الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

انتقام من ورقة نعيّ

انتقام من نعوة

كان على خصام معه. بقي الخصام متأججا. لم يطفئه حتّى الموت الفجائيّ. لم يتنفّس الصعداء حين علم بوفاة خصمه، بل وجدها فرصة للأخذ بثأره. انتظر طلوع الضوء ، ور اح يبحث شوارع المدينة شارعا شارعا، طارد ما تبقّى منه.
كان عيناه تجوسان الحيطان، اعمدة الكهرباء. كل الامكنة التي عادة ما تلصق عليها النعوات. وراح ينتزع النعوات واحدة واحدة. نعوات خصمه اللدود. كدسها فوق بعضها بعضا. قطع نسل نعواته. و...
عاد الى البيت مسرورا بصيده الثمين. خرج الى الشرفة متأبطا النعوات وكيس نيلون أسود. نتّف النعوات، وكان حين يصل الى اسم خصمه في النعوة، ينتفه متشفّياً حرفا حرفا. ويمزقه اربا اربا وهو منتشٍ بصوت الورق الممزّق.
بعد ان انتهى من مرحلة النتف، دخل الى المطبخ، أشعل الغاز، وراح يحرقها ، تلذّذ وهو يرى احتراق الاوراق وكأنها جلد خصمه الميت.
ولم يتنفس الصعداء الا بعد أن قضى على آخر حرف في النعوات الممزقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق