الجمعة، 30 أغسطس 2013

مقبرة أبي سمراء

نحن شعب يحبّ الكذب، يمارس الدجل. طبعاً، لا أعمّم. ولكن أنقل هنا ما كنت قد سمعته بأذنيّ من شخص يسكن في أبي سمراء.
ونقل كلامه، لا يعني، بالتأكيد أن كلامه هو لسان حال الجميع. وما يقال عن الحالة التي أعرضها لا ابرئ منها طائفة من الطوائف، سرا أو جهرا.
في أبي سمراء مقبرة للمسيحيين تشرف على البلد والبحر والقلعة. وليس في أبي سمراء سكان مسيحيّون باستثناء حرّاس المقبرة الذين لا اعرف اليوم عن أحوالهم شيئ...
ا، ولعلها المحلّة الوحيدة في طرابلس التي تخلو من الاختلاط الطائفيّ والمذهبيّ، وهذا ما يجعل من وجود المقبرة حالة استثنائية.
سمعت في زمن التوحيد، أي في عام ١٩٨٢، قبل مغادرتي طرابلس الى باريس، توحيديّاً غير " منقاريّ"، فلم يكن وقتئذ النفوذ لغير الشيخ سعيد شعبان في الفيحاء، وتحديدا في أبي سمراء حيث كان يسكن الى حين مفارقته لهذه الفانية. سمعت التوحيديّ يقول : نحن لا نستقبل المسيحييّن في أبي سمراء إلاّ أمواتاً.
وانهي بما قلته في ثنايا هذه " الفسبوكة"، لا تخلو طائفة من طوائف لبنان من شخص لسانه لسان ذلك " التوحيديّ"، والطائفة التي تنكر وجود هذه الظاهرة المرضيّة في ربوعها الطائفية الزاهرة، انّما تكون تعلن انتماءها بتعفّغها الى مسيلمة الكذّاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق