كنت قد عثرت في احدى مكتبات باريس على كتاب طريف جدّا، وهو عبارة عن دراسة اجتماعية وسياسية ولغويّة من خلال ما يكتبه طلاب المدارس على جدران حمّامات المدارس.قام مؤلف الكتاب بجمع كلّ العبارات والتعابير والمفردات والرسومات المكتوبة على جدران الحمّمات ودرسها دراسة إحصائية علميّة.
كتب الكتاب قبل زمن مواقع التواصل الاجتماعي، أي قبل الفايسبوك والتويتر والمدوّنات . لا أعرف لماذل أجد أحيانا وجه شبه بين الكتابة على جدران الحمّامات وجدار الفايسبوك أو غيره. الكاتب في الحمّام مجهول الهويّة، نكرة، خفي الملامح. وحين تكون نكرة تكتشف انّك حرّ، لا رقيب في الدنيا عليك الاّ عين الله. فتأخذ حرّيتك الدنيّوية، وتمارس ما شئت. طبعا، الحرية المطلقة لا يأخذها الكاتب على جدار الفايسبوك الا حين يستعين باسم مستعار ووجه مستعار وصفة مستعارة. فقد يخطر ببال فتاة مثلا ان تتنكّر في ثوب شباب فإذا بميرفت مثلا تصير من المتحوّلات جنسيا وتصير أحمد أو جوزيف. وتستعير من ملايين الوجوه المتناثرة في فضاء الانترنت وجها يرضيها، وتختار الاقامة في اي رقعة جغرافية تحب. تتجرّد من لباسها وجنسها وتلبس لباس الجنس الآخر، وتصير رجلاً مكتمل الخلقة، فتحل عقدة لسانها. وتروح تتأمّل ردود الأفعال على ما تقول.
الانسان لا يمكنه الا ان يكون كامل الحرية الا حين يتخلّى عن نفسه أي حين يصير كذلك الطالب الذي وهو في بيت الخلاء لا يمنعه مانع من أن يكتب ما يشاء في بيت الخلاء.
جدران بيت الخلاء دفتر يوميّات كثير من الناس.
ولكن حين تحتفظ بصورتك على البروفايل الحقيقية واسمك الحقيقيّ يصعب أن تكون على حقيقتك.
الحقيقة لا تحبّ أن تتعرى على صفحات الفايسبوك، فالانسان لا يخلع كلّ ملابسه عادة الاّ في الحمام، أو في وقت حميم.
وطريف الشبه اللغويّ بين الحمّام والحميم!
أشير الى ان كتاب كلمات الحمذامات من اكثر الكتب التي قرأتها متعة، لصدقها.
ويبدو أن الصدق كريه الرائحة.
ومن لا يتذّكر أنفه رائحة حمّامات المدارس بل والجامعات؟
كتب الكتاب قبل زمن مواقع التواصل الاجتماعي، أي قبل الفايسبوك والتويتر والمدوّنات . لا أعرف لماذل أجد أحيانا وجه شبه بين الكتابة على جدران الحمّامات وجدار الفايسبوك أو غيره. الكاتب في الحمّام مجهول الهويّة، نكرة، خفي الملامح. وحين تكون نكرة تكتشف انّك حرّ، لا رقيب في الدنيا عليك الاّ عين الله. فتأخذ حرّيتك الدنيّوية، وتمارس ما شئت. طبعا، الحرية المطلقة لا يأخذها الكاتب على جدار الفايسبوك الا حين يستعين باسم مستعار ووجه مستعار وصفة مستعارة. فقد يخطر ببال فتاة مثلا ان تتنكّر في ثوب شباب فإذا بميرفت مثلا تصير من المتحوّلات جنسيا وتصير أحمد أو جوزيف. وتستعير من ملايين الوجوه المتناثرة في فضاء الانترنت وجها يرضيها، وتختار الاقامة في اي رقعة جغرافية تحب. تتجرّد من لباسها وجنسها وتلبس لباس الجنس الآخر، وتصير رجلاً مكتمل الخلقة، فتحل عقدة لسانها. وتروح تتأمّل ردود الأفعال على ما تقول.
الانسان لا يمكنه الا ان يكون كامل الحرية الا حين يتخلّى عن نفسه أي حين يصير كذلك الطالب الذي وهو في بيت الخلاء لا يمنعه مانع من أن يكتب ما يشاء في بيت الخلاء.
جدران بيت الخلاء دفتر يوميّات كثير من الناس.
ولكن حين تحتفظ بصورتك على البروفايل الحقيقية واسمك الحقيقيّ يصعب أن تكون على حقيقتك.
الحقيقة لا تحبّ أن تتعرى على صفحات الفايسبوك، فالانسان لا يخلع كلّ ملابسه عادة الاّ في الحمام، أو في وقت حميم.
وطريف الشبه اللغويّ بين الحمّام والحميم!
أشير الى ان كتاب كلمات الحمذامات من اكثر الكتب التي قرأتها متعة، لصدقها.
ويبدو أن الصدق كريه الرائحة.
ومن لا يتذّكر أنفه رائحة حمّامات المدارس بل والجامعات؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق