كتبهابلال عبد الهادي ، في 3 أيار 2012 الساعة: 15:26 م
ما وجد على الستور والوسائد
والبُسط والمرافق والمقاعد
قال عليّ بن الجهَم: قرأتُ على سترٍ لبعض أمّهات ولد المأمون:هجرتني كي أُجاريكم بفِعلـكـمُ | لا تهجريني فإني لا أُجـاريكِ | |
قلبي مُحبٌّ لكم راضٍ بفِعلكُـمُ | أسترزق الله، قلبٌ لا يُجانـيكِ | |
أصبحتُ عبداً لأدنى أهلِ داركمُ | وكنتُ فيما مضى مولى مَواليكِ |
يا أيها اللائِمي فيها لأصرفـهـا | أكثرتَ لو كان يُغني عنكَ إكثارُ | |
إرجِعْ فلستَ مُطاعاً إنْ وَشَيتَ بها | لا القلب سالٍ ولا في حُبّها عارُ |
يا أيها الزاعم الذي زعـمـا | أن الهوى ليس يُورثُ السَّقَما | |
لو أن ما بي بكَ الغَداة لَمـا | لُمْتَ مُحبّاً إذا شكـا ألَـمـا |
يا راقدَ الليلِ ممّن شفّه السَّـقَـم | وهدّه قَلَـقُ الأحـزان والألَـمُ | |
جُد بالوصال لمن أمسيتَ تملكُـهُ | يا أحسن الناس من قَرنٍ إلى قَدَمِ |
لم أذُقْ يا سُولَ قلبـي | للكَرى مُذْ غِبتَ طَعما | |
ترك الدمع على خـدّ | يَّ لمّا فاض رَسْمـا |
تشكّى المحبّون الصبابة ليتـنـي | تحمّلتُ ما يَلقَونَ من بينهم وَحْدي | |
فكانت لروحي لذّةُ الحُبّ وحدّها | فلم يَلْقَها قبلي مُحِبٌّ ولا يَعـدي |
أحسنُ من قهوةٍ وعـودٍ | توريدُ خـدّيكِ يا وحـيدُ | |
نأيتِ عني فذاب جِسمي | وهدّني الشوقُ والصُّدودُ | |
وطال سُقمي لبُعد حبّـي | وملّني الأهلَ والبَعـيدُ |
وقفَ الهوى بي حيثُ أنتِ فليسَ لي | متـأخَّـرٌ عـنـه ولا مـتـقـدَّمُ | |
أجدُ المـلامة فـي هـواكِ لـذيذةً | حُبّاً لذكركِ فليلُـمْـنـي الـلُّـوَّمُ | |
وأهنتني فأهَنْتُ نفـسـي عـامـداً | ما مَن يَهونُ عليكِ ممّـن أُكـرِمُ | |
أشبهتِ أعدائي فصِرتُ أُحـبّـهـم | إذ صار حظّي منكِ حظّي منهُـمُ |
سأمنع عيني أن تَلَذَّ بنـظـرةٍ | وأشغلُها بالدمع عن كلّ منظَرِ | |
وأشكرُ قلبي فيكِ حُسنَ بَـلائه | أليس به ألقاكِ عند التـذكُّـرِ |
كتمتُ حُبّهُمُ صَونـاً وتَـكـرِمَةً | فما درى غيرُ إضماري به وهُمُ | |
قومٌ بذلتُ لهم صَفوَ الوِداد فـمـا | جازوا عليه ولا كافَوا ولا رَحِموا | |
هم علّموني البُكا لا ذُقتُ فقدَهـمُ | يا ليتهم علّموني كيف أبـتـسِـمُ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق