الازهار. ولكن
الأمر يحمل معنى آخر.
لنفترض ان الزهرة
متمردّة، تريد ان يفوح عطرها في الشارع، فقررت ان تنبت من تضاعيف الاسفلت.ثمّة من
يعالجها بطريقة طبيعية. الياسمين لا يتعامل مع العسكر، ولا مع الهراوات، ولا مع
الدروع الواقية، يتعامل مع مزارع، مع جنيناتي، مع بستانيّ، يعرف كيف يقنع الزهرة
بأن تعيش في محيطها الطبيعيّ. يقتلعها بحبّ وحنان من الشارع خوفا عليها من ان
تدعسها سيارة ويضعها في بستان.
لم ينتصر العسكريّ
في معركته مع الياسمين. لأنها لم تكن معركة متكافئة بين العطر وبين من يريد ان يقبض
على العطر.
العطر
فوّاح!
من لا يشمّ رائحة
الياسمين التونسيّ، اليوم، في جادّات القاهرة؟
لا شكّ في انّ من
لا يشمّ عطر الياسمين التونسي في القاهرة مزكوم على الصعيد الواقعيّ.
الأنف المزكوم لا
يحقّ له شتم ما يضوع من مسامات الياسمين.
وما يضوع لا
يضيع!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق