كتبهابلال عبد الهادي ، في 3 أيار 2012 الساعة: 15:29 م
ما وجد على المناص
والحجل والأسِرّة والكِلَل
قرأتُ على كَلّةٍ معصفَرَة، لبعض الكُتّاب، بالذهب:من قِصَرِ الليلِ إذا زُرتني | أبكي وتبكين من الطولِ | |
عَدوُّ عينيكِ وشانيهـمـا | أصبح مشغولاً بمشغولِ |
تقول، وقد جرّدتُها من ثـيابـهـا: | ألستَ تخاف اليوم أهلكَ أو أهلي? | |
فقلتُ: كِلانا خائفٌ بـمـكـانـه | فهل هو إلا قتلُكِ اليومِ أو قَتلـي |
سهرتُ وعانقتُهـا لـيلةً | على مثلها يَحسُدُ الحاسدُ | |
كأنا جميعاً وثوبُ الدُّجى | علينا لمُصِرِنـا واحـدُ |
فِبتنا على رُغم الحَسـود وبـينـنـا | حديثٌ كريحِ المِسك شيبَ به الخمرُ | |
حديثٌ لو أن المَيتَ يُوحى ببعضـه | لأصبح حيّاً بعدما ضمّه الـقـبـرُ |
جعَلتِ محلّةَ البلوى فـؤادي | وسلّطتِ السُّهادَ على رُقادي | |
دعيني لا أبوح بكلّ وَجـدي | أليس النار من طَرفَيْ زِنادي | |
وبِتِّ خلِيّةً وسلبَـتِ نـومـي | أما استحيا رُقادُكِ من سُهادي |
دعيني أمُتْ والشملُ لم يتشعّبِ | ولا تبعدي أفديكِ بالأمّ والأبِ | |
سقى الله ليلاً ضمّنا بهد هَجْعةٍ | وأدنى فؤاداً من فؤادٍ مُعذَّبِ | |
فبتنا جميعاً لو تُراقُ زُجـاجةٌ | من الراح فيما بيننا لم تَسَرَّبِ |
نَشَرَت عليّ غَدائراً من شَعرها | حَذَرَ الفضيحة والعَدُوّ الموبِقِ | |
فكأنه وكأنـنـي وكـأنـهـا | صُبحانِ باتا تحت ليلٍ مُطبِـقِ |
حَرُّ حُبٍّ وحَرُّ هَجْرٍ وحَرّ | أيُّ شيءٍ يكون من ذا أمَرّ |
ثلاثة أحبابٍ: فحُبٌّ عـلاقةٌ، | وحُبٌّ تِمِلاقٌ، وحُبٌّ هو القتلُ |
ومجدولةٍ أما مجالُ وِشاحـهـا | فغُصنٌ وأما رِدفها فـكـثـيبُ | |
لها القمر الساري شَقيقٌ وإنهـا | تطلَّعُ أحـيانـاً لـه فـيغـيبُ | |
أقول لها والليل مُرخٍ سُـدولَـهُ | علينا: بكِ العيشُ الخَسيس يطيبُ | |
فقالت: نعم إنْ لم يكُن لكَ غَيرُنا | ببغدادَ من أهل القُصور حَبـيبُ |
إنّ طيف الخيال أرّق عينـي | ما لعيني وما لطيفِ الخيالِ? | |
جمع الله بين كـلّ مُـحـبٍّ | قد جَفاه الحبيبُ بعدَ الوِصالِ |
ينام المُسعَدون ومن يلـومُ | وتوقظُني وتوقظُها الهُمومُ | |
صحيحٌ بالنهار لِمَن يَراني | وليلي لا أنـامُ ولا أُنـيمُ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق