الجمعة، 24 مايو 2013

الوطن كذبة غير بيضاء

لا أقول انّ هذه المعركة ستنتهي بـ"لا غالب ولا مغلوب"، بل ستنتهي بمهزومَين مأزومَين. المتحاربون فلاّحون في قبضة إقطاعيّين. طائراتهم جاهزة، وجنائزنا جاهزة. موتنا حاضر ناضر، وملايينهم فراش وثير. لماذا نحبّ أن نكون ككرة القدم بين أقدام لاعبين لا تهمّهم الاّ أهدافهم. موت مجّاني، موت يفرح خصومنا الذين يشاهدون بفرح ساديّ انتحارنا الذي نظنّه انتصارنا. باءت أحلامنا بالفشل.
ماذا فعلتم بنا يا حكامنا يا حفّاري قبورنا بأيادينا؟
نسرّ ونحن نحفر أضرحتنا التي نظنّ، وهما، انها أضرحتهم. تلعب بنا اللعة . يلعب بنا الكلام، تتعتعنا الأساطير والأمجاد المزيّفة، والانتصارات القاتلة، كأنّنا أمّة من قشّ، وشعب كرجل القشّ.
موجع أنت يا وطني.
ظالم ومظلوم أنت يا وطني. قاتل ومقتول انت يا وطني.
...
نتشرّد، نتبدّد، نتقدّد، أحلامنا كوابيس مقنعّة،
نطلق على طفولة أبنائنا رصاصة الحقد، ورصاصة العته، والسفه، والبله.
ولدي لا يسمح لي بلدي الاّ أن أمنحك وسيلة تدير بها له ظهرك غير نادم.
لماذا لا يحسن الوطن أن يعلّمنا حبّ الوطن.
هرطقة " نشيد العلم".
كذبة خضراء أرزتنا.
وثلج جبالبا ليس كذبة بيضاء، بل كذبة ناصعة السواد.
لعنة الله على ورثة عبد الله آخر ملوك الطوائف الذي صرخت أمّه في وجهه، قائلة: ابكِ كالنساء ملكا لم تحفظه كالرجال.
للأسف، حكامنا مخنثّون، أو مخصيّون، لا يحسنون الاّ جلدنا وجلد عُميرتهم المأبون والمأفون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق