الأحد، 25 أغسطس 2013

حكيم من الفيحاء اسمه احمد عبوس


من كلّ الكلام الذي سمعته عن فجيعة المسجدين في طرابلس لم أسمع أجمل ولا أرقى ولا انبل ولا أحكم ولا اعقل من كلام أحمد عبوس الإنسان البسيط، المثكول، المحروق قلبه ثلاث مرّات في ظرف دقائق معدودات.
كان حكيما في دمعته العالقة على الأجفان، كان وديعا في توصيف ما رأى، وهادئا هدوء العارفين في نقل ما شعر به، وفي رسم صورة فلذات أكباده المتعانقة والمحترقة.



هل الحزن الأصيل، الحزن العميق يمنح المرء كلّ هذا الكمّ من الحكمة.
رحم الله من احترق من فلذات أكبادك.
وليت أصحاب الألسنة الفتّانة من الساسة يصلون إلى ذرّة لا اكثر من حكمتك.
ليس فيلسوفا، ليس أديبا، ليس مفكرا، ولا سياسيا، انه اكبر من كلّ هؤلاء.
انحني أخي الكريم، لدمعتك الراقية ولحزنك الأشمّ.
ما أجمل الإيمان الذي يتعلم أن يكون رحيبا وحاضنا حتّى للمختلف.

هناك تعليق واحد: