الاثنين، 4 فبراير 2013

عملية سطو على كيس زبالة

كتبها بلال عبد الهادي ، في 27 تشرين الثاني 2010 الساعة: 15:13 م





قد لا يخطر ببال احد أن يسطو على كيس زبالة! ولكن رفيق علي احمد الممثّل الفكاهي البارع قرّر ان يجعل السطو هذا جزءا بسيطا ودالا من احدى مسرحياته.
الناس طبقات. سنّة الله في خلقه. لا اعتراض على سنة الحياة. والمحلات طبقات، تختلف اسعار الاشياء بحسب مصادرها ومناطقها. نرى شخصيّة من الشخصيّات مثلا في المسرحية وهو يعرض اغلفة وعلب الحلويات التي اكلها من محل "دولوكس"على باب البيت، ومن رؤيتها نعرف ان ساكن الدار قد دفع ثمنا غاليا للحصول عليها. مبلغ ليس في مكنة جاره ان يدفعه إذ انّه يشتري الحلو مثلا من محل أرخص. ولكن الناس الذين ينزلون على الدرج سوف يلحظون علب الحلو الفارغة. الاستنتاج هو ان ساكن البيت"خواجا" ينفق على لذائذ الطعام بخلاف جاره الذي حلوه على قدّه.
نرى الجار الفقير مثلا يسطو على علبة الحلو ويضعها امام باب بيته. يغيّر انطباعك، يلعب بعينيك. هذا مثل بسيط. والامثلة لا تحصى. قد يشتري شخص ثيابا جديدة ولكنها لا تنتمي الى عائلة / ماركة عريقة، وشخص آخر يدفع أقلّ ولكن يشتري ثيابا مستعملة من البالة تنتمي الى ماركة، "سينييه " يعني. تلمح العين الاثنين. استنتاج أوّلي. واحد خواجا "وجخّيخ" ( وهو مستهلك الألبسة المستعملة أي التي يتبضعها من البالة) والثاني يثير الشفقة لأنّه لا يلبس "سينيه" لسبب رقّة حاله المادية!
الخداع لا بداية له ولا نهاية.
العين ساذجة، احيانا تؤمن بما ترى، بما يتراءى لها بانها تراه. بين الجفن والعين تترعرع ،أحيانا، حياة المرائي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق